نظمت وزارة الثقافة الاتحادية مؤخراً الملتقي التفاكري حول الإعلام الثقافي (الواقع والتحديات ) وذلك بغرض التبصير والتعريف بمكونات الثقافة السودانية عبر الإعلام الثقافي. وتنبثق أهمية هذا الملتقي من حقيقة أن الإعلام وأدواته ووسائطه تشكل في وقتنا الحاضر أحد روافع تحقيق هويات الأمم والشعوب خاصة في ظل العولمة وآلياتها التي زادت بشكل ملموس أهمية التأكيد علي الهوية التي يتمتع بها كل مجتمع الأمر الذي ضاعف من أهمية العنصر الثقافي الذي يمثل أحد العوامل الرئيسة في تشكيل هذه الهوية خاصة وأن الثقافة تعبر عن البعد الأساسي والأكثر استمرارية وتأثيراً في العلاقات بين الدول والشعوب . وتقترن أهمية الثقافة ومكانتها في تنمية الحياة الاجتماعية وتطوير العلاقات بين الدول بضرورة التأسيس علي الوعي بالاختلاف الايجابي والتنوع الثقافي بين الكيانات البشرية وذلك لدور التنوع فى تنمية الوعي والاستمرار في تنمية الحوار بين الثقافات وتواصلها وعطائها المستمر من خلال التبادل الثقافي المستمر بين الدول وبين المجتمعات البشرية في عالم اليوم . وتقتضي أهمية عملية حماية التراث الثقافي الوطني في ظل العولمة ضرورة دعم التبادل الثقافي وتوطيده بين السودان ومحيطه العربي والاسلامي والافريقي والعالمي وتطوير العلاقات الثقافية وتحقيق التنمية الثقافية وضمان تجددها وتطورها واستمرارها من خلال تبادل الافكار وطرح الثقافات وتشجيع الابداع الثقافي والتعريف بثقافة أهل السودان وتراثهم في المجالات كافة . ومن المجالات التي يجب التركيز عليها في التخطيط الثقافي والتيادل الثقافي بين السودان و المجتمع الدولي الاهتمام ببناء برامج ومشروعات التخطيط الثقافي في السودان علي أساس استيعاب العصر فى هذه الخطط والبرامج من خلال التحديث فى اتجاه التراث واتجاه العصر العلمى والتقنى والحوار مع الثقافات الاخرى لارساء القيم الانسانية المشتركة مع الاحتفاظ بقدر من الخصوصية الثقافية والارتباط بالتراث الثقافى السودانى من أجل تأكيد الذاتية الحضارية لأهل السودان عبر حقبه التاريخية المختلفة واستخدام وسائط النشر الثقافى خاصة الترجمة والسياحة الثقافية وشبكة الانترنت وشبكات التواصل الاخرى لضمان ذيوع الثقافة السودانية وانتشارها فى العالم . ويضاف الى ذلك ضرورة تطوير القوانين ذات الصله بالتنمية الثقافية وتسخير الأجهزة التنفيذية وتوفير التمويل اللازم لإعداد المواطنين للتلقى الثقافى السليم وذلك من خلال توفير البنى اللازمة لذلك خاصة المؤسسات والعناصر البشرية وتنمية الصناعات الثقافية وتطوير الحرف التقليدية وبناء قاعدة بالبحث والدراسات الخاصة بالتنمية الثقافية . وترتبط أهمية التبادل والتخطيط الثقافى بضرورة استخدام العامل الثقافى فى تحقيق فهم أفضل للامر باعتبار الثقافة الوسيلة المثلى لعنصر البشر فى عمل وحياة مشتركة من خلال اعلاء قيمة التعارف الانسانى باتساع مجالات التواصل السياسى والاجتماعى والاقتصادى بين البشر وطرح نماذج التراث الانسانى فى تنوعه وتباينه عبر انفتاح آفاق الاتصال الثقافى والعلاقات الثقافية بين الدول بفضل اندياح ثورة الاتصالات والمعلومات ويسبب التطور المذهل الذى تقوده وسائل الاتصال الالكترونى فى عصرنا الحاضر .