أعلنت الحكومة السودانية، رسمياً السبت موافقتها على توسط سلفا كير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان لتحقيق السلام في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني فيصل حسن إبراهيم وعقد مساعد الرئيس السوداني فيصل حسن إبراهيم مباحثات الجمعة في العاصمة جوبا مع الرئيس كير ناقشت عملية السلام في المنطقتين والتي تتبناها آلية الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى. وقال ابراهيم في تصريحات صحفية يوم السب" السلام والاستقرار في المنطقتين هدف استراتيجي للحكومة". وجدد التزام الوفد الحكومي بإجراء مفاوضات سياسية متزامنة مع قضية المساعدات الإنسانية والترتيبات الأمنية. وأشار المسؤول السوداني الى المحادثات غير الرسمية التي جرت في جنوب أفريقيا بينه والحركة الشعبية بزعامة الحلو بطلب من الوسيط الأممي الأفريقي ثامبو اَمبيكي. وأوضح أن وفد الحكومة وافق على نقاش المسار السياسي رغم قناعته بأن هذه القضايا تم تضمينها في توصيات الحوار الوطني والوثيقة الوطنية. وكان الوسيط الأفريقي أرسل خطابا للطرفين في 25 سبتمبر الماضي ودعا للحوار حول خارطة الطريق وقانون الانتخابات وانتخابات 2020، حيث أبدى وفد الحكومة موافقة على التفاوض ويتوقع استئناف المفاوضات في ديسمبر القادم. وقال إبراهيم أن هذه الجولة "كسرت الجمود السياسي" وتعتبر أول لقاء مباشر للطرفين مع تولي الحلو قيادة الحركة الشعبية. يشار الى أن وفد الحكومة اقترح البدء بالمسار الإنساني والترتيبات الأمنية ثم المحور السياسي. وتقاتل الحكومة السودانية الحركة الشعبية لتحرير السودان في المنطقتين منذ العام 2011 ،ولم تفلح جولات تفاوض عديدة في تسوية الملف الى أن انقسمت الحركة المتمردة على نفسها بنحو فاقم من تعقيد الأزمة. وأعلنت الحركة الشعبية بزعامة الحلو قبل يومين إن المشاورات التي جرت بينها ووفد من الحكومة السودانية بجانب مباحثات أخرى عقدتها مع آلية الوساطة الأفريقية خلال العشر الأواخر من أكتوبر الماضي،وصلت الى طريق مسدود بسبب تباعد المواقف. وابدى مساعد الرئيس السوداني في سياق آخر ترحيبا بجهود رئيس دولة جنوب السودان الرامية لإعادة توحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بزعامة كل من مالك عقار وعبد العزيز الحلو. وأعلن موافقتهم على رؤية ميارديت بشأن وجود جيش وطني واحد، وعلى تأكيده بان السلام في المنطقتين سيسهم في استقرار علاقات البلدين. وكان سلفا كير حاول طوال أكتوبر الماضي جمع فرقاء الحركة الشعبية على مائدة حوار في جوبا، وبرغم وصول كل من مالك عقار وياسر عرمان وعبد العزيز الحلو الى هناك الا أن الاجتماع لم يلتئم. وأفادت تقارير صحفية نشرت لاحقا إن الحلو اعتذر عن الاجتماع برفقائه السابقين قبل اجراء مشاورات مع قيادات حركته. وانقسمت الحركة الشعبية -شمال في مارس من العام الماضي بعد إعلان مجلس تحرير الحركة في جبال النوبة اقالة الامين العام للحركة السابق ونزع الملف التفاوضي منه بحجة انه يتجاوز التفويض. وتطور الخلاف بعد ذلك بإزاحة الرئيس مالك عقار من منصبه وعقد مؤتمر عام في جبال النوبة انتخب على إثره الحلو رئيسا للحركة في اكتوبر 2017.