وصلتني الرسالة التالية من الأستاذ مصطفى كامل شاكر- عضو اللجنة الشعبية لتنمية مدينة كوستي حول إبعاد بروفيسور بشير محمد آدم-مدير جامعة الإمام المهدي بولاية النيل الأبيض ننشرها بنصها مرفوعة لوزارة التعليم العالي لإبداء الرأي حول مسوغات القرار.. { استفاقت مدينة كوستي على وقع خبر مؤلم موجع وهي تعتصر ألماً وحزناً- وتهامس المجتمع هل صحيح تم إعفاء بروفيسر بشير محمد آدم عبدالله مدير جامعة الإمام المهدي من منصبة- نعم صحيح الخبر وسيسلم المدير الجديد دكتور نور الدائم عثمان ما بين 7 إلى 11/10/2012م. { السؤال هل هذا جزاء أداء العمل المخلص؟ { البروفيسور بشير محمد آدم عبدالله عين مديراً لجامعة الإمام المهدي بقرار من رئاسة الجمهورية بتاريخ 3/5/2011م لمدة أربع سنوات وانتهت بتاريخ سبتمبر 2012م، «16 شهراً» مدته بالجامعة التي قضاها هو العالم في اللغة الفرنسية بجامعة الخرطوم ورئيس وحدة التقويم الذاتي لمدة أربع سنوات. { الرجل الذي فيه الإحساس الدائم بالمسؤولية ويقظة الضمير ويدفعه هذا الشيء إلى سباق زمني لا مثيل له لاستغلال الفرصة التي أتيحت له كي يفجر طاقاته ويعبر عن قدارته التي منحه الله إياها عن طريق القيم التي يؤمن بها والأهداف التي يسعى لبلوغها ويعطيها قدارات إبداعية أكثر وأعمق تتفجر على يديه الكريمتين، لأنه يؤمن بالله واليوم الآخر «لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً». { آل على نفسه تقديم النفس والنفيس، تجرد وسعى وكللت مساعيه بفضل الله بالنجاح الذي شد وبهر كل من رآه وإنه و للحق يقال جهد ملموس متلخص في تأهيل كلية الطب بفروعها علوم طبية- مختبرات- صحة- تمريض بأحدث ما توصلت إليه العولمة مختبرات بأجهزة حديثة.. قاعات بمدرجات سراميك مع إيجاد تكييف 120 مكيفاً.. المكاتب من 8 - 50 مكتباً.. شيد 27 حماماً.. توفير 110 جهاز حاسوب.. مشرحة بها جثتان.. بوابة الكترونية.. 10 خزانات ماء سعة 10000 لتر.. عدد 18 مبرد ماء.. سقوف للقاعات بعازل وإضاءة تمنع الخفافيش التي كانت تسكن وتسرح وتمرح طيلة 18 عاماً وهي الفترة منذ تأسيس الجامعة 1994م.. 25 جهاز بروجكتر ملتيميديا +15 طابعة.. 15ماكينة.. تصوير.. تم تأهيل وتحديث شبكة المياه ثم الأمر بالنسبة لشبكة الصرف الصحي.. حيث تم حفر 5 آبار سايفون جديدة و6 أحواض سابتنك.. تم استجلاب المعدات والمعينات التدريسية.. تم بناء جملون بمساحة250م.م.. تم تزويد مركز الحاسوب بالقوز بمحول كهربائي ضخم.. تم تأهيل إستراحة الجامعة.. وتم بناء السور الخارجي للجامعة.. كل هذا الجهد تم بقرض من بنك فيصل الإسلامي بضمان بنك السودان بمبلغ وقدره أربعة مليارات جنيه بسماح ستة أشهر تسدد خلال 24 شهراً دون المساهمة من وزارة المالية الاتحادية أو التعليم العالي أو ولاية النيل الأبيض بجنيه واحد.. والعمل جارٍ على توصيل المحاضرات عن طريق فيديو كونفرانس من بريطانيا- ألمانيا وغيرها للطالب بكوستي وعددها 5 أجهزة موجودة الآن.. أيضاً العمل جاري لإنشاء مسرح ودار اتحاد للطلاب. { بعلاقاته سعى سعياً دؤوباً مع أحد زملاء الدارسة وهو بالسويد لإنشاء مستشفى تخصصي- سرطانات، على أن ينشأ داخل حرم الجامعة ويكون تعليمياً بقيمة 30 مليون يورو.. هذا هو المسار الحضاري وهذا هو العطاء. { الإنسان ينتهي اختياره إلى العمل الذي يحسه.. وقد هيأ الله لذلك بروفيسور بشير محمد آدم عبد الله «فكل ميسر لما خلق له». { الأعمال تصطفي القادرين على القيام بها من الناس. { الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه.. وعن جسده فيما أبلاه.. وعن علمه ماذا عمل به.. وعن ماله من أين اكتسبه وأين وضعه». { بعض الناس يحسنون الهدم وهم يحسبون أنفسهم أنهم يحسنون صنعاً ولأنه يتناسب مع طبائعهم وانفعالاتهم واستعجالهم.. لكنهم يعجزون ولا يحتملون البناء.. لأن البناء يستدعي التأني والصبر والزمن والنضج «الخبرة».. وكلها متطلبات لا تقتضيها عملية الهدم.. ولكن العزاء في المآرب الشخصية والاحتكاكات المبنية على الزيف والتي لا مبرر لها.. والتكالب على إزاحة من هو في الطريق والإرتياح منه «وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ» إبراهيم «42».. لم يأتِ حسب هواهم.. حاد عن طريقهم لأنه يخاف الله ولا يخشى في الحق لومة لائم «أمشي عدل يحتار عدوك فيك».. هذا الحقد الدفين الممتد تباعاً مقصود به أولاً وأخيراً كوستي «حسداً من عند أنفسهم» استمرأوا مثل هذه الأفعال.. وهذه ليست الأولى فقد سبق وفعلوها بأشياعهم. {نقول للبروفيسور بشير هنيئاً لك ما قدمته لكوستي ولسوف يشهد لك التاريخ ويشهد لك زملاؤك وطلابك بجامعة الإمام المهدي ومواطنو كوستي الأصفياء الشرفاء ولمن وقف معك وسعى لإحقاق الحق حتى بأضعف الإيمان كي تتم.. فترك الأربع سنوات حتى 3 يونيو 2015م وهم على سبيل المثال المنظمة الشعبية لتطوير وتنمية مدينة كوستي الميامين.. ومجموعة الشيخ عيد عبدالله محمد والمناضل محمد حامد البلة.. إدريس السيد البدوي.. حسن العوض عبد الله.. إبراهيم المساعد.. عبد الرحمن الحلو إبراهيم وآخرون وأهلك ذوو النخوة أهل الجزيرة أبا أحفاد الإمام المهدي وأهل ربك الغر المحجلين بقيادة الصادق محمد علي والدكتور الطيب هارون وآخرين.. والجهد الذي بذلوه وذهابهم للخرطوم للالتقاء بالمسؤولين ولكن باءت محاولاتهم بالفشل ولم يجدوا أذناً صاغية «ولات حين مناص». { لا يسعنا إلا أن نقول «إنّا لله وإنّا إليه راجعون».. و«الحي مصيرو يلاقي». { ونقول للبروفيسور بشير نعم الإنسان الصادق الأمين المؤتمن وأنت الذي تصل إلى أهدافك المرتجاة بقوة اختزال مدهشة لمواصفات الزمان والمكان والعلم.. سدد الله خطاك ووفقك لخدمة طلابك أين ما حللت.. وإنها حقاً لقيم تشرف الإنسان وتسعده وتزكيه وتجعله منشرح الصدر وتجعله يقف تجاه الله سبحانه وتعالى سعيداً متوحداً قديراً على الفعل والعطاء والإبداع الذي قدمه وليجعله الله المولى الكريم في ميزان حسناتك.. إنه نعم المولى ونعم المجيب. { حاشية: كوستي وأهلها دوماً في شوق لرؤية طلعتك البهية. مصطفى كامل شاكر