الخرطوم في 25/9/2011/سونا/ تقود كل من المنظمة العالمية للأرصاد واتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر مناقشات دولية ،لبناء نظم معلومات متكاملة للجفاف، بالتعاون مع خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في المغرب والبرامج الوطني الأمريكي للنظام المتكامل للجفاف ، وتنظمان من أجل ذلك ندوة دولية في مدينة الدار البيضاء بالمغرب ، في الفترة من 9-11 نوفمبر 2011 . فقد نبهت أحدث المجاعة في الصومال إلى ضرورة الحاجة الملحة لوضع سياسات وطنية وإقليمية تتعلق بالجفاف ، وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية واتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر ،واللتان تعملان معا على المستوي الدولي لتوفير إجراءات لمعالجة أثر تزايد حالات الجفاف. بحسب آخر تصريح للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (مقرها جنيف) . وقالت المنظمة في تصريحها الذي نشرته على موقعها الالكتروني إن موجات الجفاف صارت، أكثر شيوعا على مدى العقدين الماضيين. وهذا يتفق مع التقارير الواردة من الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ . كما أن العالم قد صار أكثر عرضة للجفاف على مدى السنوات ال 25 الماضية ، ويتوقع أن يشهد زيادة متواترة في حالات الجفاف في المستقبل . وقال ميشيل جارو ، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. "الجفاف مشكلة خطيرة ومتنامية في العديد من البلدان. التكيف مع الجفاف والتصحر وتغير المناخ في حاجة ماسة إلى أن يكون في صلب سياسات التنمية الوطنية ". وأضاف "لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات مشتركة للأمم المتحدة بشأن الجفاف" و "اننا نحتاج الى عمل أكثر تنسيقا لنظم الرصد والإنذار المبكر والتي تقدم المعلومات في الوقت المناسب لمتخذي القرار ، وتحسين إجراءات تقييم الأثر ؛وتوفير تدابير استباقية لإدارة المخاطر وخطط التأهب ؛ وأقوى برامج الاستجابة لحالات الطوارئ" . "الجفاف لا يحدث بين عشية وضحاها" ، كما قال لوك غناكاديا ، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) مضيفا" ندعو المجتمع الدولي للاستجابة بشكل عاجل لهذه الأزمة. في الوقت نفسه ، نشدد على الحاجة إلى حلول فعالة على المدى الطويل ، للأسباب الجذرية للمجاعة في المناطق المعرضة للجفاف ، مثل تنفيذ نظم إدارة الجفاف والتدابير اللازمة لوقف التصحر ، وهو ما يعني تدهور الأراضي في المناطق الجافة ". وكان الوضع الإنساني في الصومال ضمن منطقة القرن الأفريقي، قد بدأ في التأزم منذ مطلع شهر مارس الماضي 2011 بسبب الجفاف الذي أثر علي البلاد بسبب شح الإمطار لعامين ماضيين وتسبب في نزوح آلاف السكان إلي العاصمة مقديشو وضواحيها بعد نفوق ثرواتهم الحيوانية التي يكتسبون بها العيش . ووفقا لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية ،فإن توقعات المناخ لمنطقة القرن الأفريقي العظيم،ترجح أن تظل المناطق التي يضربها الجفاف في القطاع الشرقي من القرن بما فيها الصومال ، دون سقوط أمطار خلال موسم الخريف الحالي والذي يمتد من يوليو وحتى نهاية سبتمبر .وذكرت أن الجفاف شديد الحدة قد استمر وساد في أغلب القطاع الشرقي للقرن الأفريقي منذ الربع الأخير من العام 2010 وتسبب في حدوث اثار اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى . كما ان هناك احتمال مرجح بشدة، وفقا للمنظمة، بهطول الأمطار أكثر من المعتاد بالقرب من اريتريا وجيبوتي وأوغندا ورواندا وبوروندي الشمالية ، شمال غرب تنزانياوكينيا الغربية ، شمال غرب الصومال الذي يعاني من الجفاف والجوع ، جنوب غرب ووسط وشمال شرق اثيوبيا ، وكذلك أجزاء من جنوب وشمال شرق البلاد السودان. ولكن معظم أجزاء القرن الأخري ستظل جافة ودون أمطار . وتعاني منطقة القرن الأفريقي منذ العام 2010 من موجة جفاف حادة ظهرت تأثيراتها الحادة في شدة الجفاف وتعرض أكثر من 12 مليون من سكانه إلى شح في الغذاء وصل إلى حد المجاعة الطاحنة في منطقة الصومال تحديدا . وتتخوف المنظمات الدولية من ان يمتد آثار الكارثة ليطال دولا أخرى منها كينيا ويوغندا. والقرن الأفريقي ،هو ذلك الرأس الناتئ من اليابسة ، الناطح البحر على شكل قرن يشق الماء شطرين: الشمالي منه هو البحر الأحمروالجنوبي منه هو المحيط الهندي. وعليه هو ذلك البروز المثلث الشكل الواقع في الشرق الإفريقي الذي يشرف علي المحيط الهندي وخليج عدن ، ويمتد شمالا علي ساحل البحر الأحمر لمسافة 600 ميل ويمتد إلي داخل القارة الإفريقية. فمن الناحية الجغرافية يشمل إثيوبيا و إريتريا و الصومال و جيبوتي. بيد أن بعض الجغرافيين قد وسع الرقعة التي يشملها هذا القرن لتضم كينيا و السودان. وتمتد مساحة القرن الأفريقي لتغطي ما يقرب 2.000.000 كم2. وقدرت الأممالمتحدة في وقت سابق عدد الصوماليين المتضررين من الجفاف بما لا يقل عن 3.7 ملايين, أي ثلث سكان البلاد تقريبا. , وذكر بان كي مون نفسه إن كلفة المساعدات العاجلة للمتضررين من الجفاف والمجاعة في الصومال بمفردها تبلغ 1.8 مليار دولار. إلا أن منظمة الصحة العلمية أعلنت منطقتين في الصومال بأنها مناطق كوارث إنسانية بسبب الجوع والمجاعة والجفاف. واتهمت المنظمات الدولية بعدم الاستجابة لهذا الوضع الإنساني الحرج هناك وذكرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية الفاو " انه ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمة القائمة في هذه المنطقة من العالم فان الموقف الراهن مرشح للتدهور بسرعة لكي يتحول إلى كارثة إنسانية تطال عدة أطراف تمثل الجزء الأعظم من منطقة القرن الأفريقي" . وقال الدكتور جاك ضيوف ، المدير العام لمنظمة " الفاو " " ان العوامل المتمثلة بالجفاف والتضخم والصراع قد خلقت حالة كارثية تستدعي دعماً دولياً ضخماً " . وشدد قائلا " اذا كنا نريد أن نتفادى وقوع المجاعة في المستقبل وأزمات انعدام الأمن الغذائي في المنطقة فأنه يتعين على البلدان والمجتمع الدولي وبشكل عاجل أن يدعم القطاع الزراعي ويزيد الاستثمارات في قطاع التنمية الريفية " . وعلى الرغم من أن المنظمة قد ذكرت، بأن دورة ظاهرة اللأنينا المناخية ، التي بدأت في يوليو 2010،وأدت إلى الجفاف في الصومال وأجزاء من القرن الأفريقي، قد انتهت حاليا، وحلت محلها ظروف شبه محايدة ، مع درجات حرارة المحيطات ، وأنماط هطول الأمطار المدارية ، والرياح في الغلاف الجوي فوق المحيط الهادئ بالقرب من خط الاستواء ،التي ستكون فوق المعدل طويل الأجل إلأ إنها قالت : "من السابق لأوانه تقييم ما هو الأثر الذي ستتركه على سقوط الأمطار خلال الفترة من اكتوبر الى ديسمبر 2011 ، في المناطق التى ضربها الجفاف" . وتتميز ظاهرة اللأنينا، ببرودة غير معتادة في درجات حرارة سطح المحيطات في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائية والعكس هو الصحيح بالنسبة لظاهرة النينيو ، التي تتميز بدرجات حرارة دافئة بشكل غير معتاد في سطح المحيطات في نفس المنطقة . وكلا الحدثين يوديان ألى تأثيرات في أنماط دوران واسعة النطاق في المحيطات والغلاف الجوي في المناطق المدارية ولها آثار هامة على الطقس والمناخ في جميع أنحاء العالم، وبعد نشوبها فإنها تستمر عادة لمدة 9 أشهر أو أكثر .