نشرت يوم أمس في هذه المساحة رسالة لطبيب يروي فيها بعض معاناتهم وقد وعدته بالرد والإجابة على أسئلته... فقد يعتقد بعض الأطباء أننا نكتب ضد قضيتهم أو ضدهم لكن وللمرة المليون.. نحن لم ننكر قضية الأطباء.. لكننا نرفض طريقة (الإضراب) التي يعبرون بها عن غضبهم... وكثير من الناس وليس الإعلاميون فقط يعتقدون أن المواطن ليس هو الوسيلة لتحقيق غايات الأطباء أو الوسيلة المناسبة لحل مشاكلهم... لذا لم يحاول المواطن معرفة ما إذا كان للطبيب مشكلة أم لا لأن الطبيب هو الذي أدخله كطرف أصيل في المشكلة والذي يعني أن هذه المطالب لم تتم على مستوى اتحاد الأطباء بل على مستوى لجنة تخرج في كل يوم بمطالب مختلفة عن اليوم الآخر... وظني أن هذا ما أضاع القضية التي تحكي عنها... أما عن الأطباء وما يقومون به من أعمال جليلة.. ومشرفة فإننا مقتنعون بأن الأطباء لديهم مواقف إنسانية مشرفة ولم نتعرض لها لأنها أعمال طبيعية فمهنة الطب أصلاً مهنة إنسانية... فإذا كان المهنيون الآخرون الذين يتعاملون مع الآلات يحسون بها ويشفقون عليها ويريدونها أن تكون في أحسن أحوالها وحالاتها فكيف للطبيب الذي يتعامل مع الإنسان ويتفاعل مع أحاسيسه ومشاعره ويشعر بآلامه... أما حديث البعض عن الأخطاء الطبية على قلتها وعدم حديثهم عن النجاحات نقول لهم إن الحديث عن الأخطاء ليس للتشفي أو التشهير أو المبالغة أو إشانة السمعة وإنما للتنبيه حتى يأخذ الطبيب حذره لأن الخطأ في من الإنسان من الصعب تعويضه أو حتى (ملافاته) وأعتقد أن الكل يعلم أن الخطأ الطبي قد يؤدي بحياة الإنسان وقد يتسبب له في عاهة مستديمة ورغم كل الحديث عن الأخطاء إلا أننا حتى الآن لم نسمع عن أي قضية وصلت نهاياتها ولم نسمع بعقاب أي طبيب أخطأ في حق مريض... والآن د. فهد هل أجبت على الأسئلة التي طرحتها؟؟.. هل تأكدت أننا لا نقصد الأطباء لأنهم أصحاب المهنة ذات المكانة في المجتمع السوداني...؟ وقصدنا من الكتابة عن قضاياهم أن يبقوا في تلك المكانة ولا (ينزلون منها)...؟!!