تنطلق اليوم بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا المباحثات بين وفدي السودان ودولة الجنوب.. إنفاذاً لقرار مجلس الأمن رقم (2046) واستجابة لدعوة الاتحاد الأفريقي للبلدين لحل القضايا الخلافية عبر التفاوض بدلاً من الحرب.. هذه الجولة التي سيخاطبها ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الرفيعة للوساطة الأفريقية.. سيقدم فيها كل طرف رؤيته للمباحثات.. وبحسب المراقبين فإن هذه الجولة ستواجه صعوبات جمة في استمرارها لأن كل طرف سيجلس وفي يده ملفات يريد أن يبدأ التفاوض حولها أولاً.. فالمسؤولون بالبلاد أكدوا أكثر من مرة ضرورة حسم ملف الترتيبات الأمنية أولاً.. لأنه يمهد الطريق لحسم بقية الملفات.. فيما تريد جوبا حسم قضايا النفط حتى تنقذ اقتصادها الذي يتوقع انهياره في شهر يوليو القادم.. لكن يبقى السؤال.. ما فائدة حسم ملف النفط في ظل عدم التوصل لاتفاق أمني يؤدي للاستقرار في الحدود ويخمد الحركات المتمردة في كل بلد؟.. ثامبو أمبيكي حصل على أكبر دعم من مجلس الأمن وهو يمسك الآن بأوراق (رابحة) عليه استخدامها ب(حياد) لأن كل طرف لم يكن راضياً عن منهج أمبيكي في الوساطة.. بل إنه تسبب الآن في مشكلة جديدة بتقديمه لخريطة إلى مجلس الأمن تضمنت مناطق سودانية.. علماً بأن البلدين لم يحسما بعد ترسيم الحدود بينهما.. مما يعد مسلكاً خطيراً دفع الخرطوم إلى الاحتجاج إلى مجلس الأمن.. وهو احتجاج (متأخر) بعد اعتماد المجلس للخريطة.. وهذا الخطأ سيجعل دولة الجنوب تتمسك بتبعية المنطقة (قرب الميرم).. لها.. كما أن الإدارة الأمريكية ستلعب دوراً في هذه الجولة لجهة إنجاحها لتكون رصيداً مهماً في حملة باراك أوباما في الانتخابات القادمة.. فالمجتمع الدولي توصل لقناعات أن الحرب بين السودان ودولة الجنوب ستتضرر منها حكومة الجنوب أكثر من السودان.. حيث تدفع جوبا الآن ثمن قرارها الذي اتخذته قبل عدة أشهر بوقف تصدير النفط عبر بورتسودان دون أن تقدم حلولاً لذلك مما جعل اقتصادها في حافة الانهيار.. إذن كل طرف يدخل الجولة ولديه الرغبة في التوصل إلى سلام يحقق المصالح المشتركة.