في وثيقة قريب الله وثيقة قريب الله :- لقد كان لوثيقة قريب الله التى كتبها البرفسور الدكتور أحمد الطيب قريب الله ، وهو رجل طيب يتمتع بأنه قريب الله ويتمنى أن يكون كل مواطن سوداني قريباً إلى الله حافظاً لوصاياه متجاوباً مع أهداف الله السماوية فينا ، الوثيقة دخلت إلى أعماق كثيرين وقد شارك اللواء بابكر خليفة في التعليق على الوثيقة وها هو ذا البرفسور قريب الله يقدم اللواء ويرسل إلينا وثيقته فهو يقول عن اللواء بابكر في خطابه إلى الأب فيلوثاوس فرج :- (وأزيد على ذلك بضعة أسطر لابد منها إن الأخ الفاضل سعادة اللواء معاش الخليفة بابكر جلى له في نفوسنا منزلة عظيمة، وهو يبادلنا وداً بود، وله صلة بآل سيدي الشيخ زين العابدين الحسن بشمبات ، وله صلة بسيدي الشيخ قريب الله بسيدي الشيخ الفاتح وبالأسرتين من بعدهم ، وهو يرعى هذه الصلة الحميمة، كما يرعى مسجد السيد والده في الفتيحاب. وأترككم بعد هذا إلى مطالعة تعليقة - على كتابكم العظيم، فلقد شغل العالم العربي الإسلامي والمسيحي، وأرجو أن أطالع ترجمته، إلى اللغات الأخرى ومثل جهدكم يقدر من أهل العلم الذي هو زخم بين أهله جاء في مقال سعادة اللواء :- بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الكبير فضيلة البروفسور الشيخ أحمد الطيب الشيخ الفاتح قريب الله رعاه الله تحية لائقة- وبعد فتناول فضيلتكم للعلائق وحسن تعامل المسلمين مع المسيحيين عنه أقول (1) لقد أعجبت وأرتحت لذلك التناول لأمر حسن ولطف تعاملنا كمسلمين مع أخواننا المسيحيين بل والدِّيانات الأخرى، فالشأن هام ورفيع وجميل، وحساسية كذلك أبناء الديانتين لبعضهم البعض. (2) ولعل كثيراً من العلماء ورجال الدين أو المثقفين قد أحجموا ولم يسهموا المساهمة الفاعلة والناجزة لتبيان الأمر أو سبر أغواره، وفتح ساحة تقوية للوشائج ، وصلات أتباع الديانتين وهو أمر ليس مستجداً أو مستحدثاً ،بل قديم جاءت به الكتب السماوية ، فالقرآن الكريم قد أبان ذلك بوضوحٍ وعلنيةٍ وصراحةٍ وضياء ينير لأصحاب الديانتين الطريق تجاه معرفة مقام ووضعية إتجاه ومستوى العلاقات الإجتماعية بل والحياتية والسلوكية. لاغرو والإسلام دين السماحة والجمال والحب والتلطف كعهدنا به فى جميع المجالات،وقد عرف عنه السَّماحة والمحبة والشفافية تواضعاً وترفقاً في كل حركة وسكون. فحقيقة إن تناول السادة العلماء الأجلاء لهذا الشأن بلا شك يضع هذه العناوين والمؤشرات والموجهات والشعارات الأخلاقية والتربية السامية موضع النظر والتطبيق لصالح البشرية عامة وفي نطاق دعوة الأديان ، بل وفي شئون الدين والدنيا وكل تعامل بشري مع المخلوقات الأخرى، فالمراجع لهذا الأمر عديدة متعددة بدايةً بالقرآن الكريم الذي يشير «لأهل المودة وحسن التعامل » بنص الآية الكريمة «ولتجدَّن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لايستكبرون » ثم يوجهنا القرآن الكريم لحسن جدالهم(ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذي أُنْزِّل إلينا وأُنْزِّل إليكم ، وإلهنا وإلهكم واحدٌ ونحن له مسلمون) ثم تجيء الأحاديث الشريفة لسيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله آمرة بجمال وسمح وحسن تعاملنا مع أهل الديانات الأخرى مخصصاً الأخوة المسيحيين بدرجة أولى وأعلا لورودهم في القرآن الكريم صراحةً . وقد ذكر سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة الأماجد والصحابيات الفاضلات هذه التربويات الرفيعة حيث لم يزل يوجههم لحسن ولطف التعامل مع أهل الدِّيانات الأخرى ، ولا جدال!! فقد كان في ذلك ضارباً المثل الأعلى بتطبيقه العلمي والفصلي عند معاملة غير المسلمين، وقصة تعامله عليه الصَّلاة و السلام مع جاره الذي كان يضع له الأذى أمام داره «نأخذها نموذجاً»لفكر وتربية الإسلام والتي أسلم بسببها الرجل ثم يجئ الصحابة الأكارم الأجلاء رضوان الله عليهم سيراً على نفس النهج وكمثال نأخذ سيدنا عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين فيبرز سيدنا عمر بعديد من الصفات القيادية ومنها الحسم والعدل والإنصاف الفوري والناجز!! أولاً لأهل «إليا القدس» في الشام حافظاً لحدودهم ودياناتهم وكنائسهم وصلبانهم وأموالهم وكل أمر يهمهم . وفي التاريخ جاء تكسير سيدنا عمر للمسجد الذي بُني على أرض إمراةٍ مسيحية والتي أمر سيدنا عمر برد حقوقها عليها «مالايتم» إلا بهدم المسجد!! فهدَّمه سيدنا عمر رضي الله عنه ، كما كان عدله واضحاً مع أقباط مصر الذين أوصى بهم الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بهم خيراً، وفي عدة مواضيع ، فكان عمر حاسماً عادلاً قاطعاً في تنفيذ وصيانة العدل وخاصة عند شكوى غير المسلمين، والأمثلة عديدة وفي كل هذا إشارة وبرهان ودلالة واضحة لتربية وتوجه الإسلام الحق الجميل المنصف تجاه إخوتنا من غير المسلمين . أما الأب الدكتور القمص فيلوثاوس فرج: هورجل مشهود له بالعلم، وجميل الروح، وجمال التعامل، حيث إنه رجل فاعل متفاعل ، نشط التحرك والمشاركة متفاعل مع جميع شؤون الدِّين بل والدَّولة والمجتمع، دراية وأخلاق وجميل تعامل المسيحية، وكم جميل أن يتناول الأخوة المسيحيون أيضاً نهج العلاقة بجمالها وروعتها وكل فحواها من صفات منبعها «الحب والمحبة الصافية الصادقة لوجه الله تعالى لالغرض أو كسب أونحوه. حبذا والإهتمام يجيء من كبار رجال المسيحية وعلمائهم ومرشديهم وماأجمل أن يعني الأب الدكتور القمص فيلوثاوس فرج بأمر الصلات والتعامل وطيب التفاعل مع أهل الدِّيانات الأخرى. فقد جاءت إصدارته الأخيرة كتاباً حاوياً بل شاملاً الدَّعوة لتعميق وتركيز روح المحبة بين الديانات حركة وتبادلاً وتعاملاً وسلوكاً بين أقسام وشرائح وديانات جميعها إلهية مغمورة بحب الله، وحب الخلق، وحب الحياة، وحب الخير والسلم. وكل هذا بنظرةٍ جماليةٍ وجلالية عالية، فالله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال، ولا يقبل إلاجميلاً،والله سبحانه وتعالى هو الفنان الأعظم الذي أبدع كل شيء من خلقه في دنيانا وفي غيرها وماقبلها ومابعدها وعليه فكل هذة الدِّيانات صحيحة سليمة موفورة من عند الله ومعتبرة وإلهية في نظرنا بحسب مايأمرنا به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ، كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ، وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير) ومدلول هذه الآية الكريمة هو مفتاح الأمر عندنا. لعل قلة تناول العلماء من جميع الأديان لأمر التعامل بين الأديان وجماله وتهذيبه مع وجود تلطيف الأجواء والصلات بين الديانات وتابعيها.. لعل ذلك يخفي حذرهم مما جاءت به بعض الأقلام، أو بعض المفكرين أو المثقفين بالدعوة المغلقة وأحياناً الواضحة لتوحيد وضم بل ودمج الأديان جميعاً في وعاء واحد. وكمثال الدَّعوة الإبراهيمية، وليس المحمدية، وغيرها من دعوات جارية في نظرنا وربما وراءها ما ورائها. المهم هو أن تلك دعوة لأمر وشأن بعيد للغاية وينفي ويقاوم ماتحمله وحملته الدِّيانات لبعضها من الإحترام والتوقير،إلا أن التمادي في ذلك الخط والتهيج الغريب لاشك يضعف من قوة كل دين على حده، ومن ثم يصيب كل الأديان بالبعد عن التعاطف والتسامح فالأمر يحتاج من علمائنا الأجلاء ومن أهل كل الديانات التروي والدِّراسة العميقة والتدقيق في الشأن وصولاً للأصح والأفضل والأكثر والأقرب قرباً من اللَّه سبَّحانه وتعالى. وبنظرة مبدئية لعل الأدق والأصح يشير إلى تمييز وإحترام وتقدير حال كل ديانة ورسالة دون خدَّشها أو التعرض لها بغير الإحترام والتقدير ، كما جاء فى الكتب الإلهية السماوية. أخوكم لواء ركن (م) دكتور بابكر خليفة جلي