قال محدثي انك تكثرين الحديث عن الفقر.. واين هذا الفقر الذي يستحق كل هذه الضجة؟ وكانت اجابتي نعم اكثر من الحديث عن الفقر.. لانه هو الحقيقة الوحيدة الملموسة والتي نعيشها بيننا... نعيشها لانها تسد الافق امامنا وتسد الطريق على التنمية والتطور وعلى الحياة الآمنة الكريمة.. فالفقر هو المرض والانكسار والجريمة والسقوط. وحشو البطن بالسخينة والبوش ومرقة ماجي لا يعني الشبع ولا يعني الغذاء.. بل هو الطريق الى سوء التغذية وامراضها القاتلة وعلى رأسها السل الذي اطل من جديد ووسط الشباب في الجامعات وغيرها مهم جداً ان نقف عند معنى الفقر حتى لا يتهمنا البعض باننا نهول من المسألة ونلونها حسب هوانا في التقليل من شأن الانقاذ واهلها في توفير الغذاء لاهل السودان. مركز الدراسات الاستراتيجية في تقريره عام 8991م قال وبعد دراسات علمية «لقد اصبح واضحا حتى للمراقب العادي ان يلحظ ان توزيع الدخل في السودان قد تغير بسرعة مذهلة اذ اصبحت الكثرة الغالبة هم الفقراء والقلة هم الاغنياء وكادت الطبقة الوسطى ان تختفي من المجتمع.. هذا ما جعل الفقر موضع اهتمام كثير من المراقبين والمؤسسات التحتية والحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية. الفقر هو حالة من الحرمان وقد عرفه البنك الدولي على انه عدم المقدرة على الحصول على مستوى معيشي ادنى، هذا التعريف بدوره يتطلب تعريفا آخر اي تعريف المستوى الادنى في الدراسات التطبيقية ويعرف هذا المستوى المعيشي من خلال المأكل والمشرب والملبس والمسكن والخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم وغيرها. يوجد اختلاف كبير حول طبيعة مفهوم الفقر.. هل هو مفهوم نسبي؟ ام مفهوم مطلق؟.. يعرف الفقر النسبي على ان بعض الناس افقر من البعض الآخر ويصير الفقر النسبي مشكلة حقيقية اذا ادى الفارق الكبير بين الفقراء والاغنياء الى تهديد النسيج الاجتماعي بينهم وبين الاغنياء ويكون الناس فقراء نسبياً اذا احسوا بالفارق بينهم وبين الاغنياء حتى اذا كانت دخولهم كافية لاعاشتهم. اما الفقر المطلق وهو الفقر في صورته الخام اي انه حالة من الحرمان تنعدم فيها ابسط ضروريات الحياة ويكون الفرد غير قادر على الايفاء بمعظم حاجياته الاساسية وذلك اما لقلة الدخل او انعدام الثروة هذا بغض النظر عن حال الآخرين. ونلاحظ في معظم الدراسات التطبيقية ان مفهوم الفقر المطلق يستخدم في الدول النامية بينما يستخدم مفهوم الفقر النسبي بالنسبة للدول الصناعية المتقدمة. وبما قاله التقرير حول الفقر ووجوده في حياة الفرد السوداني ومع ما نلاحظه يصبح الحديث المتكرر عنه ليس من باب التهويل بل يجب ان يتصاعد هذا الحديث حتى ينتبه اهل الشأن في الحكومة والمعارضة الى ان الفقر وسوء التغذية هما الدّ اعداء الحياة. هذا مع تحياتي وشكري