القرار الذى أصدره عبد الحميد موسي كاشا والي جنوب دارفور المتعلق بطرد المدير الادراي لشركة ( MCA ) الأمريكية (غرو أكلانكا) من جنوب دارفور أمس بحجة انها تسعي لتمرير اجندة خفية عبر املاءات كانت تمليها على الرهينة الأمريكية المفرج عنها نهار أمس بعد عملية ارتهان دامت لأكثر من شهرين حيث طلب غرو من الرهينة ان تنطق بعبارات تسيئ الى السودان و تؤلب عليه المنظمات العالمية ، هذا ما التقطه عبد الحميد كاشا الذى طالب الامريكية بضرورة مغادرة ارض جنوب دارفور على أسرع ما يمكن وأنه لا وجود لها بعد يوم أمس فى الاقليم ، هذا القرار يعد تنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية الذى طالب فيه ولاة دارفور بأن يكونوا يقظين و ان يتعاملوا بصورة اكثر مسئولية مع كل من يريد ان يسهم فى تقويض أمن و سلامة دارفور ، خاصة المنظمات الاجنبية العاملة فيما هدد القرار ايضاً البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي و الاممالمتحدة المسماة اليوناميد جراء تداعيات معسكر كلمة و عدم تعاون اليوناميد مع الحكومة هناك،و تسليمها المتسببين فيه الامر الذى أدي الى تدخل حكومة كاشا التى تعرفت على أوضاع النازحين بصورة واقعية فى وقت بدأت تتجسد داخل هذه المعسكرات التى لم تدخلها هذه المنظمات الا لشئ فى نفس يعقوب و هذا ما يعجل بطردها من أراضي دارفور وقد سبق للحكومة وان طرت اكثر من منظمة لاعتبارات كثيرة أبرزها العمل على تقويض سيادة و أمن الوطن ، فالأمريكية التى تم طردها أمس لا شك ان جرمها لا يقل عن جرم المنظمات السابقة التى كانت تدس سم الدسائس بين أغذيتها المضروبة التى دوماً ما تتخذها نافذة لتمرير اجندتها ضد البلاد ..ولكن الصحوة الحكومية و وضع كاميرات المراقبة الداخلية لأعينها داخل اماكن تواجد هذه المنظمات دوماً ما يفضح أجندتها الخفية، الأمر الذى يعجل برحيلها ..فجنوب دارفور التى تكثر فيها التجاوزات العسكرية و السياسية قابلة للمزيد من حالات الطرد المماثلة فبالامس الأول قامت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية بخطف طيارين روس يتبعون ادارياً لشركة بدر للطيران من داخل مدينة نيالا ،وبحسب مصادر فان الاتجاه الشمالي للمدينة هو المقر الممكن لايواء هؤلاء المختطفين الذى باتوا فى عداد الرهائن بالمنطقة. فى وقت استنفرت فيه حكومة كاشا كافة قواها الأمنية و الشرطية و العسكرية لمجابهة خطر الاختطافات المتزيد هذا الى جانب حالة الاستنفار القصوي التى وضعتها اليوناميد المهددة من قبل مسلحي دارفور بعمليات اختطاف واسعة فإرجاع المختطفين يتطلب جهوداً متواصلة لأن الذين ينفذون هذه العمليات اصحاب سطوة وسلطان للمتاهات التى سلكونها و ما يستخدمونه من تكتيك وتمويه وفق تأكيدات المراقبين الذين ينظرون الى الوضع من زاوية اكثر رؤية و وضوحاً ، خاصة المحيطون بالمناخ السياسي و العسكري فى جنوب دارفور ،و اللجوء للكارت الاحمر هو الخيار الأمثل لحسم أى تفلتات من شأنها ان تحدث خاصة هذه المنظمات التى ظلت على الدوام تتلقي صفعات من الحكومة جراء تجاوزاتها المتكررة و ما تقوم به من تجن واضح على سيادة وسلامة وامن السودان عبر نافذة دارفور ..فالنائب بالهيئة البرلمانية لنواب دارفور محمد موسي صالح يري ان المنظمات هى التى تجني على نفسها و ذلك لخلطها للأوراق و الخطوط و دوماً تيسئ فهم وجودها لما تقوم به من تجاوزات ومشاكل فاطرد واستخدام الكرت الاحمر هو الوسيلة و الطريقة المثلي لإيقاف اى تجاوزات يمكن ان تحدث مستقبلاً . وعلى الرغم من ان ما اتخذه كاشا من قرار يعد دعماً لقرار الرئيس إلا ان منع التجاوزات من قبل الحركات المسلحة وصدها ومنعها من تكرار ظواهر الاختطاف هو الطريق الامثل لكف عين التربص بالسودان و لعل الناظر الى جنوب دارفور يلحظ أنها كثيرة الاضطرابات رغم استقرارها ، فحوادث الخطف ما زالت تتكرر و تجاوزات الجماعات المسلحة تتعدد و تتنوع و حكومة الولاية لا خيار أمامها سوي استخدام القوة والكروت الحمراء فى مثل ما تعاملت به مع معسكر كلمة سياسة وعسكرة المواقف تعاملت مع غرو الامريكية بإظهار البطاقة الحمراء التى دوماً ما تستخدم للطرد وهذا بات موائماً لطبيعة ما يجري فى دارفور و التى وجه رئيس الجمهورية من قبل بطرد كل من يسعي الى إحداث وتقويض سير العدالة فيها. و عبد الحميد موسي كاشا الذى توعد من قبل المتفلتين و سافكي الدماء بالمشانق ها هو الآن يستخدم كروته الحمراء فى وجه الوجود الاجنبي المتفلت وهذا ما يجعل ولايته ترقب تنامي ظاهرة الاختطاف و التى لا شك تتطلب منه تحركات ماثلة لطي كل الملفات حالكة السواد لجعل جنوب دارفور تنطلق فى رحاب السلام دون اى خوف او وجل ، فهل ينجح كاشا بسياسته الوعيدية فى تهيئة جنوب دارفور للتعاطي مع المرحلة الراهنة و المحلة المقبلة أمان العزيمة ستتكسر عند متاريس وعقبات المرابطين على رصيف الترصد ؟ نقلا عن الحرة 1/9/2010