أطلقت الحركة الشعبية وصف (رهينة) على منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب واعتبرت أن الحزب الوطني في السودان يحتفظ بالمنطقة كرهينة، مقابل (أشياء) ينتظر تسليمها لكي يفرج عنها. الوصف عمل على تسويقه أمين عام الحركة ووزير السلام بحكومة جنوب السودان باقان أموم وقد بلغ غياب الاحترام وسؤ الأدب السياسي بالسيد أموم درجة وصفه للرئيس السوداني بأنه قرصان وأن قادة الحزب الوطني ما هم الا قراصنة يعملون على ابتزاز الرئيس الأمريكي باراك اوباما بعقلية قراصنة بمطالبات عدة لتمرير استفتاء الجنوب. وقال أموم في تصريحات من واشنطن التي زارها الأسبوع الماضي نقلتها عنه صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن قبائل المسيرية التي تعيش في أبيي ليس لها حق في الاستفتاء المقرر هناك فهم ليسوا سوى رعاه يتنقلون بأبقارهم سنوياً وبوسع الحركة الشعبية وحكومة الجنوب أن تضمن لهم هذا الترحال الرعوي!! وقال أموم أن موقف الحزب الوطني غير أخلاقي!! وبالطبع لسنا هنا ولا حاجة لنا على الإطلاق للدفاع عن قبائل المسيرية ولا الحزب الوطني فالاثنين – المسيرية والحزب الوطني – يستطيعان الدفاع عن نفسيهما بطريقتهما الخاصة. غير أن الأمر الذي لا بد لنا من ان نبحث فيه هنا هو اذا كان المسيرية أصلاً قبائل رعوية متنقلة وليس لها الحق في التصويت في استفتاء ابيي ما الذي إذن أورد حقهم هذا في اتفاقية نيفاشا وفي بروتوكول ابيي تحديداً؟! لماذا ورد النص في الاتفاقية بأن دينكا نقوك والقبائل الأخرى لها حق الاستفتاء على تقرير مصير المنطقة أما بالانضمام إلى الشمال أو الجنوب؟! ما الذي يعنيه لفظ القبائل الأخرى؟! هذا من جانب ومن جانب ثان، فاذا كانت منطقة أبيي منطقة تابعة للجنوب وليس للشمال فما الذي دعا الطرفين الوطني والحركة لإجراء استفتاء فيها ولماذا لم يتم النص على استفتاء في ولاية أعالي النيل أو بحر الغزال؟ لماذا فقط تم النص على منطقة أبيي؟ من المؤكد أن الطرفين لم يحسما تبعية المنطقة ولذا تركا الأمر لأهلها وهذا ما بدحض مقولة أموم من أن الشمال يحتفظ بأبيي رهينة. أما حديث أموم عن الحزب الوطني قرصان فهذا هو (غير الأخلاقي) بالتحديد لأن لغة السياسة بين أبناء البلد الواحد لا يمكن أن تتضمن أوصاف كهذه فقد وقع أموم في ما هو (غير أخلاقي) قبل أن يلصق هذا الوصف برئيسه وقادة الوطني الذين لولاهم لما توقفت الحرب ولما وجد أموم هذه السانحة (للفصاحة السياسية المبتذلة) . وعلى أية حال فان أموم بدا (غاضباً) من ورطة حركته في ابيي وهو اجسهم من المسيرية، ومخاوفهم من أن ينصلح حال العلاقات السودانية الأمريكية لهذا أراد تنبيه الأمريكيين!! وهو لا يدري أن الأمريكيين هم القراصنة الحقيقيين!!.