أكثر المتشائمين لم يدر في خلده أن تعود أزمة المواصلات للعاصمة بهذا الوجه «الكالح» وبهذه الصورة « الحادة»!! أزمة المواصلات في العاصمة تعني ظهور قمة جليد لقاعدة ضخمة من الفشل السياسي والإداري تحته!! أزمة المواصلات أمر مؤسف أن تعود بعد كل هذه السنوات الطولية والتي اعتقد سكان العاصمة بأنها قد ولّت إلى غير رجعة. ü رقي الأمم والشعوب يقاس بمدى توفر وسائل النقل المريح للمواطنين داخل عواصمها ومدنها الكبيرة.. ومع ذلك لا يخجل هذا المسؤول من أن يقارن سعر جالون الجازولين بين لندنوالخرطوم!! ü التصريحات النارية لن تجدي والمشاكل الحياتية تكبر يوماً بعد يوم ومعها تزيد التصريحات القديمة والمحفوظة على شاكلة «المخططات» الغربية تستهدفنا والمهددات الاقتصادية و«المؤامرات» السياسية هي جزء من الابتلاءات التي يعيشها السودان! الناس يريدون حلولاً متكاملة لأي أزمة من هذه الأزمات ولا يرغبون في سماع «إنشاء» محفوظة تزيد الصورة قتامة!! ü أزمة المواصلات في الخرطوم ليست جديدة ولا أعرف لماذا تنشط مع حالة تآكل الأنظمة السياسية والحكومات! هل هي تيرمومتر حقيقي لقياس الواقع المعاش..؟ في أواخر أيام مايو كان هناك أمراً شبيهاً بذلك؟! وفي أيام حكومة الصادق المهدي الأخيرة كانت الفوضى وحالات الازدحام في مواقف المواصلات هي سيدة الموقف!! ü أزمة المواصلات في عاصمة البلاد حيث مركز الحكم والسيادة هي مؤشر لوجود عجز كلي وبوصلة تشير لانعدام الحلول الحقيقية لمشاكل الناس اليومية والحياتية.. وهي مشاكل لا تقبل أنصاف الحلول لأنها مرتبطة بعوامل الإنتاج وإنتاجية الفرد ودورة الإقتصاد. ü أزمة المواصلات «قلبت» دولاب العمل وأثرت على الأداء وغيرت مزاج الناس للأسوأ وساهمت في زيادة الوقفات الاحتجاجية وخلقت كآبة و«زهجاً» في نفوس المواطنين!!. الطامة الكبرى تكمن في قرار زيادة أسعار التذكرة بنسبة عالية في كل الخطوط وسنشاهد اليوم سيلاً من الصراعات بين الركاب وأصحاب المركبات العامة والكماسرة وسيلعن الجميع الحكومة في اليوم عدة مرات وكل ذلك هو عبارة عن وفد المقدمة!! لقرار الحكومة الذي اتخذته برفع الدعم عن المحروقات. ü ما يحدث الآن هو تداعيات مباشرة ونتائج استباقية و «ما خفي أعظم»..!!