الهذه الدرجة يكون الحب ، حب السلطة ؟ أعلي جماجم مواطنيكم ، مسرجين خيول الكذب والادعاءات الباطلة ، منتعلين مبادئ الاسلام التي ظللتم تمضغونها ثلاثين عاماً ، وأحلام الشباب جيلاً بعد جيل ؟؟ قليلون في التاريخ - في كل التاريخ - من حكموا ثلاثين عاماً أو أكثر ، وفوق ذلك انتم الرقم القياسي في النهب والخراب والفساد .. قليلون في كل التاريخ من كانوا حرباً وقتلاً وتعذيباً لأبناء وطنهم ، وفوق ذلك انتم الرقم ( البرنجي ) في الخوف من الآخر الأجنبي والإذعان له .. بربكم ترجلوا ، أحفظوا لوطننا ابناءه البررة البواسل من (مشاريع الاستشهاد) .. أتركوا لهم وطنهم ليغرسوا في تربته أحلامهم ونجاواهم فتنبت كما يشتهون وتزهر .. لم تعشقوا هذا الوطن مثلهم (كما الآخرين) بل عشقتم امتصاص خيراته من فوق رقاب أهله وهم يئنون بأفئدة معصورة بالألم ، ومآق تشققت بالجفاف الذي هو كبرياء الدمع الذي لا تعرفون .. مقطع فيديو طاف في وسائل التواصل أدمي قلوب الذين شاهدوه وأدمع أعينهم : نوابغ من شباب المهندسين هدهدوا مخيلاتهم وتطلعاتها وقاموا بتصميم المقطع الذي يحوي علي : مبان وحقول ومصانع ، معامل ومطارات وموانئ ، جامعات ومراكز أبحاث وطواحين هواء لطاقة الرياح ... الخ ، أودعوها أحلامنا جميعاً والأجيال الجديدة خصوصاً ، اختاروا له "الطريق الوطني" اسماً ، وجاء الترتيب انعكاساً لوعيهم بالأولويات المهمة ، فبدأوا وبالترتيب : ( المحكمة العليا ، المركز القومي للمناهج ، اتحاد الأدباء والمفكرين ، هيئة الطاقة المتجددة ، معهد بحوث المستقبل ... الخ ، واحتوي علي اكثر من خمسين اسماً للمؤسسات التي يحلمون بها تزين وطنهم من اقصاه الي اقصاه : معاهد ومراكز لأبحاث : بحوث ونقل الأجنة ، الصمغ العربي ، التبلدي ، الزيوت ، والطاقة البديلة في محلية ابو كارنكا ، مطارات دولية في نيالا وكوستي تحلق فوقها طائرات سودانير ، وموانئ دولية في البحر الأحمر ، مصانع : لإنتاج المعادن ، الزيوت الحديثة ، الأسمنت ، الألبان ، الأسماك ، الأجبان ، تعليب الفواكه ، الغزل والنسيج ، ثم جامعات متخصصة في الزراعة وعلوم الآثار في المدن المناسبة لها ، شبكة طرق عملاقة ، وسكك حديدية حديثة ، مدابغ جلود ومسالخ ، خطوط لنقل وتصفية النفط ، مستشفيات متخصصة ، أندية ومدن رياضية مع مدينة رياضية لذوي الإعاقة ، مسارح ، منظومات سياحية علي النيل وفي البحر الأحمر علي الشعب المرجانية ، وغيرها وغيرها ، وهي موزعة حسب التناسب علي كل جهات القطر بمدنه وقراه .. فإذا كانت هذه المؤسسات من أحلام الشباب لوطنهم ، فإنها كانت يمكن ان تكون واقعاً لأنها كانت ممكنة التنفيذ كواجبات بديهية لدولة محترمة خلال الثلاثين عاماً الماضية بتمويل من مشروع الجزيرة وغيرها من المؤسسات العامة الرابحة التي قمتم بتدميرها ونهبها وبيعها ، ثم المليارات من عائدات البترول التي تبخرت تماماً والتي كان يمكنها ان تبني كل الوطن من جديد كحقائق في الواقع وليست مجرد أحلام .. اصحاب مثل هذه المخيلات ، وزملاؤهم في سوح الكفاح علي امتداد العاصمة والأقاليم قادرون علي تحقيق احلامهم . وأنتم ، ثلاثون عاماً في الحكم وقد اقتربتم من الثمانين في أعماركم ، نناشدكم ان تتركوا للأجيال الجديدة وطنهم ، فهو وطنهم أكثر منكم لأنهم مستقبله وأنتم ماضيه البائس .. اتركوه لهم ، وإلا فإنهم قادرون علي انتزاعه ..