بعد أن أودعت فاتن صغيرها الذي حملت به سفاحا دار المايقوما وأطلقوا عليه محفوظ وقت تم اختيار هذا الاسم لأنه كان محفوظاً فعلا لا تستغربوا ولا تقولوا أي حظ يلاقي الطفل الذي (جدعته) أمه فحفظه يتمثل في ان هناك أما كانت تنتظره وقد كانت احدى اللائيس استهواهن مشروع الأسر البديلة للأطفال فاقدي الرعاية من الوالدين فحملته تلك الأسرة بعد أن أكملت اجراءاتها وقفت فاتن تتابع أخبار ابنها من بعيد لبعيد فقد كان الاحساس بالذنب يؤرق نومها لكن وجوده في أسرة آمنة يخفف عليها قليلا ودارت عجلة الحياة وأكملت فاتن جامعتها وعادت الى أهلها وكانت بالطبع ترفض كل طلبات الزواج التي كانت بأعداد كبيرة.. نعم بأعداد كبيرة الم أقل لكم أنها فاتنة الجمال وان اسمها كان على مسمى وقد دخل الشك في قلب والدتها ومن ثم والدها عن سبب رفض ابنتهم التي كانت تتعلل بالجامعة واكمال التعليم وبعد الزواج انتفى سبب اعتذارها ولم يعد هناك ما يمنعها خاصة وان كل من تقدموا لها كانوا من المتميزين وأقلهم يعتبر (عريس لقطة) لكنها كانت تتمنع وقد سألتها والدتها في ساعة صفاء هل لديك شخص تنتظرينه؟ هل هناك من وعدك بالزواج ان كان هناك أحد (خليهو) يجي بالباب وانا سأقل معك وبكلم أبوك لم تجب فاتن على أسئلة والدتها لكنها دخلت في موجة من البكاء جعلت امها تتأكد من الاحتمال الثاني والذي كانت تحاول ان تبعده رغم أنه احتمال وارد وهو أن ابنتها فقدت عذريتها وبالتالي شرفها وهي ترفض الزواج خوفا من الضيحة و(حلفت) فاتن ان تقول لها الحقيقة وكانت فاجعة الأم عندما أكدت فاتن شكوكها ودخلت في موجة من الألم والبكاء وتمنت ان كانت فاتن قد ماتت قبل ان تسمع منها ما سمعت وكانت فاتن نفسها تتمنى ان لو كانت ماتت قبل بداية المشكلة او لو لم تات لهذه الدنيا مرت لحظات عصيبة وعصية على الجميع وبفطرة الأم طلبت من بنتها ان لا تقول لأحد وبعد ايام استجمعت والدتها قواها وذهبت لابن عمها طارق وطرحت له المشكلة وأكدت له أنه الوحيد الذي يمكن ان يستر (عرضه) فالعار سيطال الجميع وكان طارق من العاقلين ويبدو ان امها قد اختارته بعناية فائقة فقبل طارق بالتسوية لكنه لم ينس أبدا ما فعلته ولم يعف عنها ولم يثق بها يوما فعاشت كالميتة حالها كحال كل من تفقد شرفها وفي الطرف الآخر كبر محفوظ وسط تلك الأسرة ورغم احساسه بحنانها ودفئها الا انه كان يحس بالحزن الدائم ويلعن أمه في كل يوم لأنها تخلصت منه لأنها تريد ان تهرب من جريمتها وعاشت حياتها فكان كلما يجد من ينعته باللقيط يلعن امه وأباه لأنه يظن انهم يعيشون حياتهم الطبيعية وتركوه يعاني من فقدانهم ومن نظرة المجتمع اليه وكان دائما ما يقول ذلك جهرا وتسمعه فاتن التي كانت تسأل عن حاله ولكم ان تتخيلوا احساسها وهي تسمع لعنات ابنها لها.