تنوير لمن فاته المقال السابق.. مركز الخرطوم التخصصي للأورام يقود حملة مكثفة للكشف المبكر للتوعية بسرطان الثدي.. تحت شعار «الاكتشاف المبكر يؤدي في أغلب الأحيان للشفاء التام..». والاكتشاف يعني «الكشف الذاتي للمرأة.. الكشف عن طريق جهاز المامو غرام- وعدم تجاهل أي ورم حتى ولو كان حميداً.. لأن سرطان الثدي من أكثر الأمراض شيوعاً وهو من الأمراض غير السارية «أي لا تنتقل من فرد لآخر». ومن أهم وسائل السيطرة على هذا المرض الفتاك.. هو معرفته في مراحله الأولية، مع العلم بأن «كلمة أولية» غير صحيحة على إطلاقها.. فالورم أو التغيير لا يحدث إلا بعد أن تكون الخلية قد استكملت دورتها وتفاعلها ونشاطها.. وعندما تصبح في شكل «حبة أو ورم.. أو شكل قشرة برتقال.. أو تقرحات أو تغيير في الحلمة أو افرازات..» قد تتردد المريضة.. في الذهاب إلى الطبيب.. «باعتباره شيئاً عادياً أو عرضياً» والشفاء مرتبط بالمرحلة التي يوجد فيها المرض، حيث تصل نسبة الشفاء إذا عرض في مراحله الأولى إلى 90%..! يقف المال عقبة أمام كل «الأعمال الجليلة».. ولكنه عقبة لا تقتل الطموح ولا النفوس الكبيرة.. ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وبدلاً من أن تكون ثقافتنا «التبرع لمرضى السرطان» لماذا لا نستبدلها بمكافحة ودرء السرطان.. لماذا.. والوقاية من السرطان..! لماذا لا نبحث عن وسائل للتدريب والتوعية.. في الأرياف والنجوع.. اقترح عليكم «جامعة الأحفاد للبنات».. وكل الجامعات التي تسافر للأقاليم والولايات «لمشاريع التخرج» استفيدوا من تلك الرحلات والمجموعات في برامج التوعية الصحية الأساسية.. وأضيفوا عليها.. ضرورة الكشف المبكر.. لماذا لا تكون هناك «عيادة متحركة».. تجوب النجوع.. ولماذا لا نستغل البرامج ذات المشاهدة العالية في القنوات الفضائية بجمع الصف والبحث عن وسائل للوصول لتلك المناطق البعيدة..! لماذا لا يدخل في مناهج الطب التي تدرسه أكثر من ثلاثين جامعة في السودان.. كيفية نشر وعي الوقاية وكسر حاجز الخوف من «بعبع اسمه السرطان».. الخوف فعلاً والجهل والفقر مثلث برمودا الذي يبتلع في جوفه.. كثيراً من الآمال، ولا يطفو على سطحه إلا الشقاء وعذاب الأيام.. هالني الرقم الذي أفصح عنه د. كمال حمد اختصاصي الأورام.. بأن «1 من بين عشرة» من طلاب الأساس يتعاطون التمباك والسجائر والشيشة «وهي أحد مسببات السرطان».. زاوية أخيرة وقَّع السودان على اتفاقية يمنع بموجبها الإعلان عن المكيفات، ومن مفارقات القدر ما ذكره د. كمال حمد أنه يوجد بجوار مستشفى «الذرة للأورام والعلاج النووي» كشك لبيع العماري الجيد.. لا يهم التوقيع على الاتفاقيات إن لم يكن من الممكن تفعيلها!!