أوضح الأستاذ سالم الشيخي وزير الاوقاف والشؤون الدينية السابق في المجلس الإنتقالي الليبي أن عدد القتلى بين الليبيين خلال ثورتهم ضد القذافي بلغ حوالى 40ألفا فيما تجاوز عدد المفقودين 50ألفا مؤكداً أن النظام البائد قام بإغتصاب الرجال أمام زويهم وعائلاتهم وفي مصراتة وحدها قام بإغتصاب أكثر من 1200 من الرجال والنساء وقال الشيخي الذي كان يتحدث في ندوة منتدى النهضة والتواصل الحضاري "الثورة الليبية أسباب النصر وتحديات المستقبل "التي أقيمت مساء الإثنين 31/10/2011بمركز الشهيد الزبير للمؤتمرات أن أكثر من 30ألف من المرتزقة من أفريقيا ومن عتاة المجرمين في كولومبيا وروسيا كانوا يقاتلون جنباً إلى جنب مع كتائب القذافي وقع منهم مايقارب 7 آلاف في الأسر ذاكراً أن القوة التي أعدها القذافي لدخول بنغازي كانت أكبر من القوة التي دخل بها صدام حسين إلى الكويت وكان من ضمن أسلحة تلك القوة أكثر من 60صاروخاً بعيدة المدى . وكشف الشيخي عن محاولة كتائب القذافي ضرب مصراتة بالسلاح الكيماوي لثلاث مرات فشلت جميعها بقدرة الله عزوجل وذلك بهبوب الرياح التي قامت بإبطال تلك المحاولات مؤكداً أن الثوار عثروا على مخازن للأسلحة الكيميائية وبعضهم كان لايعرف عنها شيئاً وتجده جالساً بقربها وكأنه جالس يبيع بضاعة في متجر . ووصف الشيخي الثورة الليبية بأنها حركة مجتمع بأثره تشكلت منها نفسية جديدة بعد أن ظن الجميع بأن المنطلق الوطني عند الليبين قد إنتهى وأن الناس قد ركنوا إلى شييء من الدنيا والخوف أمام القوة الزاحفة لهذا النظام الطاغوتي مبيناً أنه ينبغي أن نفرق بن النصر والنجاح فإنتصار الثورة لايعني أنها قد نجحت والإنتصار هو تحقق الهدف الأول وهو اسقاط النظام فيما يكون النجاح بتحقيق مجموعة من الاهداف وهي أن تكون هناك دولة قانونية دستورية تحترم فيها الحريات ومنهجاً سلمياً يعبر بصدق عن الإنسان الليبي والعربي موضحاً أن ماتحقق كان بفضل الله أولاً ولايمكن لأحد كان الزعم بأنه كان يتصور ماآل إليه الوضع الآن وعدّ الشيخي بعض المقومات التي كان لها الأثر الاكبر في إنجاح الثورة التي ياتي من بينها الإجماع الوطني الذي تحقق منذ بدء الثورة على إختيار المسار وهو اسقاط النظام وتوضيح الآلية وذلك بأن تكون المقاومة عسكرية والإسثمار الإعلامي الداخلي والخارجي لإستخدام القذافي للمرتزقة الذي لعب دوراً مهماً في جمع القوى الوطنية وإعلان القطيعة منذ البداية مع النظام فتكون بذلك معسكرين أحدهما مع النظام وآخر ضده ومن أهم المقومات التي ساعدت على إنجاح الثورة كان تقديم الليبيين للمصلحة العليا على إختلافاتهم الفكرية والثقافية والتنظمية وإعلانهم الإلتفاف حول المجلس الإنتقالي الليبي. وعن الإستعانة بالنيتو يقول الشيخي أن التعاون مع النيتو جاء من باب دفع أكبر المفسدتين باقلهما وكان من باب درء المفاسد فالناتو يتعامل بالمصالح وهناك إلتقاء بيننا في مصلحة واحدة وليس توافق في مشروع متكامل مشيراً إلى أن هناك تقارير وصلت إلى الغرب بأن الثورة قد تم سلبها من قبل الإسلاميين الذين يشكلون نسبة 90% من الثوار لذلك سعى الناتو على إطالة الأمد حتى يكون الحل سياسياً وليس عسكرياً وقد حدد الناتو دخول الثوار إلى طرابلس يوم 28رمضان فيما أصر الثوار على دخولها قبل أسبوع من الموعد المحدد وأقر الشيخي الحديث الذي ذكره البشير حول دخول الثوار طرابلس بسلاح سوداني مضيفاً أن الأموال السودانية برغم ضيق ذات اليد ساعدت في تحرير طرابلس وبنغازي من أيدى النظام الليبي البائد . وأكد الشيخي أن هناك تحديات حقيقية وواقعية تختلف في حجمها وأولوياتها وتتمثل في كيفية المحافظة على هوية البلد الإسلامية وكيفية مواجهة محاولة فرض الاجندة السياسية من الغرب كمكافأة على ماقدمه من مساعدة وإعادة نحو 40ألف ثائر إلى الحياة المدنية وهذه الأمر يمثل تحدياً كبيراً ففي حال لم ينسجم ألف من الثوار مثلاً فهذا يعني أن هناك بؤرة للتوتر يمكن أن تستثمر ضد مصلحة البلاد ومن التحديات التي تعترض نجاح الثورة الليبية كيفية تحقيق المصالحة الوطنية التي قام النظام البائد بخلخلتها ومن أخطر التحديات كذلك كيفية الحد من خطورة رجال النظام السابق والتخلص من الثقافة الفاسدة التي نشرها القذافي في الشعب الليبي طوال 40عاماً التي تتمثل في الكتاب الاخضر ودولة الجماهير وغيرها من الثقافات الفاسدة قيمياً وأخلاقياً .