على غير ماهو متوقع جاء مؤتمر قطاع الشباب بالحركة الإسلامية فقد جاء بارداً ولم تحدث فيه أي خلافات بين المجموعات التي علا صوتها في الفترة الأخيرة والتي تعددت ومنهم السائحون وأصحاب مذكرة الألف والمجاهدين والجالسين على الرصيف وكل منهم يؤكد أن لديه قائمة إصلاحات يجب أن يحررها من خلال المؤتمر.. انتظر الجميع انعقاد قطاع الشباب بالحركة الإسلامية إلا أن الشيخ على عثمان محمد طه أكمل بهم دعوته التي بدأت بالدستور وانتهت بخطاباته في المؤتمرات القطاعية للحركة الإسلامية وهي عالمية الحركة الإسلامي فبعد أن أكدها مراراً.. ووضع النقاط على الحروف من خلالها ووضع كتلوجها.. أولاً التنفيذ. على يد شباب الحركة الإسلامية بالوطن العربي والإسلامي ثم بقية العالم من بعد ذلك.. وتم وضع خارطة طريق لذلك وبدايتها بالتنبيه للمتابعين للتجربة الإسلامية في السودان أولاً وفي بقية دول الربيع العربي وأنهم فريقين الأول يتربص بالتجربة ويمر مكراً كُباراً لها والثاني ينظر اليها بعين المراقب بل والمتمني لنجاحها.. لذا بدأ بأول نقطة في وصيته لأؤليك الشباب الذين يمثلون الشباب الإسلامي في الدول الإسلامية و على رأسهم شباب دول الربيع العربي والذين كانوا ضيوفاً على مؤتمر الحركة الإسلامية (وقطاع الشباب) وقال في وصيته الأولى« يجب إن لا يغركم الصولجان والسلطة وبالحرية والتبختر في الفضاءات الفسيحة» كما طالب طه الشباب بالبحث عن فقه دستوري يمكن الإسلاميين من إنجاح تجربتهم وعدم ظلم شركاء المنطقة من غير المسلمين، وقال: إن النجاح في استيعاب الدساتير لهذه الفئات سينجح التجربة الإسلامية. ولم ينس طه الجانب الاقتصادي فقد أكد أهمية ايجاد مخارج اقتصادية للعالم الإسلامي حتى لا يبقى حبيس العالم الغربي ويبتكر خطط جديدة للعالم الإسلامي الذي يعتبر أن وحدته أصبحت ممكنة خاصة بعد نجاح ثورات الربيع العربي.. كما أكد على أهمية تصنيع التقانة والنهوض بها.. مشيراً إلى أن هناك من يظنون أن تصنيع التقانة والتفوق على العالم الغربي صعب وغير ممكن، لكنه أكد أن الشباب يستطيع ذلك. وبما أن الجانب الاجتماعي هو الأقوى والرابط الأساسي إذن حاول الشيخ علي عثمان أن ينقل الشباب من مربع الخلافات إلى مربع نقل التجربة الإسلامية للعالم من العالم الإسلامي والعربي إلى كل أنحاء المعمورة. وقد أكد المراقبون أن الشيخ علي عثمان يعلم جيداً التوقيت الذي يتحدث فيه فقد أخذت القضايا الخلافية في أوساط الشباب دورتها وتم حسمها . وقالوا إن المسلمين والعرب قد لا يقفون عند هذا الحديث ولكن هناك من يعلمون معنى وأبعاد هذا الحديث جيداً، وسيعملون لإيقافه....