وما زلنا في حضرة «أخوان» مصر الإسلاميين.. وبالأمس قدمنا لهم باقات التهاني و«علب الحلاوة» بمناسبة اكتساحهم الانتخابات المصرية.. وها هم يودعون إلى حين محطة الشعارات المجانية.. والهتافات التي تشق الفضاء عندما يكون الحزب في المعارضة مثلهم مثل أخوتهم في «حماس» الذين أوهموا الدنيا أنهم لو قيض الله لهم حكم غزة لأكل السمك أجساد اليهود البضة بعد رميهم في البحر.. ولنقلت الفضائيات صلاة الشكر من المسجد الأقصى بعد أن تم ذبح كل أفراد الجيش الصهيوني الغاشم المحارب لله ورسوله.. نقول للأحبة أخوان مصر.. مبروك.. ولن نقدم لكم التهاني و«إيدنا فاضية».. فها هي هديتنا لكم وهي برنامج كامل التصميم منيع الأركان محكم الديباجة.. و«مجرب» و«مكرب» فقد نفذه أخوة لكم في السودان منذ 1989 وحتى زمن الناس هذا.. طبعاً أنتم لستم مثلنا.. لن تستهلوا حكمكم بكذبة بلغاء.. مثلما فعلنا نحن.. لأن برنامجنا الهدية لكم.. كانت ديباجة تقديمه وأول صفحة فيه ولدواعٍ أمنية.. ولتفادي الخطر والأخطار الداخلية والخارجية.. كانت الصفحة الأولى فيه مطلية بلون رائع.. ومدهونة ب«بوهية» لامعة.. يتدثر بثياب من الكذب والتمويه والمخادعة الماكرة.. حتى تعلم الدنيا... أن ليس للأخوان أي يد في ذاك الذي تم.. كان يعتمد على كوبري منيع التصميم.. وثابت الأركان.. تنزلق فيه عجلات أي سيارة أو لوري في سلاسة وانسياب.. هو كوبري الغاية تبرر الوسيلة.. ليس مهماً ذلك أبداً.. أن تبدأ صفحة حكمك بالكذب والذي هو من شاكلة أذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً.. أقول ليس مهماً ذلك.. لأن الهدف هو إقامة دولة الشريعة ولكن.. يبقى المأزق في حديث النبي المعصوم صلوات الله وسلامه عليه الذي قال في ما معناه إن المؤمن يسرق ويزني ويسكر ولكنه لا يكذب.. وهنا أقول للأحبة «أخوان مصر».. ولا يهمكم حتى هذه فقد وجد لها بعض علمائنا مخارجة وأصدروا كالعادة «فتوى» لا ترى بأساً في إتيان الكذب طالما كان الهدف نبيلاً.. أقول إنكم لستم في حاجة إلى هذه الكذبة.. لأنكم أتيتم للبرلمان أو مجلس الشعب علناً وعلى رؤوس الأشهاد وعبر عيون الدنيا من خلال عملية ديمقراطية نزيهة ونظيفة.. والآن انقلوا حرفياً برنامجنا.. وارفعوا شعار التمكين.. وجهزوا الكشوفات ثم اعملوا سكيناً اسمها الصالح العام.. بعد سنها بأكفأ مبرد صنعته مصانع الحديد والصلب في حلوان.. وقولوا باسم الله.. وافصلوا ملايين العمال والموظفين.. وسرحوا ملايين الأطباء والمهندسين.. واتجهوا إلى الجامعات.. أطردوا على الأقل نصف «الاستاف» في كل جامعة.. ولا تنسوا سكك حديد مصر.. وهذه تحديداً هي أبداً من ضمن مظان خلايا المخربين والشيوعيين والنقابيين.. بل أنصحكم بأن تبدأ بالذي انتهينا أو انتهى برنامجنا إليه وهو تفكيكها صامولة.. صامولة.. ثم نزع القضبان ونبش الفلنكات.. وحتى لا تقوم لها قائمة.. استفيدوا من هذه الفلنكات في الوقود واجعلوها حطب حريق و«كده» تكون عندكم ملايين الوظائف الشاغرة.. ولأن التمكين هو ركن ركين من برنامجنا- الهدية- ما عليكم إلا أن تدفعوا بكل أخوانكم وأصدقائكم وكل شاب تبدو عليه آثار التدين من «لحية» أو «سبحة» أو بنطلون قصير أو مكفوف.. تدفعوا بهم إلى هذه الوظائف.. لا يهم إن كان مؤهلاً أو لا.. يكفي أنه أهل ثقة.. وأنه من الفرقة الناجية.. وأنه من الذين لا خطر ولا خوف منه.. انتهينا من الفقرة الأولى من البرنامج ونذهب إلى الفقرة الثانية وهي الانتباه إلى خطر وخطورة الإعلام.. المتمثل في الإذاعة وخاصة التلفزيون.. وهنا لابد من الانتباه جيداً.. لأن برنامجنا الهدية استمر لمدة عشرين سنة وتزيد بفضل هذين الجهازين الخطرين.. ولخطورة الأمر.. نحدثكم عنهما.. الأحد.. وأخيراً تقبلوا منا سلامنا.. وتواصل هدايانا.. ولكم الحب.