هذا التساؤل خطر لي وعنوان في الصفحة الاخيرة بصحيفة آخر لحظة يشير إلى أن النائب الأول لرئيس الجمهورية الإستاذ علي عثمان محمد طه يحرص على مطالعة الصحف ويتابع ما يجري على صفحاتها وقد إستدلوا بقصته مع القطب الإتحادي الذي إلتقاه في عزاء وزير مالية جنوب كردفان في أنه يتابع ما يكتبه ، وهذه محمدة في أن يكون أي مسؤول ناهيك عن المسؤول الرئاسي حريص على ما تعرضه الصحافة بفهم أن الصحافة تمثل مرآة المجتمع، وهي التي تقود المجتمع وتشكل الرأي العام وتسلط الأضواء على المسالب وتدق ناقوس الخطر لكثير من المخبئات والمهددات وتنقل هموم وأشواق الشعب السوداني للمسؤولين، ولكن وفق مشغوليات النائب الأول على ما احسب يصعب عليه مطالعة كل ما يكتب إلا ما يقع في إطار مسؤولياته المباشرة، وإلا لما فات على النائب الأول - الذي أعلم حرصه على العدالة وإحقاق الحق - المقال الذي كتبته في صحيفة آخر لحظة بتاريخ 2 فبراير 2013م والذي جاء تحت عنوان( أخي النائب الأول هل تكن شاهدا على تلك المأساة) ولما تجاوزه، والذي لخصت فيه حجم الضيم والظلم الذي حاق بالصحفيين بصحيفة الشاهد الذين أهدرت حقوقهم في وضح النهار من داخل بيت الحكم، وحجم المعاناة التي ظل الكثيرون منهم يعيشونها لعدم حصولهم على حقوقهم من أصحاب الصحيفة ولا حتى من صندوق التأمين الإجتماعي الذي تعلل لعدم صرف مستحقاتهم بأن الصحيفة لم تسدد إشتراكاتها، رغم أن الكل يعلم أن العامل في أي مؤسسة غير مسؤول عن إلتزام المؤسسة في تسديد إشتراكاتها طالما المؤسسة تستقطع شهريا من راتبه قيمة التأمين وإن مسؤولية صندوق التأمين الإجتماعي هي مطالبة المؤسسة بإشتراكاته، فكيف يتعلل الصندوق بهذه الحجة وهو الذي يفترض عليه أن يسعى في الحصول على إشتراكاته من المؤسسات أولا بأول لا أن يترك المؤسسة - كحال مؤسستنا - لعامين كاملين دون أن يحصل منها على إشتراكاته والعجيب أن القانون قد منح الصندوق الصلاحيات حتى في أن يحجز على معدات المؤسسة إن ما نعت في تسديد ما عليها من متأخرات، ليصطدم العاملون بصحيفة الشاهد برفض صندوق التأمينات الإجتماعية منحهم مستحقاتهم. لقد سقنا تلك المقالات العديدة في هذه القضية على هدى أن تلفت نظر القائمين على أمر العباد الذين طوقهم الله بتلك الأمانة التي خشي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن عثرت بقلة في العراق لسئل عنها لم لم يسو لها الطريق وهو الذي منذ أن تقلد مهامه كخليفة للمسلمين لم يغمض له جفن يسعى جاهدا ألا يظلم في دولته أحد وكان يتحسس أنات المظلومين وصراخ الجوعى، إنه النموذج الذي أرساه لنا السلف الصالح من قادتنا في صدر الإسلام حتى نسير على هذا النهج إن أردنا أن نبلغ تلك المنزلة، وهاهم الصحفيون بصحيفة الشاهد التي توقفت والذين يقعون تحت وطأة هذا الظلم والظروف القاهرة التي يعيشها الكثيرون منهم تشرئب أمالهم في أن تتاح فرصة للقائهم به وان تحظى تلك الإستغاثة برد فعل إيجابي من قبل النائب الأول وهم أصحاب القلم الذين يفترض أن يجلبوا للآخرين حقوقهم يعجزون أن يحصلوا على حقوقهم.. في آحدى السنوات تعبت من (الحوامة) لي بيوت الحجاج، فكل يوم تصل مجموعة، في الآخر وصلت بت خالتي من الحج وتجمع أهلي للذهاب اليها، وبعد أن وصل بي التعب لمراحل بعيدة فكرت في أن أبحث عن سبب يمكنني من عدم الذهاب أو حتى تأجيله لفترة فقلت لهم أنا ما ماشة هسي، هي جات باركت لي صلاتي ولا صومي!! فقالوا لي دا دخلو بي دا شنو؟ فقلت كلها من أركان الإسلام فإذا هي لم تبارك لي أولا لماذا أذهب لها ضحكوا.. ورغم ذلك ذهبت معهم وهذا ما حدث في هذا العام، فقد بدأت رحلتنا معهم من (المتعجلين) وحتى كتابة هذه السطور، وقد لاحظت أولاً أنهم مبسوطين من حج هذا العام، ولم يشتكوا مثل السنين الماضية، إلا أن سودانير (كفت العين) فقد قصرت في التعامل مع الحجيج من السعودية الى السودان، فبدلاً من أن تتعامل مع أمراء الحج أو المسؤولين في تأجيل التفويج تجاهلت ذلك، وتراكم الحجاج بصورة كبيرة ولم يفوج أحد في الموعد المحدد له- كل حسب مروته (البقعد والبرقد والصغار يصرخون والكبار يتعبون- حالة تستدعي الرثاء وتوجب الوقوف عندها وحلها بطريقة تزيح الخوف عن المسافرين بسودانير، أما الشيء الأكثر رهقاً لغير الحجاج هي هدية الحجاج- لا اقصد السبحة التي يهديها- ولكن الهدية التي تصل الحجاج بعد العودة، فهي تبدأ بالخروف وتنتهي بالبارد والحلوى وبينهما أشياء كثيرة و(البجيب خروف) يضطر أهل الحاج لعمل عزومة تفوق تكلفتها سعر الخروف، وقد ضحكت عندما سمعت أن فلانة بت علانة في زول جاب ليها خروف بى تبعاتو وطباخو، فقلت في نفسي هذه القضية متطورة وتحتاج لآلية عاجلة لحلها خاصة بعد الحزمة الاقتصادية الأخيرة الشهيرة برفع الدعم عن المحروقات.. فهناك درجة عالية من (السودنة) تمارس في هذه المناسبات التي أصبح الحج فيها في (عضمو) مكلف ولا يستحمل صرفاً إضافياً وظني أننا لابد أن نتدبر في سلوكنا الاستهلاكي ونمطه الذي تغير، خاصة وأن أزمة الاقتصاد عالمية، ولن نقف عند ما هي عليه الآن ولا يسعنا إلا أن نقول في هذه المناسبة حجا مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وسودانير مستورة.. آمين.