بدأ أ.د. قيصر موسى الزين الأستاذ بمعهد الدراسات الأفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم أكثر صراحة ووضوحاً وهو يسبل أغوار الشخصية السودانية محاولاً كشف السلبيات والايجابيات بتلك الشخصية ومدى فاعليتها في إحداث النهضة أعقبه بالحديث أ.د. مالك بدري الذي لم يقل صراحه عن سابقه ،وذلك بمنتدى " الشخصية السودانية وقابلية النهضة " الذي أقامه منتدى النهضة بالتعاون مع مركز التنوير المعرفي الثلاثاء 18/سبتمبر الجاري بقاعة المركز بالخرطوم . يقول د. قيصر موسى الزين أن كلمة سوداني غير محددة وبها كثير من الابعاد الضمنية وعند الرجوع إلى كتاب الطبقات نجد ان مؤلفه استخدم كلمة البري اي منسوباً إلى بر مكة أما السوداني فقد تم اقحامها ولم تكن موجودة بالنص الأصلي . أما مفردة النهضة فهي غير معروفة في تراثنا وهي مرتبطة بتحرير الإنسان من القيود ، ونجد ان من معانيها الإحياء و يعني به إحياء التراث الإغريقي والتخلص من التراث المسيحي في المقابل نجد أن الله عز وجل يقول :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) . ﴿ الأنفال : 24 ). وفي إطار الإنتماء لدينا مصطلح قرآني هو كلمة شعب وإطار أعلى وهو كلمة أمة و من هنا يبرز التحدي الأكبر ماذا نريد أن نُحيي ؟ ولابد من أن نعي ماذا نريد أن نعمل؟ وقد تجئ النهضة بمعنى التنمية أو التنوير وهو محاربة الجهل ويتساءل د. قيصر هل لدينا القابلية للنهضة وهل نحن (أقوياء وفاعلين ومنجزين ) الإجابة قطعاً أن لاأحد ليست لديه القابليه وكذلك لاعرق أو شعب لايمتلكها فالقابليه تعني إمكانات نريد تحقيقها على أرض الواقع . وكشف د.قيصر عن البرنامج الثقافي للحركة الشعبية بجبال النوبة في المناطق المحتلة يقوم على فكرة إعادة صياغة الإنسان السوداني بان أوقفوا صلاة الجماعة وقامو بعمل نمط معين من الدعاة وقاموا بإحياء الإحتفالات التقليدية مثل السبر والكجور اضافة إلى تنشيط ممارسات شرب الخمور والعلاقات المحرمة ورغم ذلك فقد اسلم نحو مائة ممن نزحوا من مناطق هيبان وبرام إلى كادوقلي بعد سقوطهما بايدي الحركة وذلك دون دعوة من أحد. ويوضح د. قيصر أن السودان في حالة خطرة أقرب من البقاء او عدمه فهناك من يقول بوجود أزمة تقوم على العدالة بين المركز والهامش وهذا الحديث قديم وقد جاءت به المخابرات البريطانية التي زعمت أن السودان أسسه الفونج وهم شلك وهو حديث أيدلوجي يريدون به القول ان السودان أصله جنوبي ومادون ذلك فهو طارئ يمكن إذالته مبيناً أن من أسس اللغويات الثقافية وتأريخ الفونج بالسودان هما يهوديان ! ويؤكد د: قيصر أن العامل الأهم في إحداث النهضة هو حماية ماهو موجود ومن ثم تحصينه، وأن أكبر خطر على النهضة هو التخريب موصياً بأن يقترب الناس من القرآن وأن يستمسكوا به ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ] [الإسراء:9 [. وبالإبتعاد عن النماذج الغربية الفاشلة مثل الرأسمالية التي كانت تعني تفكك الأسرة أي تغيير القيم معيباً على المجتمع السوداني بعض السلوكيات مثل: أن المشروع الاجتماعي في مناطق بعينها لايحمل أهدافاً، وأنه لم يعد هناك كنترول على المراة وهجرة العقول إلى الغرب وبقاء أكثر من 80% منها. هناك مختتماً حديثه بضرورة إحياء فكرة أمة الإسلام وعندما القيام بفعل ذلك تحدث النهضة تلقائياً. بروفسور مالك بدري ذكر في تعقيبه أن الناحية المهمة لنهضة أي أمة إحساس أفرادها بأن للوطن مفهوماً محدداً وبحبهم له، متسائلاً هل هذا يحدث عندنا بالسودان ؟ وهل نحن في بوتقة واحدة ؟ مشيراً إلى أنه ملم يتخلص السودانييون من القبلية فلن تكون هناك نهضة ،موضحاً أن هناك تقديساً للكرامة عند السوداني بدرجة يجد معا المدراء صعوبة في تقييم مرؤسييهم، ونبه د. بدري إلى أن التفكك الأسري الحادث الآن مرده إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها تلك الأس.ر لافتاً إلى أن الشعارات التي يرفعها الغرب بإحترام حقوق المرأة وغيرها يجافيها الواقع تماماً، فالإحصاءات تشير إلى أن بريطانيا هي أكثر بلدان العالم التي يتم فيها ضرب المرأة . وأبان بدري أن أخلاق السودانيين الكريمة أتت من الخلاوي وأننا شعب يحترم المراة وإذا أقدم الرجل على فعل شيء مهم فهو يقول: "أنا أخو فلانة " ويحذر بروفسور مالك بدري من أنه إذا ارتبطت النهضة بالتغريب فإننا سنضيع الإسلام ولن نستطيع أن نلحق بالغرب.