3ستكون عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي بمثابة ضربة قوية للانفصاليين، هذا ما ردّده متابعون بعد ورود أنباء حول إمكانية استعادة الرباط لمقعدها ضمن المنظمة الأفريقية وبعد 32 سنة من القطيعة. العرب [نُشر في 15/07/2016، العدد: 10335، ص(4)] حضور فاعل أفريقيا ودوليا الرباط - ذكرت مصادر إعلامية محلية أنه من المنتظر أن تعرف القمة الأفريقية ال27 والتي ستنعقد في العاصمة الرواندية كيغالي الأحد والاثنين المقبلين، تطوّرات هامة على صعيد علاقة المغرب بالاتحاد الأفريقي. ورجّحت تقارير إخبارية أن يعود المغرب إلى المنظمة الأفريقية بعد 32 سنة من القطيعة، مستندة في ذلك إلى تحرّكات وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، طيلة الأيام العشرة الماضية، وزياراته للعديد من الدول الأفريقية على غرار السنغال والسودان والكوت ديفوار وإثيوبيا. وأفاد موقع "اليوم 24" بأن انتقال الوزير المغربي إلى العديد من العواصم الأفريقية في ظرف وجيز مردّه قرار المغرب القاضي بعودته إلى شغل مقعده داخل الاتحاد. وأكد مصدر دبلوماسي لنفس الموقع الإلكتروني أن قرار العودة موجود، رافضا، في المقابل، تأكيد أو نفي احتمال حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس شخصيا أشغال القمة الأفريقية. وتزامنت تحركات مزوار مع زيارة قام بها الرئيس الرواندي في يونيو المنقضي ولقائه بالملك محمد السادس، وهو ما فسّره مراقبون بأنه قد يكون خطوة تمهيدية لعودة المغرب إلى الاتحاد خاصة وأن رواندا هي الدولة الحاضنة للقمة الأفريقية. وسبق أن تداولت أوساط سياسية موضوع عودة المغرب إلى الاتحاد عندما شاركت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المغربي، امباركة بوعيدة، في أشغال قمة الاتحاد الأفريقي ال26، في أديس أبابا، وقد أثيرت استفهامات عديدة حول عودة المغرب للمشاركة في أشغال القمة المذكورة بعد سنوات طويلة من المقاطعة. ‘احتمال عودة المغرب إلى الاتحاد يشكل ضربة قوية لجبهة البوليساريو وللجزائر التي تدعمها وتمولها' ورغم أن متابعين اعتبروا أن مشاركة بوعيدة، آنذاك، لا تعدّ إعلانا رسميا عن عودة الرباط إلى المنظمة الأفريقية التي قبلت بعضوية جبهة انفصالية وأشعلت بذلك فتيل أزمة مع دولة مستقلة ذات سيادة، إلاّ أن بعض المحللين السياسيين لم يستبعدوا إمكانية استعادة المغرب لمقعده ضمن الاتحاد خاصة في ظل تحركات البوليساريو لضرب مبادرة الحكم الذاتي. ويؤكد متابعون أنه في حال قرر المغرب التخلي عن سياسة "الكرسي الفارغ" فإن ذلك سيكون ضربة قوية لجبهة البوليساريو وللجزائر التي تدعمها وتموّلها، وأن المغرب بقرار مماثل سيقطع الطريق أمام الأطروحة الانفصالية التي تتبنّاها بعض الدول الأفريقية. وسبق أن أكد المغربي عبدالواحد راضي رئيس الاتحاد البرلماني الدولي في حوار مع "العرب" أن المغرب سيعود ليشغل كرسيه داخل الاتحاد الأفريقي، موضحا أن الكل يعرف أن المغرب كان من المؤسسين لمنظمة الاتحاد الأفريقي، بل الأكثر من ذلك أن المغرب كان متزعما الجناح التقدمي في الدول الأفريقية التي تنادي اليوم برجوع المغرب ليشغل كرسيه داخل المنظمة، وهذا سيمكنه من أن يلعب دورا مهما في قضية الصحراء. وأفاد بأن المغرب له إمكانيات تجعله يلعب الدور النموذجي ليسهل الاستفادة منه ويسهل أيضا الاقتباس منه، لأن الدول الأفريقية لديها ثقافة مختلفة عن الدول الغربية، بينما المغرب هو بلد متقدم في ما يخص التجهيزات والمؤسسات، وفي نفس الوقت له ثقافة قريبة من الدول الأفريقية، وهذا عامل أساسي للأدوار التي يلعبها في أفريقيا.