على مدى السنوات العشرين الماضية، ظهرت العديد من الأمراض المنقولة عن طريق الحشرات و انتشرت في بعض بقاع العالم نتيجة التغيرات البيئية و كثرة الأسفار والتجارة الدولية، والتغيرات في الممارسات الزراعية والتوسع الحضري السريع غير المخطط، والتوزيع الجغرافي للعديد من الحشرات الناقلة للأمراض، مما يهدد مجموعات جديدة من الناس تصل إلى نسبة أكثر من نصف سكان العالم ، خاصة الذين يكثرون من الأسفار. وترى منظمة الصحة العالمية فى تقرير لها صدر في جنيف بمناسبة الاحتفال بيوم الصحة العالمى الذى يوافق الثاني من أبريل من كل عام تحت شعار " لدغة صغيرة تساوي تهديدا كبيرا " ، أن تلك الأمراض تنتقل عن طريق الباعوض والذباب والقواقع وغيرها وتتسبب فى وفاة أكثر من مليون شخص وتصيب أكثر من مليار سنويا على نظاق العالم .وأولت المنظمة الاهتمام على بعض هذه النواقل وامراضها فى العام 2014 مسلطة الضوء على اهميتها وخطورتها على الانسان ، مشيرة الى أن هذه الأمراض يمكن تجنبها تماما وطالبت الحكومات والجماعات المحلية وكذا العائلات بضرورة اتخاذ التدابير الأساسية لحماية السكان. وتؤثر الأمراض المنقولة عن طريق الحشرات على السكان الأكثر فقرا، وخاصة الذين يعانون من سكن غير ملائم، و مياه غير نظيفة و نقص في خدمات الصرف الصحي، وبشكل كبير على الذين يعانون من نقص في التغذية أو المناعة. وزارة الصحة الاتحادية حذرت من مغبة انتشار الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات ،وقال دكتور حمودة تيوك مدير الإدارة المتكاملة لمكافحة النواقل والحشرات بوزارة الصحة خلال المؤتمر الصحفي بمناسبة يوم الصحة العالمي ان نواقل الامراض هي الباعوض والذباب والذبابة الرملية والذبابة السوداء والقراد وتتسبب في 15% من الأمراض في العالم محذرا من الباعوض الذى يسبب مرض الملاريا وداء الفيل بجانب الذبابة الرملية، وطالب دكتور حمودة باستخدام الناموسيات لمكافحة مرض الملاريا واللشمانيا . وذكر دكتور خالد الطاهر ممثل منظمة الصحة العالمية ان هناك التزاماً دوليا من كل دول العالم للتبليغ عن الإمراض المنقولة والتي تشكل خطرا وقال إن السودان وجنوب السودان وقعا علي هذه الاتفاقية لافتاً ان منظمة الصحة العالمية تعمل علي تغطية الأمراض وخاصة لدى الوافدين عبر الحدود . ومن ابرز تلكم الأمراض الملاريا وحمى الضنك وداء الليشمانيا وداء لايم والبلهارسيا والحمى الصفراء، و تنتقل هذه الأمراض عن طريق البعوض، والذباب والقراد، والقواقع الناقلة الأخرى. وأخطرها البلهارسيا، التي تنتقل عن طريق القواقع، وهي الأكثر انتشارا بين جميع الأمراض المنقولة عن طريق الحشرات وتصيب حوالي 240 مليون شخص في العالم، خاصة الأطفال الذين يعيشون ويعملون بالقرب من مصادر المياه التي تنتشر فيها وهم الأكثر عرضة لهذا المرض الذي يقلل من قدرتهم على التعلم و يصيبهم بفقر الدم، ويمكن كبح مرض البلهارسيا عن طريق العلاج الشامل للفئات المعرضة للمخاطر باستخدام دواء آمن وفعال، وتحسين فرص الحصول على مياه الشرب الصالحة والصرف الصحي. فى السياق تنتقل حمى الضنك، عن طريق البعوض. وتعتبر الحمى الصفراء مرضا قاسيا، ينتقل جراء لدغة بعوض ايديس (Aedes). أما الليشمانيات فتنجم عن طفيل الليشمانيا يتم نقله الى جسم الانسان بواسطة لسعة من الذبابة الرملية . وأوضحت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، في البيان الصحفي للمنظمة قائلة: "يمكننا إنقاذ حياة الكثيرين ومنع الكثير من المعاناة إذا أعطينا أهمية أكبر لمكافحة الأمراض المنقولة عن طريق الحشرات بتدخلات بسيطة واقتصادية من الدول مثل معالجة الناموسيات بمبيدات الحشرات أو رش هذه الأخيرة داخل المنازل، و تضيف الدكتورة: "لا أحد في القرن الحادي والعشرين يجب أن يموت بلدغة بعوضة أو ذبابة رملية أو ذبابة سوداء أو قراد". ويقول الدكتور لورينزو سافيولا، مدير إدارة منظمة الصحة العالمية لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة "نحن بحاجة إلى مزيد من التمويل والالتزام السياسي للحفاظ على الوسائل المتاحة لمكافحة ناقلات الأمراض، وكذلك الأدوات العلاجية والتشخيصية، وإجراء البحوث اللازمة على وجه السرعة. ===