والطلائع هي المقدمات الراصدة الواثقة المبشرة... وهي تتجدد كل حين وحين.. ومع التواءات الحياة وتعرجاتها وتباعد وتقارب فصولها وجغرافياتها، تبنى وتشاد العزائم لإعمار الأرض حتى يرثها الله ومن عليها.. وتجاه هذه التحديات تتفجر الطاقات والخطط، وتنسج الشباك لصيد البر والبحر والجو والأخاديد فإن توالت هكذا.. تفاؤل الناشطون النابهون بالفتح والإنفراجات.. حتى قال تعالى لقائد الفيالق الأول.. وللذين معه قال سبحانه(إنا فتحنا لك فتحاً مبيناًü ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماًü وينصرك الله نصراً عزيزاً* هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيماü ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماü ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيراًü ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً).. فهذه قوة البشريات وتجسيد المنعة.. وأن لله جنوداً لم تروها.. فإن مكر الآخرون استجبتم أنتم لنداء السلم بمخاطره و(مقالبه) وتعرجاته.. وقد تتالت عليكم الحروب.. وأنتم تقولون إنكم أبناء جلدة واحدة.. وأخذتم تسألون أنفسكم.. إلى متى ستظل الأرواح صاعدة للدار الآخرة... منها (الشهيد) ومنها (الفقيد) ومنها (الطائش)، واضطربت من جراء ذلك أحوالكم (المعاشية)، وتفشى بينكم النزوح وتباطأت التنمية والتسابق للإعمار.. وأخذت دول المخطط الاستعلائي تثير فيكم النعرات وقطع (الطريق)، وأثارت عليكم رياح الثأرات والحقد الدفين وما شابه ذلك من مسالب.. وهي- (أي الدول الأخرى)- تبنى فوق ذلك مجدها وقاماتها.. وكما ذكرت لكم.. أنها وإن تفرقت لدويلات صغيرات اتحدت بينها ووحدت عملتها (اليورو)، ونحن في السودان بعد أن تقاربت النفوس، وأخذت تطوي صفحات كانت مغبرة، وبعد أن أشرقت بعض البوارق تسربت بيننا الأنانية واليسارية.. ووجدت الصهيونية(ضالتها) ففرقت بيننا ولم يدر الجاهلون أنها مكائد الحاقدين.. فصرنا اليوم نقتل بعضاً.. في أحراش الجنوب (قادة) و(مجندين) نقتل بعضاً ويسحق بعضنا بعضاً .. فإلى متى سنبيد بعضاً.. ولكن (السعيد من اتعظ بغيره)، ولنأخذ في دواخلنا أن السحق والإبادة والتشريد والإعسار هي نزعات شيطانية.. الذي قالوا لنا عنه إنه عدو لكم فاتخذوه عدواً(أي الشيطان).. وهنا نعيد النظر لمرجعيات الإفادة والتأمل ولا يفيد الناس إلا التعامل مع الآخر.. وإلا بث ونشر القدوة الحسنة بين الجميع.. ومثلما ذكرت لكم أن لنا دعوة الانتشار.. ولنا أيضاً خيرات الأرض ومايدب فوقها (أي الأرض) وكذلك إظهار الحزم والقوة والتتابع.. إذ المنطق هو التفوق والإنطلاق.. ولنأخذ حذرنا من التفرق والعدوان في أرض تبث وترسل في الناس دين الله المتين (دارفور) وهم الذين أفادونا كحفظة (قرآن) أن هناك بالنيل الأزرق (أصناماً) وآلهة تعبد، وأن هناك (16) ألف خنزير، فاعاننا المرحوم (د. إبراهيم عبيد الله) والي الجزيرة حينها فأزلنا (الأصنام) وأبدنا (14) ألف خنزير.. وانتشرت خلاوي (سنجة) لنشر الإسلام.. واجتهدت طالبات(جامعة الجزيرة) في إقناع بائعات (الخمور) بالتخلي عن ذلك، واستلام وسائل كسب العيش من (الزكاة) المتجددة، فإن (دارفور) هي بريق (قرآني)، فلا يغرن أحداً زيف الآخرين.. وقد نظر العقلاء اليوم.. و(أهل المصلحة) تواثقوا في (قطر) الشقيقة.. ألا يتطاحنوا ويحكموا منطق العقل.. فكان فتحاً واملاً ثم من بعد في (14/7/2011) جلسوا وقعدت في (الدوحة) الظليلة، قعدت(الحركات) المتفرقة تحت (التحرير والمساواة والعدالة) يقودهم(تجاني السيسي) وآخرون أفذاذ.. ثم جاء من بعدها جهد السلطان(عثمان يوسف كبر) بالفاشر الكبير.. يسانده حازمون.. من بنيهم الشباب (نصر الدين بقال) معتمد الفاشر.. و(محمد الحافظ تورجوك) مؤتمن الشباب والرياضة و(أسامة شاس) قائد الكشافين.. فعقدوا جلسة توافق وتعاون بين(الرعاة) و(المزارعين) و(أهل الطريق) و(البداة) يحوطهم (أهل الحضر) كما كنا نفعل في (ولاية غرب كردفان) السابقة القادمة) بإذن الله.. فجاءهم (د. نافع علي نافع) بالفاشر من العاصمة الخرطوم في(العشر) الأواخر من شهر (يوليو) الحالي.. فكانت فاتحة وتعضيداً لجهد الأفذاذ بناة الوطن وصانعي وحاملي(المحمل) العتيق للكعبة المشرفة.. وعلى وزن (رب ضارة نافعة) نقول قد أحس الناس بأن الانفصال.. أصبح كارثة ومعضلة، وتذكر المهجرون بأنهم قد ظلموا وخدعهم الآخرون.. فأصبحوا بلا مأوى وبلا مأكل أو مشرب... وبلا مصادر أرزاق وستقودهم الحاجة والمسغبة لمد الأيدي لدول قد نفذت بهم مخططها الاستراتيجي الاستيلائي.. وإن كان الهدف هو ترصد (بعيد) المدى للسيطرة على (الخرطوم).. فإن ذلك هو شأن طلائع التخطيط والبعد الذكي..وهم لا يتوانون أو يتراخون عن العدة والعتاد والجهاد.. لأن دينهم الإسلام في دولة السودان (97%)، وهو دين يذكر باليقظة والوثبة.. وحين اعتدى عليهم (أي الآمنين) حين اعتدى عليهم (أهل النجمة) لم يتراجعوا.. لأنهم يقرأون(من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ومن أحسن إليه ثم اعتدى انقلبت عليه وأخذته (النجمة) لأن السؤال (العارض) ماذا يريد الذي يقاتل وقد كان يوماً (والياً) والآخرون(تحته)، ثم كان الآخر(نائباً) ولا يقضي أمر إلا بمشورته..فإذن ماذا يريد هو فما هي إلا (أجندة) لآخرين لم يحسبوا مآلات أهليهم.. ولا استقرار ما اكتسبوا.. وكنا نريد أن يتبارى ويتسابق الجميع في انجاز واسعاد الآخرين.. ولكن من أبى أرتدت عليه (الطامة)، فطلائع الفتح اليوم تترقب وتحسب لكل أمر حساباً ومآلاً... وهم جميعاً يرقبون قول الحق عز وجل: (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً)، ولهذا فإن طلائع الفتح في (1986م) حين تسابق الخريجون كان شعارهم (من زرع حصد) ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وكذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء.. فمن توخى العزة من عند الله وخلصت نيته جاءته وثبت الله أقدامه.. فإن الله يؤيد بنصره من سئم تجارب(الدونية) الفاشلة، ومسميات ومصطلحات البشر.. فمرجعيتنا هي(تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي)، وأضحى جلياً أن قطاعات الوعي المستنير أدركت أنه (من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) ونحن لنا (مجمع للفقه والفتوى) لتوعية الناس فيما أعضل عليهم.. فإن لم يأتوكم فقد تسامى الوعي وساندتكم مؤسسات ومجالس وهيئات.. وكلها طلائع للفتح والشورى والله أكبر..