1 بغياب شمس هذا اليوم ينقضي آخر يوم من السنة الميلادية 2015م لتفسح المجال لعام جديد يعلق عليه أهل السودان آمالهم وأشجانهم ليكون عاماً للسلام وللتنمية وللحوار، وقد انقضى العام وسماء السياسة تحفل بالكثير من القضايا والموضوعات التي لم تنقضي، وسحب الحوار (يهدر) رعدها وتمني الجميع ب(غيث) التضامن الوطني الذي يقي بلادنا مزالق الفتن والانشقاق. انقضى العام ولا زالت بعض القوى السياسية بعيدة عن ركب (الحوار)، برغم دخوله إلى شهره الثالث وقد وجدت خطوة التمديد لأيامه لأجل غير مسمى كما أعلنت (أمانته العامة) ترحيباً وتأييداً كبيراً من الأوساط كافة، لأنها تتيح الفرصة ل(الممانعين) بإعمال مزيد من (عصف الذهن) وتقرير دخولهم الى الصف أو (تأكيد) بقائهم خارج أسوار الوطن. وفي كلا الحالين، تمضي المسيرة، وتمضي السنون المحسوبة على أجيال السودان التي طال انتظارها منذ الاستقلال ل(ستين) عاماً كاملة قضوها بين (فرث) الثوابت و(دم) الوطنية المهدرة على سفوح التناحر السياسي والاحتراب بسنان قضايا أثخنت جراح هذا البلد الأبي. 2 انقضى العام وقد انطوى على(أزمات) متتالية أصابت صاحبة الجلالة وصناعة الصحافة، بعد أن صارت (كفة) إصدار صحيفة أعلى قيمة مادية من سعرها المعروض في الأسواق، وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه الذي كانت له انعكاسات كبيرة على العديد من الأصعدة، وصناعة الصحافة واحدة من هذه الآثار. انقضى العام وقد هددت المطابع برفع تكلفة الطباعة للصحف ل(25%) بسبب معادلة سعر الصرف الذي تقابل به مدخلات الطباعة من ورق وأحبار وقطع غيار.. الأمر الذي جعل عدد من الناشرين يلتقون في آخر أيام هذا العام المودع ليناقشوا (الأزمة)! ويرفعون صوتهم للجهات المسؤولة بإعفاء (صناعة الصحف) من بعض الجمارك والرسوم. ثم شاركهم مجلس الصحافة والمطبوعات هذا الهم، وهو يرفع صوته رافضاً للوقوف أمام فرض الزيادة المتوقعة على تكلفة الطباعة، لأنه يدرك أن الزيادة حال تطبيقها فإنها تعني الحكم ب(الإعدام) على صناعة الصحافة.. فإذا كانت الصحف الآن وقبل الزيادة تتساقط، ولا يقوى بعضها على مواجهة المتغيرات، كيف يكون حالها بعد الزيادة؟ نأمل كعاملين في هذا الحقل، أن تدخل العام الجديد وقد أضاءت جهود الناشرين 0شمعة) في آخر النفق الذي يبدو الآن قائماً، ونأمل كذلك من الدولة أن تنظر إلى (صناعة الصحافة) كمنتوج فكري وثقافي لا يماثل بأي حال المنتجات الأخرى. انقضى العام وقد فقدنا (أحبة) لنا كانوا يملأون علينا حياتنا، تخطفتهم يد المنون وأنشبت فيهم أظفارها، ومنهم والدي الحاج بشير محمد إدريس الذي ذهب إلى رحاب ربه في السادس من ديسمبر آخر شهور هذا العام، لذلك سيكون هذا العام الأقسى وقعاً في جدار ذاكرتي، للوالد الراحل واسع المغفرة وعظيم الغفران وجزيل الثواب.. ويتمثلني في هذا المقام قول الشاعر السوداني الراحل صلاح احمد إبراهيم : يا منايا حومي حول الحمى واستعرضينا واصطفي كل سمح النفس بسام العشيات الوفي الحليم العف كالأنسام روحاً وسجايا أريحي الوجه والكف إفتراراً وعطايا فإذا لاقاك بالباب بشوشاً وحفي بضمير ككتاب الله طاهر انشبي الأظافر في اكتافه واختطفي نقلاً عن صحيفة ألوان 31/12/2015م