التأمت بمركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بالخرطوم العمارات ثلة من المختصين والمهتمين لمناقشة ظاهرة السلفية الجهادية في غرب إفريقيا وانعكاساتها على المنطقة، حيث استضاف المركز كلا من السفير عبد الرحيم خليل، والأستاذ محمد قرمة والسفير أحمد التيجاني. وذلك للحديث حول هذا الموضوع مؤخرا بمقر المركز، وتناول الأساتذة المختصون الظاهرة من مختلف جوانبها واقترحوا بعض الحلول لمعالجتها. السفير عبد الرحيم خليل أشار إلى هشاشة الأحزاب في نيجيريا، وتقلبات الانتقال بين الأحزاب، كما أنه لا توجد أحزاب تاريخية في نيجيريا، والانقلابات العسكرية أضعفت الأحزاب، ونبه السفير عبد الرحيم إلى الفقر المدقع الذي يعيش فيه معظم النيجيريين إذ أكد أن نسبة من يعيشون تحت خط الفقر تقدر ب 54% من الشعب وهذا يعني أكثر من 76 مليونا من البشر، كما أن تقديرات الأممالمتحدة للدول تضع نيجيريا في الخانة 158 من 178 للدول الأكثر فقرا، وأشار إلى التفاوت الكبير في الغنى بين الشمال والجنوب وبين بعض المدن وداخل المدينة نفسها، كما أوضح السفير أن الفساد منتشر بحيث أصبح مقبولا اجتماعيا وأخلاقيا في نيجيريا، وتنتشر جرائم الاحتيال بصور كبيرة، وقد أوضحت إحصائية أمريكية أن الأمريكان يتعرضون للابتزاز من النيجيريين ويخسرون سنويا 5 مليارات دولار نتيجة هذا الاحتيال، وأشار السفير إلى ضعف الانتماء الوطني مما يقوى الانتماء الديني والعرقي، وأجرى السفير مقارنة بين السودان ونيجيريا ووجد أن أوجه التشابه بين البلدين تتلخص في: انقسام البلد إلى شمال وجنوب. اختلال التنمية. التعدد الإثني والديني. واقترح السفير لحل المشاكل في نيجيريا إلى ضرورة تخفيف قبضة السلطة على المواطن وتفعيل الفدرالية ومراجعة نظام الكوتة في تولى الوظائف المدنية في الدولة. الأستاذ محمد قرمة أوضح أن السلفية بدأت في نيجيريا منذ الستينيات، وأن الاتجاه السلفي بدأ تكفيريا، كما أن السلطة بدأت تدعم الطرق الصوفية لمواجهة التيار السلفي، لكن في التسعينيات أخذ التيار السلفي ينتشر ويأخذ طابعا سريا، وأشار إلى أن السلفية حاربت كل مظاهر التغريب ومن هنا جاءت مقولة (بوكوحرام ) أي التعليم الغربي حرام، وأوضح الأستاذ قرمة أن 12 ولاية في نيجيريا أخذت بمبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية، وأرجع انتشار الأفكار الخطيرة إلى جهل الناس هناك باللغة العربية وضعف صلتهم بالتالي بالمراجع الإسلامية والعلم الصحيح، وأكد أن ضحايا عملية بوكوحرام الأخيرة لا يقلون عن ثلاثة آلاف، مؤكدا أن الوسيلة الوحيدة لمحاربة هذا الاتجاه الخطير هو دعم الطرق الصوفية. السفير أحمد التيجاني سفيرنا السابق بأبوجا أشار إلى أن الحركة السلفية أخذت في الانتشار منذ العام 1995م، وحضرت في 2002م إلى مايدوقري، والحركة تستهدف السلطة الأمنية كممثل للسلطة السياسية، والحركة ليست لها أي أطر فكرية لكنها معادية للتعليم الغربي، وأشار إلى أن الحكومة رصدت حصول الحركة على أسلحة متقدمة، ومن أسباب ظهور الحركة أشار السفير إلى أن النقمة على النخبة المثقفة مرتفعة ومطلوب من المثقفين هناك الاضطلاع بأدوارهم في التنمية الاجتماعية والتعليم. وأكد السفير أحمد التيجاني في ختام مداخلته أن أي جهة تستعدي الجهات الأمنية يتم الرد عليها بعنف وقسوة، واقترح إزالة المسببات التي تؤدي إلى بروز مثل هذه الحركات بخطط بعيدة المدى وقصيرة المدى ولابد من تصحيح المفاهيم.