بمجرد ذكر اسم الشيخ مصطفى ود ام حقين يذهب الجميع صوب الريف الشمالي لامدرمان حيث خلاوي الشيخ وعزوته ومريدوه .. ودوره الذي لعبه في تلك النواحي وكراماته فقد كان يشار اليه بالبنان... ولكن التاريخ الذي ظلم الكثيرين من ابناء بلادي ظلم البطل ود ام حقين ففي كل عام نحتفل بتحرير الخرطوم على يد الامام محمد أحمد المهدي قائد وزعيم الثورة المهدية الذي استعان بكل رجالات السودان لتحرير الخرطوم ومن بينهم الشيخ ودبدر.. الذي طلب منه محاصرة الخرطوم من ناحية بحري اما امدرمان فقد اسند حصارها للفكي المصطفى ود ام حقين الذي كان أميرًا لقبائل الجموعية والجميعاب والسروراب والزنارخة والفتيحاب والنوفلاب وغيرهم .. ولعلمه بأهمية المنطقة بالنسبه للانجليز الذين حاولوا استدراج ود ام حقين واعتقاله لكن كراماته وقوة شخصيته منعتهم من ذلك..ونجاته منهم واستبسل في الحصار الذي طوق الريف الشمالي والجنوبي لامدرمان .. لم يتوقف تاريخ الرجل هنا بل وضع بصمة واضحة في تاريخ المهدية.. فهو من اختار للمهدي مكان قبته الحالية ثم عاد للجزيرة اسلانج لمواصلة رسالته الدينية التي يشع نورها حتى الآن..صدقوني اذا قلت لكم انني لم أعرف بهذه المعلومات الا قبل أيام قلائل...عندما تحدث الى حفيده الشيخ صلاح بن الشيخ ادريس ودام حقين جارنا وابن شيخنا إدريس، وحامل أعباء مواصلة مسيرة أجداده والآن هو حفيد البطل الذي كتب مادة جميلة ومفيدة حوت ذات الموضوع تم نشرها يوم أمس الاول.. واثناء حديثي معه وكنت اقول في نفسي ان دعوتي ودعوة الكثيرين لاعادة كتابة التاريخ اصبحت ضروره ملحه..!! فكيف غاب أمثال هؤلاء من كتب التاريخ...؟ ولماذا لا نأخذ بعض الأحداث من بعض الموجودين والذين عاصروا تلك الأحداث أو الذين ورثوها من آبائهم.. ثم نبدأ بالبحث عن التاريخ القديم وننقحه.. ويجب ان نلوم انفسنا كثيراً على عدم معرفتنا بتاريخنا.. فاللوم في هذه القضية يقع على جهات كثيرة نحن من ضمنها.. لكننا ايضاً نُعْتَبر ضحايا لبعض الذين أرادوا التاريخ لهم وحدهم...!! هذا بالاضافة لاهمال بعض المؤرخين لجوانب مهمه في تاريخنا..وهم يعرفون اهميته بالنسبة للحاضر والمستقبل .. الآن نحن نجدد دعوتنا لاعادة كتابة التاريخ لتتبناها وزارة الثقافة فهي المعنية..ونتمي ان يكون هذا انجازها في هذا العام...