تطور الحياة السياسية في أي بلد لا يتم إلا في إطار المواقف الايجابية، وعدم الجمود، والتطلع للمستقبل.. وعلى عكس ذلك تكون السلبية عاملاً لزعزعة الثقة في النظام السياسي وتقف حائلاً دون تحقيق أي تطور.. الرفض لكل مبادرات الحوار ودعوات المشاركة تعود بالبلاد لمربع التسعينات تعيد بعض الأحزاب نفس المواقف وتتبع ذات الأساليب ولا تعبأ لما يمكن أن يحقق تقدماً في المسار الديمقراطي الذي يدعي الكل أنه الأنسب لحكم البلاد.. كنا تعتقد أن اتخاذ مواقف إيجابية من دعوة البرلمان والمشاركة في التداول حول قانون الانتخابات الذي تمت إجازته بعد نقاش حاد وتفاوت في وجهات النظر – كنا نعتقد أن اتخاذ مواقف إيجابية من تلكم الدعوة ستكون بمثابة خطوة كبرى على طريق تحقيق قدر من التفاهم يقود الى التقارب ومن ثم اتفاق. إن مواقف بعض القوى السياسية المعارضة التي ترفض الحوار وترفض المشاركة في الانتخابات وتسعى لنقد كل قرارات تتخذها الدولة وأن كانت وفقا للقانون – إن تكرار مثل هذه المواقف تكبل كل محاولات السير للإمام.. وتعيد للأذهان ما نقل عن رئيسة تنظيم حق في إحدى الندوات العام الماضي.. حيث قالت : (قبل سوات وبالتحديد في ابريل 2009 وجهت لي دعوة للتحدث في ندوة عن نفس موضوع ندوتنا الليلة الوضع السياسي الراهن" وقد قلت في تلك الندوة قبل 5 سنوات حديثاً لا يختلف كثيراً عما سأقوله اليوم حتى أن نفسي راودتني أن اختلس كلمتي في تلك الندوة واقرأها لكم كما هي الليلة وأنا متأكدة إنكم لن تلاحظوا فرقاً..) نقول وسيظل الحال كذلك ما دامت تلك الأحزاب على مواقفها الرافضة لكل شئ وتصر على مواقف قديمة ولا تنظر للمستقبل. إن الإقبال على الحوار بل المشاركة في الحياة السياسية مهما كانت المساحة المتاحة هو السبيل للتطور وتحقيق مجتمع تسوده روح الديمقراطية. وهنا نذكر حديثاً للقيادي الاتحادي تاج السر محمد صالح حول دعوة المؤتمر الوطني للأحزاب للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية – والتي اتخذت أحزاب كثيرة مواقف ايجابية منها – قال فيه : (إن رفض المشاركة في الحكومة خطأ كبير، فالمشاركة تتيح المشاركة والوقوف على كل شئ والدفع بالكوادر لاكتساب الخبرة والوقوف على النوايا الحقيقية للطرف الآخر). الآن مع قرب انتهاء مرحلة انتخابات 2010 التي كان الجنوب جزءا منها. ثم انفصل تكون البلاد قد دخلت مرحلة تاريخية جديدة نتطلع لأن ننتقل فيها الى حياة سياسية مستقرة ولن يكون هذا الانتقال سهلا إلا بتخلي الأحزاب عن أي مواقف سابقة واتخاذ مواقف موضوعية إيجابية معتدلة. وبعد ذلك مطلوب من الجميع بذل الجهد والتحلي بالصبر للوصول إلى اتفاق مهما استغرق الأمر من وقت. نقلاً عن صحيفة السوداني 8/7/2014م