للشاعر السوداني سيد أحمد الحردلو ستون عاما... يا عرب وأنتمو عرب... ولا عرب. ستون عاما... يا عرب وأنتمو شعب... من التعب ستون عاما... ليس فيها غاضب... ولا غضب كنتم جيوش الكر والفتح فاصبحتم جيوشا... من قصب كنتم...! وهأنتم تمارسون... اليأس والنّصب حباكم اللّه بنعمة البترول... واللؤلؤ... والذهب وبالأنهار تجري تحتكم وبالعيون... والبحار... لا عجب! وهأنتم... قطعان معز... تعلف الخشاش... والسغب! (2) حكامكم... أمام أمريكا وإسرائيل... جوقة من اللعب عادوا إلى البث المباشر في المذياع والتلفاز... بالخطب يهجون بعضهم... ويقتلون بعضهم... والأرض تنتحب وإسرائيل فوق البر والبحر... وإسرائيل في الجولان والنقب لم يبق من دار العروبة... غير بعض من حطب! (3) صرتم جميعا في رحاب اللّه.. ياعرب صار العراق في رحاب اللّه... يا عرب وفلسطين.. في رحاب الله... ياعرب ولبنان في رحاب الله.. يا عرب وها هو السودان كاد أن يكون... في رحاب اللّه... يا عرب! (4) ورغم كل ذاك... مازلتم بخير... وانبساط! فالفضائيات ما تزال تزحم الفضاء بالبنات العاريات والأغاني الهابطات ونراجيل الحشيش ما تزال في مقاهيكم... مغر غرات والمراقص ما تزال... والصبايا الفاتنات فما لكم ومال الباكيات ومالكم ومال الثاكلات وما لكم ومال (وامعتصماه!) وما لكم ومال (وا... عروبتاه!) وما لكم ومال فلسطين أو لبنان أو بغداد فليحصد الرصاص الاخضر واليابس... ولا يبقى سوى الرماد فالعالم العربي صار في رحاب الله... ولم يبق سوى الحداد! (5) وما يزال كاوبوي امريكا هناك وما تزال يد إسرائيل ممسكةً على الزناد تنوش كل عصفور... من النيل... إلى الفرات فرحمة اللّه على العرب كانوا هنا... وذهبوا كقوم عاد ... لم يبق سوى الرماد!! الخرطوم 19 مايو 2008م صحيفة الرأي العام