ما زالت ردود الفعل تتوالي حول مسخرة المظاهرة التي قادتها المعارضة والتي راح ضحيتها النسوة من حزب الأمة وهي تصرخ ما بين الشجب والإدانة لدرجة الضرب فانكسرت يد ابنته مريم فاضطرت للسفر للعلاج في الأردن حتي عاد الصادق يحرض الأنصار في الجزيرة ابا للخروج كمظاهرة جديدة وقد حركت إشجانه الأجواء المشحونة بالتظاهر في تونس الخضراء. إن الذي فات علي حفيد المهدي وفريقه المعارض يتجسد في ان العضلات الداخلية لخلايا معارضته ترتهن بالدور السياسي والعسكري الذي تضطلع به حكومة البشير علي المضامين الخارجية للولايات المتحدة أو الغرب الأوروبي بصفة عامة والدليل هو ان الدافع أو الإرهاص السياسي الذي كمن في قعر العقل الواهي للمعارضة من انعدام المقارنة بين السودان وتونس من توفر الحرية هنا وحكومة منتخبة شرعية وتونس العلمانية الدكتاتورية المطلقة التي ألقت بالعلماء والإسلاميين في غيابة الظلام والمعتقلات والسجون والتعذيب ومنع الأذان والحجاب وترشيح زين العابدين مدي الحياة مع انعدام الخبز وارتفاع الأسعار. فان الربط بين الاثنين معدوم ووجه الشبه مأزوم. ان الأمر وصل بالمهدي حد البؤس والسوداوية ان يطالب بإطلاق الحريات والتهديد بالمعارضة المسلحة في دارفور والنيل الأزرق ان لم تجاوب الحكومة مع أجندته الوطنية! علام يستند المهدي؟ فالحريات أطلقت الحكومة سراحها مع عودة الشريف الهندي رحمه الله للداخل ويومها كان المهدي مع التجمع في طائرة وزيرة خارجية أمريكا اليهودية الشمطاء مادلين اولبرايت يحلم بتولي الحكم في السودان. فزالت اولبرايت وزال المجتمع الذي نعته نيفاشا فان كان يراهن علي دارفور وأمريكا فان دحض افتراءات المهدي قدمها وزير داخليته في جلسة البرلمان عام 1986م بعد توضيح الحقائق عما يجري في دارفور من نهب مسلح شمالاً وجنوباً نتيجة للقتال الدائر هناك وعدم الاستقرار السياسي لحكومته والجفاف والتصحر الخطيرة التي لم تكن موجودة من قبل وقال سيد احمد الحسين بالحرف الواحد ان جماعات النهب المسلح تملك أسلحة متطورة ليس لنا مثل الذي معهم؟ اذن فليخرص الإمام عن اتهام الحكومة فهو الذي فرطت حكومته لمساهمتها في انفراط الإقليم رغم معرفته بحقائق وتطورات مأساة دارفور عام 1986م يكرر ما قاله من قبل عندما غادر الي أمريكا لتسويق بضاعته لدي مجموعة الضغط الناشطة ضد السودان كما يفعل الآن لكي تنطلق منها صواريخ العداء السياسي ففي زيارته لأمريكا عام 2006م بعد ان اتهم الحكومة وصفت مجلة ميدل ايست انترناشيونال زيارة الصادق بأنها جنائزية وبأنه عجز عن تقديم إجابات مباشرة وواضحة عن الأسئلة التي طرحت من البنتاجون ووزارة الخارجية, بالحسابات السياسية الأمريكية يعتبر الصادق المهدي ورقة سياسية محترقة . ولكن الإمام لا يزال يبحث عن دور في السودان وقبلها قالت له بريطانيا سوري مستر صادق انت جزء من الأزمة ولكن تكون بالتالي الحل. فليحتفظ الامام بأجندته الوطنية لنفسه!! نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 18/1/2011م