إذا اعتذر لك شخص عن خطأ أتاه فتقبل اعتذاره بطريقة تنسيه خطأه، ولا تلح عليه في تذكيره بخطئه، ولا تكن في عتابه لجوجاً.. هناك وصية حكيمة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم من أتاه اخوه متنصلاً أي معتذراً فليتقبل منه محقاً كان أو مبطلاً.. بالله ما أروعها هذه العبارة الفاصلة.. (محقاً كان أو مبطلاً) ذلك أن الاعتذار يتضمن الرغبة في مغفرته، فالذي لا يستجيب وجدانه لمثل هذه المواقف استجابة كريمة لا يكون إلا صاحب إنسانية متخلفة تتسم بالبلادة والجفاف، وطن نفسك على أن تكون للمعاذير عندك حرمة، وللعثرات من تسامحك نصيب، إن الصداقة في مجتمعنا رخيصة وليس أهون علينا من التفريط فيها، وعدم الاكتراث بها فتفوق على هذا السفه، وكن واحداً من الذين يردون الأمور الى رشدها ونهاها، فالوفاء لا ينقص بالبذل وإنما ينمو ويزيد، ولا تظن أن الوفاء مقايضة فهو يؤلم لك فتؤلم له، وهو يهدي إليك فتهدي اليه وهو يزورك فتزوره، إن هذه مع أهميتها قشور إذا لم تفعم بروح الوفاء، وروح الوفاء معطاءة دائماً واذكر أن الصديق شخص آخر له شخصيته، وله كيانه فلا تحاول أن تجعل منه تابعاً لك لا تحاول أن تفرض عليه رأياً لا يقتنع به أو سلوكاً لا يريده وحتى إذا كنت متفوقاً عليه في بعض مزايا الخلق فلا يحملنك ذلك على دمجه فيك وصوغه على غرارك، لا تكن كالذي ينقض غزله ويبني ليهدم أن الصديق القويم هو الجزء الغائب من حياتك فإذا اعثرك الله عليه، فاجعل من تمام شكره أن تحتفظ بهذه النعمة وترعاها ولا تدعها تفلت من بين يديك.