سلمت أحزاب الوحدة الوطنية السودانية أمس بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم مذكرة احتجاج حول العدوان الإسرائيلي على مجمع اليرموك. وأكدت الأحزاب من خلال مذكرتها للأمين العام للأمم المتحدة ثقة الشعب السوداني في المؤسسة الأممية للوقوف معه في قضيته العادلة في مواجهة إسرائيل، إعلاء لمبدأ المحافظة على السلام والأمن الدوليين للشعب السوداني وشعوب العالم قاطبة، تفعيلا لقواعد وميثاق الأممالمتحدة، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء السودانية (سونا). وقالت الأحزاب إن قصف مجمع اليرموك أسفر عن خسائر مادية وبشرية ونفسية وأدبية للمواطنين السودانيين الذين يقطنون بالقرب من المجمع، مخالفة بذلك قواعد وميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي اللذين يمنعان ترويع وتهديد السلامة البشرية وخلق شكل من أشكال عدم الاستقرار في المنطقة والمناطق المجاورة. ودعت الأحزاب إلى إدانة واستنكار العدوان الإسرائيلي على السودان واتخاذ عدد من التدابير والإجراءات في مواجهة دولة «الكيان الصهيوني» تطبيقا للميثاق ومنعا لتكرار الفظائع وترويع المواطنين في السودان. وقالت «نتوقع تحريك دعوة جنائية في مواجهة دولة إسرائيل أمام المؤسسات القضائية الدولية محاسبة لها على ما ارتكبته من أفعال مخالفة للقوانين والعهود والمواثيق الدولية». وأضافت «نتوقع من مؤسستكم العريقة إلزام دولة إسرائيل عبر الوسائل والآليات القضائية الأخرى على نحو فعال لتعويض ضحايا القصف الهمجي على المواطنين السودانيين عما لحق بهم من خسائر في الأرواح والممتلكات والترويع النفسي والذهني والأدبي». وكان أحمد بلال عثمان وزير الثقافة والإعلام السوداني قد صرح الأسبوع الماضي بأن أربع طائرات إسرائيلية قصفت مجمع اليرموك للذخيرة، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثالث بجروح. وأعلن أن السودان دولة في مواجهة إسرائيلية ويحتفظ لنفسه بحق الرد وتصعيد الأمر على المستوى الدبلوماسي والوصول به إلى مجلس الأمن الدولي. والتزمت إسرائيل الصمت إزاء الاتهامات السودانية، غير أن عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية وصف السودان بأنه «دولة إرهابية خطيرة»، بينما وصف الرئيس السوداني عمر البشير بأنه «مجرم حرب». من جهة أخرى، اشتدت المعارك العسكرية طوال هذا الأسبوع بين متمردي الحركة الشعبية - قطاع الشمال - والقوات الحكومية في ولاية جنوب كردفان، وأعلن المتمردون عن سيطرتهم على بلدة الليري (شرق) في محلية تلودي، وأن قواتهم قتلوا 30 من قوات الحكومة وجرحوا 25 آخرين. ودفعت العمليات العسكرية إلى نقل منافسات الدوري السوداني من كادوقلي عاصمة الولاية إلى مدينة كوستيجنوبالخرطوم، في وقت حثت فيه واشنطن جماعة التمرد على وقف تجنيد الأطفال ودفعهم إلى الحرب، لكن متحدثا باسم الحركة رفض تلك الاتهامات، داعيا المجتمع الدولي لإدانة القصف المستمر على السكان المدنيين في جبال النوبة. وقال أرنو لودي المتحدث باسم الحركة الشعبية، ل«الشرق الأوسط»، إن قواته سيطرت على منطقة الليري في محلية تلودي، وإنها قتلت 30 من القوات الحكومية وجرحت 25 آخرين، وإنها فقدت جنديا وجرح أربعة آخرون. وأضاف أن قواته استولت على معدات عسكرية كبيرة من الجيش الحكومي، واصفا المعارك التي تخوضها قواته مع الجيش السوداني بالشرسة. وقال إن «سلاح الطيران السوداني ما زال يواصل قصفه على القرى والمدنيين في مناطق مختلفة في جنوب السودان». وأضاف «لقد وعدنا وزير دفاع الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين في مخاطبة جماهيرية من كادوقلي في الأسبوع الماضي بإرسال مزيد من القوات وبعمليات قصف جوي خلال الفترة المقبلة». ورفض لودي اتهامات الولاياتالمتحدة بتجنيد الحركة الشعبية للأطفال من معسكرات اللاجئين في جنوب السودان، وقال «نستغرب مثل هذه التصريحات والاتهامات في هذا الوقت، ولا سيما أن الجيش الشعبي الشمالي موجود في جبال النوبة وليس جنوب السودان». وأضاف «نحن نطالب بتحقيق مستقل حول هذه الاتهامات خاصة أننا نحمي وندافع عن المواطنين بمن فيهم الأطفال في داخل الجبال من استهداف ميليشيات (المؤتمر الوطني)»، مشيرا إلى أن حركته قامت بتسهيل وصول المدنيين لمعسكرات اللاجئين إلى حدود جنوب السودان. وتابع «بدلا من أن نسمع إدانة من المجتمع الدولي وواشنطن ضد استهداف المدنيين والأطفال والنساء من قبل قوات البشير، ترسل اتهامات غير صحيحة ومن معلومات مفبركة». وكانت آن ريتشارد مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة، قد قالت إن بلادها تدعو المتمردين السودانيين إلى الكف عن تجنيد أطفال وغيرهم من المدنيين في مخيمات اللاجئين عبر الحدود في جنوب السودان. وقد فر مئات الآلاف من ديارهم في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق السودانيتين منذ أن اندلعت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردين من الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال - قبل نحو عام.