غرقت الأوساط الرياضية في كل السودان في بحر من الحزن العميق لرحيل الرمز الرياضي الهلالي البورتسوداني سليمان كير في حادث مروري مؤسف في طريقه لعطبرة ومنها لمدينة كورتي ليقدم واجب العزاء في إحدى قريباته، وشهد منزل شقيقه محمد علي كير تجمعات كبيرة للرياضيين والأهل. وسرعان ما تحولت الحشود لمنزل قطب الأسرة الكوارتية أحمد عثمان عبد السلام بالثورة الحارة الثالثة، وهناك استقبلت الأسرة حشود من البشر وهي نفسها الحشود التي تكررت في تشييع الفقيد بمقابر البكري، فكانت حشوداً هائلة لم يسبق لها مثيل. وكان على رأس الحضور كل قيادات الحركة الرياضية في البلاد من العاصمة والولايات تقدمهم الأستاذ محمد الشيخ مدني والأستاذ جمال الوالي رئيس المريخ والباشمهندس الحاج عطا المنان رئيس الهلال ودكتور كمال شداد، وحشد من الرياضيين من مدينة بورتسودان. وتعالوا نتوقف بسرعة حول ما جرى في التشييع وسرادق العزاء فماذا هناك؟ إعداد: هساي مات شجاعاً في سرادق العزاء قال لي أحد أصدقاء الراحل سليمان كير إن أحد أبناء الكوارتة بعطبرة اتصل به وكشف له أنه ما أن سمع بالخبر حتى سارع وركب مع الراحل في العربة البوكس وترك عربته لشخص آخر، وقال إن الراحل لم يفارق الحياة خلال الحادث، وعندما كنا في الطريق إلى المستشفى وكان يلاحظ قلقي وتوتري كان يؤكد لي عبر يديه أنه بخير وكان يبدو متماسكاً، وأمام باب المستشفى كان يفارق الحياة، وهكذا فإن سليمان كير كان شجاعاً في حياته وظل شجاعاً حتى آخر لحظة من حياته وهو في مواجهة الموت. يعامل خصومه مجدي سنتر لاعب ود نوباوي المعروف والذي لعب في الثغر بورتسودان ما أن شاهدني في سرادق العزاء حتى تبادل معي كلمات المواساة والترحم على الفقيد، وقال بالرغم من أنني كنت ألعب في فريق يعد خصماً للهلال ومبارياتنا مع هذا الفريق تتسم بالقوة والإثارة، إلا أن الراحل سليمان كير كان يعاملني كانني واحداً من فريقه، واكتشفت أن سليمان يعامل كل لاعبي الأندية على هذا النحو وبأخلاق الفرسان. حميدة يكف الأسرار في سرادق العزاء كان الأستاذ محمد إبراهيم حميدة سكرتير اتحاد بورتسودان السابق يعزي ويتلقى العزاء في الراحل، كان يتحدث عنه لمجاوريه وأنا منهم والدموع تملأ عينيه ويحاول جاهداً أن يبدو متماسكاً، وقال إن كل السودان يعرف الراحل سليمان كير لأن يده ممدودة بالعطاء للجميع وكان فريقه إذا حل في أي مكان يتسابق الجميع للاهتمام به من أجل سليمان كير، وقال حميدة وهو يزيح الكثير من الأسرار في حياة الراحل سليمان أن مدينة بورتسودان بأحيائها المختلفة تحب الراحل، لأنه يعول الكثير من الأسر، وكان دائماً يشعر بحالة من الرضا وهو يقوم بأعمال الخير ويرفض مجرد التلميح أو التصريح بها وأضاف أن فقده ليس لبورتسودان فحسب بل لكل السودان. انتظار طويل للوالي تأخر تشييع جثمان الراحل بعد وصوله من عطبرة بالإسعاف ولاحظ الجميع أن الأستاذ جمال الوالي انتظر لأكثر من ثلاثة ساعات حتى يشارك بالتشييع، وعندما تحدثت معه عن هذا الانتظار الطويل كان يرد أن الراحل طيب الله ثراه يستحق منا أكثر من ذلك وهذا قليل عليه. في انتظار حرم الراحل حرص الجميع على انتظار وصول حرم الراحل المقيم بالطائرة من بورتسودان لتلقي النظرة الأخيرة على فقيدنا والفارس المغوار سليمان كير، وحملت نفس الطائرة قيادات من الكرة في بورتسودان وعلى رأسهم زكي حاج علي أمين مال الاتحاد وعماد هارون القيادي الرياضي في ولاية البحر الأحمر والمرشح لرئاسة الاتحاد المحلي ببورتسودان. اللحظات الأخيرة في حديثه ل(آخر لحظة) كشف المدرب برهان تية حجم الود والعلاقة القوية مع الراحل، وقال إنه كان يستشيره في المدربين وتسجيلات اللاعبين حتى بعد مغادرته لتدريب هلال الساحل وطوال الأيام السابقة لرحيله كان يتصل بي لإقناع الأستاذ صلاح الأمين ليعمل معهم في منظومة المجلس الجديد وكان شديد الاعتزاز به وقناعته به كبيرة في المال والاستثمار، وعندما اعتذار صلاح وانتهت الجمعية كان يتصل بي بعد الساعة الثانية عشرة وكنت قد استسلمت للنوم، ولكنه اتصل بصلاح الذي كان صاحياً فكشف لي صلاح ما حدث بالضبط، ويبدو أنه أقنع صلاح بضرورة التعامل مع المجلس من الخارج، وكشف برهان أن الراحل لم يتحرك بعد الجمعية مباشرة، ولكن بعد الفجر والمنطقة التي شهدت الحادث الأليم تؤكد أن عربة الراحل كانت تسير بسرعة لوصولهم المبكر لهذه المنطقة قياساً بموعد تحركه ومرافقه عليهما رحمة الله. عبد المنعم.. بكاء الرجال عبد المنعم عبد العال جاء لسرادق العزاء وهو يجهش بالبكاء ويعزي الجميع ويعزونه، وكان يقول إن فقده كبير وترك فراغاً يصعب سده، وقال إن سليمان اكرم من حاتم الطائي وعرفنا ذلك من خلال زياراتنا فرقاً وأشخاصاً لمدينة بورتسودان وقال لا أنسى أنني عندما حضرت نهائياً من السعودية وأحمل أمتعتي وعربتي فكان الراحل يقوم بكل شيء بنفسه ويغمرني بكرم أصيل لا أنساه في منزله العامر دائماً وأضاف عبد المنعم ساكشف لكم سراً وأقولها لكم بالصوت العالي إن أولاد كير هم كلمة السر في تطوير الكرة في بورتسودان لأن هلال الساحل لم يكن في خارطة الكرة في المدينة، وبعد أن أخذ به محمد علي كير وشقيقه سليمان وإدريس الحاج أصبح البعبع وسحب الأضواء من تحت عمالقة المدينة مما جعل هذه الأندية الأخرى تبذل جهوداً مضاعفة لكي تدخل سباق التفوق مع الهلال، وقال عبد المنعم إن بورتسودان لم تكن مصنفة ضمن المدن الكبيرة التي كانت تتمثل في مدني والأبيض والخرطوم، ولكن بعد طفرة الهلال نهضت بورتسودان. أشادوا بالفقيد قبل رفع المأتم عصر أمس تبارى الخطباء في تناول سيرة الفقيد العطرة، فتحدث الأستاذ جمال الوالي ومحمد إبراهيم حميدة وعلي عمارة سكرتير نادي الميرغني كسلا، كما تحدث مندوب الأسرة شاكراً للجميع هذا الاهتمام بفقيدهم. الوزير الولائي بله يعزي قدم وزير الشباب والرياضة الولائي الأستاذ بله يوسف تعازيه للأسرة ورافقه الأستاذ محمد عثمان خليفة مدير الرياضة، واعتبر بله أن الراحل فقد كبير ومؤثر. شهادتي في الفقيد أعلن مايكرفون المأتم عصر أمس بأن كلمة الإعلام لصاحب هذا القلم وشهادتي في الفقيد ستكون من خلال هذه الصحيفة، ولم أخطر من جانب أحد بأن المطلوب مني أن ألقي كلمة، هذا بجانب أننا تفاجأنا بأن رفع المأتم تم عصراً وليس بعد المغرب مما استوجب هذا التنويه من جانبي. يستقبل المعزين اليوم اتحاد كريمة يعزي عباس عبد الله عباس يتقدم الاتحاد المحلي لكرة القدم بكريمة بتعازيه الحارة للأستاذ عباس عبد الله عباس قطب الجبل كريمة ومدير عام بنك التضامن، وذلك في وفاة والدته عليها الرحمة.. إلى ذلك يستقبل عباس المعزين عصر ومساء اليوم بمنزله ببحري.