شهدت تباشير الشهر الكريم البداية الفعلية لانطلاقة ثلاث قنوات سودانية جديدة تضاف إلى الباقة الموجودة على الفضاء أصلاً، وهي فضائيةأم درمان وفضائية الخرطوم وعودة هارموني.. والفضائيات الثلاثة لها خصوصية الفكرة والميلاد، باعتبار أن فضائية الخرطوم التي كانت تلفزيون الخرطوم قد انتقلت نقلة نوعية كبيرة تشبه عند السودانيين «قلب الهوبة» عندما يريدون أن يصفوا أمراً كان مستحيلاً، وبصراحة ما تابعته من ترويج لبرامجها أو ما قدم منه فعلاً يؤكد أن فضائية الخرطوم ستحجز لنفسها مكاناً مرموقاً عند المشاهدين ولعليّ استبشرت وشممت رائحة نجاحها وعلى رأس إدارتها رجل مبدع كالأستاذ عابد سيد أحمد ومخرج «ملحلح» ك«لؤي بابكر صديق»، وفضائية الخرطوم أيضاً تستعين بشخصيات لها وزنها الإعلامي ودورها المقدر وهي لم تتجاوز بالاختيار أن يكون من أفراد طواقمها الأستاذ المذيع المقتدر محمد طاهر والباحث الدكتور عبد المطلب الفحل، وإن كنت اهمس في آذان القائمين على أمرها أن خصوصية اسمها الخرطوم يجعلها مطالبة ببرنامج حواري تحقيقي قوي يناقش مشاكل الولاية مع مسؤوليها فيكون بذلك جحا أولى بلحم توره. أما فضائية أم درمان أو الحلم، كما قال مؤسسها الأستاذ حسين خوجلي، فيكفي أن يكون عنواناً لمحتواها اسمها أم درمان التي عند أهل السودان هي التاريخ والأصالة وأولاد البلد.. بالمناسبة أنا لا اتفق مع المتخوفين من أن تذوب أم درمان في شخصية حسين خوجلي، بل على العكس إذ أن حسين صحيح هو معمل العطر، لكنه قادر أن يخرج ألف قارورة عطر بمختلف الأنواع والأسماء والأمزجة، لذا وبصدق أرجو أن تكون أم درمان بوابة للعالم ينظر من خلالها ويدخل إلى بلد ظل مغلقاً ومنغلقاً، إما بعدم وعي أو عمد، نحو الآخر ونحن الأكثر ثراءً والأعرق حضارة. وفضائية «بحري» هارموني باعتبار أن السابقتين تحملان أسماء ضلعي مثلث مدن الخرطوم العاصمة فهي قد عادت بعد غيبة كطائر الفينيق الذي ينتفض من تحت الرماد لتواصل مسيرة انقطاعها بين حين وآخر لا علاقة له بجفاف منابع الإبداع ولا خواء الفكرة، ولكنها ضريبة أن ينبري شخص واحد لهمٍّ إعلامي كبير.. والجعيلي يعترف أنه يفرغ جيوبه على هارموني ويعود ليعبئها حتى ولو من قوت عياله ليواصل الرسالة التي يؤمن بها وهو ما يجعلني اتسأل انتو همّ الثقافة ده حق منو؟ حق الأفراد أم حق الدولة فإن كانت الإجابة نعم على السؤال الأول فأقول للجعيلي وأمثاله اكلوا ناركم!! أما إن كانت الإجابة هي نعم على السؤال الثاني فإنني أقول إذن لماذا تكف الدولة يدها عن مثل هذه الفضائيات ولا تدعمها ولو بالنذر القليل الذي يجعلها تقاوم الصدمات.. في كل الأحوال أقول إننا نسعد أن يشهد كل صباح انطلاقة بث سوداني جديد بفكرة جديدة ومضمون أجد، لأننا محتاجون أن نأصل للهوية السودانية حتى لا تضيع في الزحمة فتضيع ملامحها ولا يبقى منها الا الجلباب والعمة وكم توب!! ٭ كلمة عزيزة: لم استغرب أن يكون ياسر عرمان تحديداً على رأس وفد الحركة لإسرائيل ألم أقل من قبل إن «عرمان» المبادئ ما بغطنه هدومه!! ٭ كلمة أعز: حسناً فعلت النيل الأزرق وهي تسند أمر سهرتها اليومية لأفضل مذيعاتها تسابيح خاطر ونسرين نمر والعائدة جدية والود الشاطر سعد الدين حسن.. أما بعضهن فعليهن الجلوس للمشاهدة يمكن يتعلمن!!