الخرطوم 23-2-2020م (سونا)- افتتحت بالخرطوم اليوم ورشة العمل القومية في إطار تعزيز القدرات الوطنية لحفظ التراث الثقافي غير المادي في السودان بعنوان (إعداد طلبات المساعدة وملفات الترشيحات للتسجيل على قوائم اتفاقية 2003م)، التي ينظمها المجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات القومية بوزارة الثقافة والإعلام ومكتب اليونسكو بالخرطوم، تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، وتستمر حتى 27 فبراير الجاري. وخلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية، ثمن وكيل أول وزارة الثقافة والإعلام رشيد سعيد جهود دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة اليونسكو لتقديمهما الدعم لتنفيذ هذه الورشة بمشاركة عشرين متدربًا من ولايات السودان المختلفة . وامتدح جهود المشاركين وحرصهم على حفظ التراث ،وأكد أهمية حفظ التراث الثقافي المادي وغير المادي في السودان باعتباره يتعلق بحفظ الإنسان السوداني .وأنه جزء من شعارات ثورة ديسمبر المجيدة لرد العدالة والذي يرتبط بقضية الحرية والسلام والعدالة . ودعا رشيد لمعالجة أسباب الحروب وحسن إدارة التنوع الثقافي وقال إننا نريد تقديم نموذج مختلف فيما يختص بالالتزام بالاتفاقيات الدولية التي وقع عليها السودان، بجانب الالتزام بوضع الآليات. وأشار إلى أن ما يقدمه الأصدقاء مجرد عون وإن المسئولية تقع على عاتقنا نحن كسودانيين في المقام الأول لحفظ التراث وتطويره وصونه من الاندثار. وقال إن الدولة تركز في هذه المرحلة على الحفاظ على هذه الثقافات وعدم اندثارها، وستعمل تدابير حتى تعود الدولة لقطاع الثقافة وذلك بتقديم التمويل اللازم، بجانب تدريب الكوادر البشرية لإعادة التوازن الثقافي لبلادنا، بالإضافة للتمييز الإيجابي لصالح الأقاليم التي هُمشت والتي كانت ضحية الحرب. وأوضح الأمين العام للمجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات القومية دكتور أسعد عبد الرحمن، أن العمل في مشروع تعزيز القدرات لحفظ التراث الثقافي استغرق 24 شهرًا ونُفذت من خلاله 16 ورشة تدريبية في مجال حفظ التراث. وكشف عن حصر 74 عنصرًا من عناصر التراث في قائمة الحصر الوطنية، بجانب تكوين فريق وطني من كل الولايات، وتدريب مائتي شاب وشابة من ولايات السودان، بالإضافة إلى تدريب عدد مقدر من الباحثين. وامتدح مدير مكتب اليونسكو في الخرطوم دكتور بافل كروبكن، جهود المساهمين في هذا المشروع والخبراء المشاركين في التدريب ،وذكر أن المشروع مر بالعديد من المراحل ونجح في حصر العديد من العناصر، بجانب تسجيل النخلة بقائمة التراث العالمي. وأشار إلى أهمية مشاركة المرأة في المشروع وأن مشروع تعزيز القدرات الوطنية لحفظ التراث الثقافي السوداني يصب في الاعتراف واحترام الثقافات المتعددة وأنه خطوة في اتجاه تعزيز السلام بالسودان وأن الورشة تأتي لتحضير مشاريع الدعم التي تعمل على تسجيل التراث الثقافي السوداني الغني كتراث عالمي. وقال الدكتور جرهام عبدالقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام إن الورشة تأتي في إطار صيانة التراث وبحث كيفية الوصول إلى برامج ثقافية لأهل السودان وإبراز الأصوات واللغات المتعددة والمحافظة على القيم والموروث السوداني الأصيل الذي تتناقله الأجيال جيلًا بعد جيل . وأضاف أن مشروع تعزيز القدرات الوطنية وصون التراث الثقافي السوداني يهدف للمحافظة على الثقافات واللغات السودانية من الانقراض وتقويتها وذلك بتدريب كوادر تعمل على حفظ هذا التراث حتى يحس كل سوداني بالمواطنة الكاملة .وأضاف جرهام أن الثقافة السودانية تعتبر كنزً يحقق التراضي ويثري الثقافة الإسلامية وأن الثقافات السودانية وتنوعها ( قوس قزح) تتشكل منه كل الألوان وتجذب الناس وتلتقي في نهر النيل وتحقق الوحدة والرضى للجميع باعتبار أن هذه الثقافات غير المادية موجودة في ذاكرة الناس من أحاجي وشعر. وأكد أن واجب الدولة المحافظة على هذا التراث والثقافة باعتبارها حقًا أصيلًا للأجيال القادمة يحقق التماسك الاجتماعي والثقافي.