عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العميد بحرى (م) صلاح الدين محمد احمد كرار: يوم وفاة الزبير رأيت الفرح في عيون بعض الاسلاميين
نشر في سودانيات يوم 04 - 07 - 2013

عثمان احد حسن عضو المجلس قدم استقالته بسبب موقف السودان من حرب الخليج
كلنا نتحمل وزر انفصال الجنوب وليس اتفاقية السلام ولو عاش قرنق لما انفصل الجنوب
تمهيد :-
العميد صلاح كرار من مواليد الجزيرة (مُقرات) بمحلية أبوحمد ولاية نهر النيل في العام 1949م،بدأ تعليمه في (مُقرات)، حصل على بكالريوس الهندسة الكهربائية في يوغسلافيا، وماجستير في الإدارة العامة من جامعة الخرطوم،عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني 1989،عمل وزيراً للنقل والمواصلات في الفترة من 1991 وحتى 1993م، ثم وزيراً للطاقة والتعدين 1993 – 1995م،وفي 1995 – 1998م عملو زيراً لرئاسة مجلس الوزراء، وسفيراً للسودان في البحرين في الفترة من 1998 وحتى 2003م.
تمحورت مهمته ليلة الانقلاب فى اعتقال شخصية مُهمة، ومن ثم كلف بقيادة منطقة الخرطوم التي تبدأ من جسور القوات المُسلحة، والنيل الأزرق، وأمدرمان جهة الخرطوم، إلى مصنع الذخيرة والمدرعات بمنطقة الشجرة، وسوبا مقر الحرس الجمهوري ، نجح الرجل فى مهمته واصبح رقما فى الانقاذ تم تجاوزه لاحقا ، المشهد الآن التقت العميد بحرى كرار بمناسبة الذكرى 24 لقيام الانقاذ فالى مضابط الحوار : -
* سعادة العميد ماهى الظروف التى قلت فيها كلمتك المشهورة لو ماجينا كان وصل الدولار الى 20 ج ؟
- هذه الكلمة رديت عليها الف مرة ، واذا اردتى ان تعرفى تفاصيله انا قلته فى برنامج مؤتمر اذاعى ، وهذا الحديث اخذه الناس بطريقة ولا تقربوا الصلاة ولم يكملوا الى قوله وانتم سكارى ، وانا قلت فى هذا البرنامج إننا وصلنا ووجدنا الدولار ب (اثنين ونصف، وأربعة ونصف ، وثمانية) ثلاثة أسعار للدولار.. الدولار قيمة الاثنين ونصف لشراء سيارات النواب والدواء والدقيق.. الدولار قيمة الأربعة ونصف مخصص للسلع الأخرى، قيمة الثمانية سعر تشجيعي للصمغ والقطن، قلت لهم إن الدولة لديها سياسة في تحريك الدولار، حركنا الدولار من اثنين ونصف، إلى أربعة ونصف، إلى ثمانية، ثم إلى (12)، وكنا نعلم تماماً تبعات هذا التحريك، في الماضي كان الدولار يحركه (3) تجار فى السوق ولم تكن تحركه الدولة ، وعندما أتينا بهم وسألناهم عن أسباب ارتفاعه قبل (الإنقاذ) ولا داعى لذكر اسماءهم ، فقالوا لديهم سيولة لا تتوفر للدولة نفسها فنسأل مثلا نقوم نتفق ونشترى كل الدولار الموجود فى السوق بى ثلاثة ج مثلا وذكر لى ان احد هؤلاء التجار ان موظفى العلاقات العامة بالدولة يشتروا منهم الدولار لعدم وجوده فى السوق ، وقالوا لى بعد10 يوم وبعد الشح للدولار فى السوق ناتى ونتفق لانزال الدولار مثلا بثلاثة ونصف وهكذا ، فانا قلت اذا الدولة اصلا شغالة بذات هذه السياسات فى فترة وجيزة لو ماقامت الانقاذ لوصل الدولار الى 20 ج وهذا اصل الحكاية وهذه اجابة الى كل من يسال هذا السؤال .
* بعض المراقبين يرى ان الانقاذ شاخت وخط الشيب راسها وبالتالى اصيبت بالضعف على مستوى اتخاذ القرارات الحاسمة وكمثال لذلك تسامحها مع الانقلابيين فى المحاولة الاخيرة على عكس قرار الاعدام الذى اتخذته ضد الانقلابيين فى 28 رمضان فى عامها الاول ؟
- حركة قوش لاعلاقة لها بحركة بقريب او من بعيد بحركة ود ابراهيم وهذه حقيقة اقولها لك كعالم ببواطن الامور ، حركة ود ابراهيم لم تتخذ خطوات فعلية لقلب النظام ولكنه مجرد حديث مثل حيث غازى صلاح الدين والمجاهدين والسائحون وغيره ، ولكن حديث العسكرى الذى يحمل البندقية ليس مثل حديث المدنى الذى يقول سنسقط النظام لان هذه العبارة تختلف تماما عندما يقولها العسكرى لانه سيحرك الآليات التى ستسقط النظام ولذلك لابد من القبض عليه والتحقيق معه ، اما حركة 28 رمضان فهى انقلاب مكتمل الاركان ، تحرك واحتل ، وهذا مختلف عن انقلاب ود ابراهيم ، وهنا لست فى مكان من يقول ان العفو كان صحيح او الاعدام كان صحيح فهذه مسألة اخرى لا اخوض فيها الآن ولا مجال ، ولكن الانقلاب كان تام فى وقت كانت الانقاذ فى بداياتاتها ولا تمتلك القوة الكافية لحماية الثورة ولولا ان احبط الانقلاب فى آخر لحظة لكان اكتمل ، لذلك المقارنة غير صيحة .
* مع احترامى لعلمك ببواطن الامور سعادة العميد لكن بحسب تصريحات صحفية لمدير جهاز الامن والمخابرات الوطنى فان حركة ود ابراهيم انقلاب مكتمل الاركان ؟
- مكتمل الاركان محتمل من حيث الافكار والخطط ، ومابعد الاستيلاء على السلطة ، لكن هنالك فرق مابين من يقوم بانقلاب ويحرك وحدات لان هذا فى القانون العسكرى يندرج تحت مادة تقول استخدام القوة العسكرية لتقويض النظام ) لكن عندما ينتقد الضباط النظام فقط فالعقوبة لاتتعدى التحفظ عليهم وتوجه اليهم تهمة الاخلال بالادب والسلوك العسكرى وفى النهاية العقوبة تكون توبيخ ولفت نظر وليس اكثر من ذلك فى القانون العسكرى ، ولذلك هنالك فرق بين الفعل ومجرد التفكير فيه .
اما الحديث عن ان الانقاذ شاخت فانا اعتقد ان هذا صحيح ، وشاخت بالذين ظلوا فى مواقعهم لمدة عشرين سنة ، فكل الحاكمين الآن من حزب المؤتمر الوطنى ظلوا فى مواقعهم لاكثر من عشرين سنة ، وانا اعتقد ان اى انسان يبقى فى موقع لمدة عشرين سنة حتى لو كان رئيس تحرير صحيفة فهو يكرر نفسه ، وهذه هى شيخوخة الانقاذ لان المتنفذين لم يعد بمقدورهم العطاء باكثر مما اعطوا خلال الفترة الماضية .
* هل يمكن قيا س شيخوخة الانقاذ الآن ، هل يمكنها فى هذه السن الاقدام على اعدام صلاح قوش ؟
- هذا يعتمد على حجم الجريمة التى ارتكبها قوش .
* بحسب محامي قوش فان الجرائم التى وجهت اليه تصل به الى الاعدام ؟
- أذن تستطيع تقديمه الى حبل المشنقة ، ولكن لا اعتقد ايضا ان مافعله قوش يصل الى هذه المراحل ، لكن بكل تاكيد وبحسب المشهد الذى نعيشه الآن ان مافعله قوش اكبر ممافعله ود براهيم ، لان قوش كان القابض على كل الاسرار الامنية لهذه الدولة ، وكان فى موقع فى تقديرى يؤهله لان يكتب لانقلابه النجاح اكثر من انقلاب ود ابراهيم .
* سعادة العميد باعتبارك كنت قريبا جدا من دوائر صنع القرار ماهى اهم المطبات التى واجهتها الانقاذ منذ قيامها وحتى يومنا هذا ؟
- المطبات كثيرة ، وكل مطب يعتمد على الذى سبقه من حيث التأثير ، وانا اعتقد فى راى الشخصى ان اكبر مطب وقعت فيه الانقاذ هو موقفها من حرب الخليج ووقوفها مع العراق فى غزو الكويت ، فى ذلك الوقت انا كنت رئيس اللجنة الاقتصادية وماينبئك مثل خبير ، وكان العالم العربى فى ذلك الوقت انفتح على السودان انفتاحا كبيرا وخصوصا المملكة العربية السعودية التى اتفتحت على السودان فى بداية الانقاذ فى مجال الاستثمارات واوفدت لهذه المهمة باذن من الملك فهد رجال اعمال سعوديين معروفين مثل الشيخ صالح الكامل ، والشيخ سليمان الراجحى ، والشيخ ابراهيم الافندى ، هؤلاء وفدوا الى السودان للأسثمار فى المجال الزراعى واذكر اننا كنا فى امس الحاجة لتمويل موسم زراعى فقاموا بتويله ب170 مليون دولار وهى تعادل اليوم 17 مليار ، ولهذا كان اكبر خطأ ارتكبته الانقاذ ، مثلما اخطأ النميرى عندما وقف مع السادات ضد العالم العربى ، ومثلما اخطأ عبود فى اتفاقية مياه النيل وترحيل اهالى حلفا مجاملة لمصر فخسرنا كثيرا منها وطن ، ولذلك موقفنا مع العراق من اكبر المطبات التى لازال تاثيرها ماثلاً حتى اليوم ، وكان تاثيره على الاقتصاد مدمر حتى جاء البترول ، وكنا منذ ذلك الزمن قمنا ببناء سد مروى والذى كان تبرع ببنائه الشيخ زايد ، وكنا سنتلقى دعما كبيرا للقوات المسلحة ، ولكن انا اعتقد ان كل ذلك يعود الى الشخصية السودانية نفسها وانا اقول هذا الحديث عن تجربة عمر انا الآن 66 سنة لأن هذه الشخصية تحتاج الى دراسة وهى التى تفرز القادة ، فالقائد الذى يجلس تحت ضل شجرة يفكر بذات مكونات الشخصية السودانية العاطفية ، كما اننا لانستطيع ان نقول لا وكما قال الشاعر اسماعيل حسن فى قصيدة له : (نبدى الغير على روحنا )وهذا مايحدث الآن نعطى الآخرين ونحن فى ستين داهية ولذلك ليس هنالك تفكير استراتيجى ، ولذلك لابد من دراسة لماذا يتصرف الحكام السودانيون بعاطفية اكثر من مسؤليتهم امام شعبهم ، انا اذكر مقولة قالها لى حسنى مبارك فى لقاء وكان ينتقد فى موقفنا من غزو العراق للكويت وتحدث لى عن الدعم الذى كان من الممكن ان ياتى للسودان من السعودية والامارات ومن الكويت نفسها ، فقلت له : ان الامور عندنا فى السودان لاتوزن بالمال ، فقال لى انا اى حاجة اوزنها بمصلحة مصر ) وهذا هو القائد الذى يعتلى قمة الدولة يجب ان يفكر بمصلحة شعبه وان يحنى راسه لاى ريح يمكن ان تدمر جزء من وطنه ، وانا اقصد بالريح هنا حتى لو ضغوط امريكية او روسية من اى قوى لها اثر على مسيرتك وعلى مصالح شعبك فان لم يستطع القائد هذا عليه ان يتنحى ويترك المجال لشخص آخر يستطيع ان يحقق مصالح هذا الشعب لان الشعب يريد ان ياكل ويشرب ويستمتع بعمره القصير فى الدنيا ولايريد ان يمرض ، ولذلك على الحاكم الا يتعامل بعواطفه سواء كانت ايجابية او سلبية .
* اذن قرار الوقوف مع العراق لم يكن قرار مجلس قيادة الثورة وكانت هنالك ضغوط ؟
- لا لم يكن قرار مجلس قيادة الثورة ، كان قرار سياسى من الحركة الاسلامية وقررت بكل مكوناتها الترابى وعمرالبشير وعلى عثمان جميعهم .
* الم تكن هنالك اعتراضات ؟
- اعترض كثيرين ، عضو المجلس عثمان احد حسن وكان رئيس اللجنة السياسية كان سبب استقالته موقف السودان من الغزو العراقى وهذه اللجنة كانت مؤثرة ومعنية بسياسة البلد ، وكثيرين غيره اعترضوا وانتقدوا لكن الامور لم تكن تسير هكذا برأى الاغلبية ، وهنالك مطبات اخرى كثيرة ولكن مؤخرا كان انفصال الجنوب لاننا فشلنا فى جعل الوحدة جاذبة بالنسبة للجنوبيين لاتلوموا الجنوبيين انهم انفصلوا وانا قلتها من قبل لو عاش جون قرنق لما انفصل الجنوب ، لكن نتحمل وزر انفصال الجنوب وليس اتفاقية السلام ، لان الاتفاقية صممت بنوايا ان الانفصال ابعد مايكون ، وخلال الخمسة سنوات كلها كانت عكننة وانا كنت عضو فى المجلس الوطنى ، فكانت صدامات ونزاعات وصراعات ، ولم يوجد حتى الحديث الطيب الذى يجعل حتى المعارضين موالين وكنا حريصين على تقوية معارضى الوحدة على الوحدويين ، وانفصال الجنوب انا اعتبره مطب كبير جدا جدا وهو الذى ادى الى مانعيشه الآن من اثار اقتصادية واجتماعية وسياسية وامنية والمطبات كثيرة طبعا لان 24 سنة لابد ان تكون هنالك مطبات مؤثرة .
* واحدة من مطبات الانقاذ كانت المفاصلة الشهيرة فى رمضان 1998 هل كان انقلاب العسكر على الترابى بايعاز من اسلاميين ؟
- للأسف الشديد كل الاسلاميين غير العسكريين الموجودين الآن على سدة الحكم كانوا من اكثر الناس طاعة للترابى كانوا لايقبلوا مجرد نطق كلمة الترابى من دون ان تسبقها بشيخ حسن او دكتور الترابى وهم الآن فى القمة ، انا اذكر احد الاسلاميين وكان من العسكريين دون ذكر اسمه كان يتحدث مع عثمان احمد حسن الذى كان ينتقد خروج الترابى فى مظاهرات تهتف ضد الملك فهد بشعارات غير مقبولة فقال له والله الترابى الذى تتحدث عنه بهذه الصيغة لو قال لى اضربك طلقة فى راسك لاخرجت مسدسى ونفذت الامر ثم اساله بعدها ياشيخ حسن الطلقة دى فى شنو ؟ ) ولذلك اقول الذين باعوا شيخهم فى المفاصلة يمكنهم بيع اى شخص آخر .
* هل تعتقد ان الانقاذ اختطفت فى الطريق وحادت عن المبادىء التى جاءت من اجلها كما يقول البيان الاول ؟
- لا مش اختطفت انا اعتقد ان كلمة اختطفت فيها احترام للذين يعيثون فى الارض فساداً ، الانقاذ سرقت ونهبت من اناس دخلاء ، واصلا كانوا على هامش الحركة الاسلامية ، او اناس تخرجوا فى السنوات الاولى للأنقاذ ومن الجامعة الى وظيفة مدير شركة الى موظف كبير ، لذلك الانقاذ سرقت ونهبت من هؤلاء الانتهازيين الذين لم تكن لهم علاقة بالحركة الاسلامية ، ولكن جمعتهم المصالح ، والمسؤلين كانوا يحتاجون الى من يطبل لهم .
* اعضاء المجلس باسثناء الجنوبيين هل كانوا كلهم اسلاميين ؟
- لم يعد سرا ان الانقاذ جاءت بها الحركة الاسلامية تخطيطا وتدبيرا وتنفيذا وفعلا، لكن ليس كل اعضاء مجلس قيادة الثورة هم من الحركة الاسلامية ، وليسوا كلهم منفذين فى ليلة 30 يونيو فالمنفذين سبعة ، والذين انضموا الى مجلس قيادة الثورة ثمانية بمافيهم الجنوبيين الثلاثة .
* اعضاء المجلس الخمسة عشر لم يتبقى منهم سوى الرئيس والفريق بكرى حسن صالح لماذا تم اقصاء البقية ؟
- انا اقول شيئا واحدا هذا الانقلاب كما اسلفت تخطيطا وتنفيذا تم من قبل الحركة الاسلامية والحركة الاسلامية مستنيرة وفكرية ودارسة للتاريخ تماما من تجربة الاخوان مع عبد الناصر ، وتجربة كل الثورات التى قامت عسكرية ومن ضمنها مايو فهم استشعروا ان التمكين العسكرى فى السلطة يصعب اجتثاثه واقتلاعه فى المستقبل من ارض السلطة فلذلك اسرعوا بحل مجلس قيادة الثورة واسرعوا بابعاد العسكريين ، وكل من يعتقدوا ان دوره فى التنفيذ اساسى وهنا لا اتحدث عن نفسى ولكن اتحدث عن رجل قامة وشخصية عسكرية مثل الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير وهو من اول الاسلاميين وكان معروفا فى الجامعة ، الطيب ابعد لانه يخشى منه مثله مثل ود ابراهيم الآن ، وود ابراهيم الآن ثبت انه رجل شجاع يخوض الغمار ويخوض الحروب وساهم فى تحرير هجليج ، ولذلك هذا مايشككنى فى رواية انقلاب ود ابراهيم وربما تكون خطة للتخلص من ود ابراهيم لانه اصبح يشكل خطورة ، وانا عندما سئلت يوما :هل مات الشهيد الزبير مقتولا ؟ اجبت بانى اشك فى ان الشهيد الزبير مات مقتولا ولا اعتقد ذلك لكن اغلب الاسلاميين فرحوا بموت الزبير لانهم تخلصوا من نائب لعمر البشير صاحب امكانيات تؤهله لخلافة البشير ، وانا رايت الفرحة فى عيون الكثيرين منهم .
* هنالك بعض الاصوات تحذر المعارضة بان اسقاط النظام لن يتم بنسبة 100% لان مفاصل الاقتصاد والتجارة وجميع الانشطة الاقتصادية التى يرتكز عليها البلد فى ايدى الاسلاميين بمعنى انهم باقون فى صورة اخرى ماتعليقكم ؟
- الآن الانقاذ يصعب اسقاطها بمظاهرة او ب100 يوم او غيرها ، لانها موجودة فى الجيش والامن والشرطة والاقتصاد موجودة فى كل مكان لذلك قلنا الاقتلاع سيكون فيه خطورة ولذلك دعوتى ان يكون هنالك نوع من العقلانية والحكمة واشراك الآخر والاستماع اليه لان الانقاذ متمكنة وقوية .
* برايك كيف يمكن محاربة الفساد الذى تعانى منه البلاد ؟
- ثبت ان الفساد تتم محاربته بمفوضيات ولجان ، لكن انا اقول ان الفساد يحارب بشىء بسيط جدا اسمه قانون من اين لك هذا ، فكل من تضخمت ثروته او حامت الشكوك حول ثروته يحال الى قانون من اين لك هذا ، لكن الدولة لاتريد ذلك لان الفساد استشرى تماما واصبح مجموعات تحمى بعضها البعض .
* كنت رئيسا للجنة الاقتصادية وهناك من يحملكم مسؤلية التحرير الاقتصادى ونتائجه حتى اليوم ؟
- ساقول لك شيئا التحرير الاقتصادى او اقتصاد السوق اتجاه عالمى انت لاتستطيع ان تقف امامه ، حتى الصين اليوم احتفظت بالجانب الاشتراكى لكن سبب نهضة الصين هو التحرير الاقتصادى ، لكن التحرير الاقتصادى ماكان يجب ان يكون بهذه الصورة فى بلد مثل السودان لان اقتصاد السوق لايعنى رفع الدولة يدها تماما ، ومن اكبرر الكوارث هو الحكم الاتحادى ، والى الآن الفرصة موجودة لاصلاح الاقتصاد السودانى بخفض الحكم الاتحادى لان كل محافظ او وزير لدية اكثر من عشرين شخص لخدمته واذا عجزت الدولة عن دفع المرتبات فتفرض رسوم على الناس ، والحكم الاتحادى لاتقدم عليه الا الدول ذات الموارد الكبيرة ونحن توسعنا فيه لاسباب قبلية وعرقية مما اذكى هذه النعرات ، ولذلك الحكم الاتحادى يحتاج الى معالجات وقرارات قوية وشجاعة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.