العصب السابع الإصلاح أم الإسقاط..؟؟؟ شمائل النور في دراسة لاستطلاع الرأي العام، نشرتها أمس بعض الصحف، كشفت أنّ 87% من نسبة المستطلعين يفضلون إصلاح هذا النظام بدلاً عن إسقاطه، في ظل غياب البديل المُقنع، والذين لا يأملون في إصلاح النظام ويفضلون ذهابه بلغت نسبتهم ال 9% المتبقية.. الدراسة حسب مركز تنمية الديمقراطية شملت 2.000 عينة، وهذا حجم مناسب جداً لقبول النتائج، وإن كانت هذه الدراسة دقيقة ومضبوطة التحليل بما فيه الكفاية فإنّ ال 9% التي تريد ذهاب النظام قد تمثل "جزءاً" من أحزاب المعارضة، وإلا ماذا..؟ قد تكون هذه الدراسة صحيحة ودقيقة بدرجة تفوق المائة بالمائة، فهي ليست بعيدة عن الواقع بأي حال، والدليل القاطع أنّ الربيع العربي الذي لم يكتمل بعد قد فات السودان برضا أهله، في حين أنّّ دواعي الثورة المتوفرة فيه كفيلة بإشعال ألف ثورة، ويكفي فقط أنّ التاسع من يوليو اليوم الذي غير تاريخ وجغرافيا السودان مرّ مثله مثل أي يوم، بل أقل من ذلك، نعم الانفصال وقع منذ فترة طويلة وانتفى عامل المفاجأة، لكن الإعلان الرسمي لانفصال الجنوب، كان يُمكن أن يكون أفضل توقيت للثورة في السودان، فإن كانت الشعوب العربية ثارت بهدف التغيير، فكان من الأوجب أن يثور السودانيون لأجل التاريخ والجغرافيا، وكم هو شاسع الفرق بيننا، بل السودان أحق بالثورة، لكن وكما يقول الشارع الصامت وتقول هذه الدراسة فإنّ غياب البديل القادر على إقناع ال 87% فقط هو الذي جعل الشعب يُعيد حساباته في الثورة، طبعاً هناك كُثر لا يؤمنون بضرورة إيجاد بديل، على الأقل حاضراً، والمهم والهدف فقط أن يسقط النظام، وبعدها يحلها ألف حلاّل، فكما أتت الإنقاذ سوف يأتي غيرها "يعني شنو". تبقى الغاية واحدة هي الإصلاح الشامل لكن تختلف الوسيلة ما بين إصلاح وترقيع الموجود، أو استبداله بالجديد، ولو كلف ثمناً باهظاً، وبين وسيلة وأخرى تتغير الأوضاع وتتبدل الأشياء ويُحسم هذا الجدل. بغض النظر عن هذه الدراسة غير البعيدة عن الواقع، فلنكن واقعيين أكثر، النسبة الكبيرة من هذا الشعب حر لا يقيده حزب ولا يلونه لون سياسي، وحتى أولئك الملونين تحكم أكثرهم المصلحة ولا لون سياسي، إذاً عملياً فإنّ النسبة الكبيرة ليست من أصحاب المصلحة أن يحمكمها البشير أو نقد أو المهدي أو عرمان، فلا فرق بينهم فقط أن يحكموا وفقاً لما يريده الشعب. يقيني، أنّ هناك من هم داخل هذا النظام المراد له الإصلاح بدلاً عن السقوط بنسبة 87%، هناك من اطلع على هذه الدراسة، وأرجع كرسيه للوراء واسترخى، فطالما أنّ هذا الرقم الكبير لا يريد إسقاط النظام، إذاً لا مهدد للبقاء، هؤلاء طبعاً في الغالب يتناسون أنّ السبب ليس هو أن هذا النظام يُلبي كل طموحاتهم، بل هؤلاء يستنبطون المثل السوداني " أخير من العدم"، على كل حال هذه الدراسة هدية تُحسد عليها الحكومة، فإن أرادت البقاء، عجلت بالإصلاح الحقيقي حتى لو طبقت مبدأ "ثورة الجهاز المناعي"، أمّا إذا اعتمدت هذه الدراسة كدرع مضاد للثورة، فهذا خطأ فادح لن تكفي معالجته ثورة واحدة.