حاولت القيادية بحزب الأمة القومي الدكتورة مريم الصادق طمأنة قوى المعارضة السودانية بنفيها التوصل لاتفاق مع الحزب الوطني ، وأن حزبها لا يزال متمسكاً ببرنامجه مع القوى المعارضة محاولة الطمأنة – التي لاقت فيها د. مريم صعوبة بائنة – جاءت عقب ظهور توجس و قلق من قبل قوي المعارضة السودانية عقب اللقاء الذي جمع زعيم الحزب السيد الصادق المهدي بالرئيس السوداني المشير البشير ببيت الضيافة - قبل يومين- و تناولا فيه القضايا المطروحة حالياً على الساحة . وقد اجتهدت الدكتورة مريم فى تبرئة حزبها مما أسمته أى اتفاق ثنائي ، أو التخلي عن الأجندة الوطنية التى تجمع الحزب ببقية قوي المعارضة، و قد تلاحظ ان الأمر بدا وكأنها (مرافعة دفاع عديمة الجدوي) حاولت القيادية مريم إقناع قوي المعارضة بها، فقد اضطرت الدكتورة للكشف عن ملابسات اللقاء ، وبدلاً من أن تقول إن اللقاء جاء بمبادرة من الحزب فإنها قالت (إن اللقاء تم بدعوة من الرئيس البشير ، بناء على مبادرة من الأمين العام لحزب الأمة صديق إسماعيل)! فهل يا تري سبقت دعوة الرئيس البشير مبادرة أمين عام حزب الأمة أم أن مبادرة الأمين العام لحزب الأمة هى التى سبقت دعوة الرئيس ؟ من الواضح ان الدكتورة مريم (حاولت مداراة شئ) هو بالقطع ليس عيباً على الإطلاق، فلكل حزب يأنس فى نفسه الشعور بالمسئولية و يمتلك (أجندة وطنية متجردة) الحق فى طرحها دون أن يحاول إرضاء بقية قوى المعارضة أو طمأنتها, الشئ الغريب أن من المعروف أن اللقاء الذى جري قد تم فيه الاتفاق على تكوين لجنة مشتركة بين الحزبين الأمة و الوطني (للتحاور بصورة جادة و عميقة) ، والدكتورة مريم لم تشر الى هذه النقطة الهامة ولا ندري كمراقبين لماذا تعتبر قوى المعارضة إن التحاور و اللقاء مع الحزب الوطني فيه (حُرمة سياسية)؟ و لماذا حرص حزب الأمة على تقديم مبادرة منه بواسطة أمينه العام للقاء الرئيس إذا لم يكن لديه ما يجعله يتحرك (بأجندة وطنية) باتجاه الوطني؟ إن الممارسة السياسية السودانية لا تزال مرتبطة باعتقادات خاطئة ، ولا تزال مقيدة بقيود لا تخلو من غلواء و غرابة ، فالعمل الوطني مكفول للجميع و الممارسة السياسية قائمة على التقديرات السياسية وليس هنالك ما يعيب أى حزب سياسي أن يطرح مواقفه و رؤاه بحرية تامة و بديمقراطية دون أن يكون (خجلاً) منها أو متهيباً محاسبة أقرانه فى الأحزاب الأخري ، و من المفروغ منه ان العمل (الجبهوى) و (التجمُّعي) جربته هذه القوى و لا تزال تجربه ، ولم يثمر بشئ ، ويدرك كل حزب (فى قرارة نفسه) أنه فى نهاية المطاف يتحمل مسئوليته وحده ، ويتطور وحده و يفني وحده !