تعيبون الحكم الاتحادي والعيب فيكم.. وما له عيب سواكم، نصبتم له المشانق وهو بريء من ممارستكم المشوهة القبيحة الفضيحة (تكتلوا الكتيل وتمشوا في جنازته)!! كحالكم في التشويه والتقبيح والتبشيع (مسحتوا بيهو الواطة) بممارسة ما أنزل الله بها من سلطان أوصلتنا إلى دركٍ أرى ألا مخرج منه إلا قيام القيامة لتحسم ما نحن فيه من (جهجهة وبشتنة)!! وربنا يعوضنا جراء هذا النصب والتعب بميتة سوية ومردٍ غير مخزٍ ولا فاضح (قنعنا من عيشة هنية).. يا.. أيها الفايرين ومندلقين) هذه الأيام ، غيرتم الدستور أم لم تغيروه، إنتخبتم الولاة أم عينتموهم (الدخلت ما بتمرق). الحكم الاتحادي لو قُدر له التطبيق السليم والنظيف لكان لهذه البلاد وأهلها شأن آخر. اللافتة المرفوعة: حكم اتحادى ، والواقع ينبيء عن (حاجةخِلاقة) لا هي مركزية..ولا هي لا مركزية.مطبخ المركز (يكوجن ويعجن) وكل حالم وطامع في السلطة والثروة(يعافر ويدافر هنا في الخرطوم)... شعاره البعيد عن العين بعيد عن القلب. الولاة وإن كانوا أبناء ولاياتهم يُصدَّرون من الخرطوم، والوزراء كذلك ، بيوتهم ومستقرهم الأصلي هنا في (كرش الفيل( فلل وعمارات سوامق)..من أين لهم هذا؟..) تكلفة مساسقاتهم) سواء أكانت براً(فارهات مكندشة تنوكاتها فُل) متوثبة لنهب الأسفلت جيئةً وذهاباً؛ أو جواً بين الخرطوم وولاياتهم - ينوء بحملها المواطن.حتى المسماة برلمانات محلية أو ولائية تخرج بصكوك غفران المركز. مرتبات العاملين في الخدمة المدنية (المبهولة للولاة وزمرتهم يوظفون بغير حساب وبغير كفاءة كعطايا ومنح لبناء مراكز قوتهم وبؤر ضغوطهم ليثبِّتوا أركان سلطانهم - والمركز يدفع الأجور والمخصصات (يسويها بإيدو..ليغلِّب المواطنين المساكين)..إنشاء الولايات نفسها لم يقم على معايير موضوعية مدروسة، وإنما على المحاصصات والترضيات والموازنات للقبليات والجهويات التي سرطنت كل أعضاء الوطن ،حتى الخرطوم (كرش الفيل) والجزيرة (أرض المحنة) إنبرت لها قبائل تحاصص وتطالب بالأحقية في ولايتهما.أُنشئت الولايات بلا سلطة ولا ثروة حقيقية اللهم إلا الثروات الشخصية لولاتها وبطاناتهم الرسمية والشعبية. كل من حدَّثته نفسه بأن يصير والياً أو معتمداً أو وزيراً أو نائباً برلمانياً أو مستشاراً- جميع زعماء وكبارات وأبناء جهته أو قبيلته ولو كانت مهنية أو حتى أصحابه وأضعف الإيمان عندهم (إذا لا سلاح ولا كماج ولا منابر تفاوضية فندقية) وبالتي هي (أضغط)- أن يمموا وجوهوهم شطر الصحافة والقنوات الفضائية محلية وأجنبية والمواقع الاسفيرية مستعرضين عضلاتهم الجهوية والقبلية (وهم من أهل البيت ما معارضة)!! ومن ثم ييمموا شطر المطبخ السياسي الذي هيئوه بهذه الضجة الإعلامية التهديدية لإنشاء ولايتهم ومحلياتها وبرلماناتها وهياكلها غير المحدودة إلا بسقف تنصيب كل ما لا منصب له ممن آزر ونصر!!. والولاة جلهم لم تأتِ بهم معايير الكفاءة والأهلية للمنصب فهنالك من هو أكفأ- ومن نفس الحزب، ومن نفس الجهة ومن ذات القبيلة - من هذا الذي جيء به والياً بمعايير(حمدو في بطنو) وساد معيار الوالي والمعتمد والوزير المطيع في الأعوج والعديل المؤمِّن ومبارك دائماً(حتى لو كان مجنون في القيد أو شبكته طاشة)- خير وأحب من الذي يقول: (البغلة في الأبريق ؛وأدونا فرصة نحكم)، وإن كان الوالي ، تشير وتقول القرائن والوقائع إلى أنه ليس هو بصاحب الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار طاقم قيادته، ولربما ما ليس له أي كلمة في هذا الخصوص فكم من والٍ (نصيح ومتوثب.. أرهقته ومرمطته مكاجرات ومكايدات طاقمه المركِّب مكنة وساند ضهرو بارتياح علي ركيزة مانعة في المركز) فأُحبطت همته ووئدت طموحاته بمكرٍ وحفر الطاقم (الطُغمة) المفروضة عليه، لا يقدر (يشيلها ولا يقدر يختها).أما الموارد المالية كلها في قبضة المركز، فالولايات تزخر بالخيرات فكم من ولاية ترِد خيراتها إلى الخزينة المركزية وحالها كحال العير في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول.إذن الولاة ووزراء الولايات وبرلمانيوها وسياسيوها زمام سلطتهم ومواردهم كلها في المركز واقفون أمام أبوابه رغباً ورهباً أعطاهم أو منعهم وفقاً لرضا ومزاج (الفي إيدو القلم) وموقفه الشخصي من هذا أو ذاك، ومرابطتهم وحضورهم حول مطبخ القرار السياسي أكثر وأطول من حضورهم وسط مواطنيهم ، فالتالي إن حرصهم علي خطب وُدْ المركز الذي يملك زمامهم سيكون أكبر من حرصهم على رعيتهم (فهي لا تملك لهم ضراً ولا نفعاً ما تقول لي انتخابات)!!. يا سادة يا كرام المطبق الآن هو حكم انتحاري وليس حكماً اتحادياً؛اطعنوا في فيل الممارسة كله، دعكم من ضُل تعيين الولاة أو انتخابهم،عود الممارسة أعوج (عوجاً شين) فكيف يستقيم الظل؟! التجربة مريرة وتبعاتها جريرة:1360 دستوري وتشريعي- (كما جاء في التحقيق القنبلة بالصيحة) في 17 ولاية - تكلفتهم الشهرية عشرين مليون بالجديد عشرين..ومليار بالقديم يعني 240000000 مليون أو مليار في السنة!!!(حسبنا الله ونعم الوكيل) هذا بدون جحافل دستوريِّ وتشريعيِّ ولاية الخرطوم، ولا كتائب المجلس الوطني ومجلس الولايات (وده كوم والغمت التحت تحت كوم تاني).. الفسادالإداري والمالي اتحادياً وولائياً الذي قصم ظهر العباد والبلاد كله نبت وأينع وترعرع في البيئة المنتنة التي هيأها الحكم (الانتحاري) الذي نحرنا وسلبنا أعزَّ ما نملك من رصيد ألا وهو الأخلاق القويمة والقيم الرفيعة والنسيج الاجتماعي المترابط المتراحم بكل مكوناته العرقية والثقافية. ومن جرائر الحكم (الانتحاري) الكبرى ضرب ونحر الخدمة المدنية التي كانت بوتقة للإنصهارالقومي دمرها وقطَّع أوصالها وجعلها (ملطشة). قُصر الكلام: الحكم الاتحادي كنظرية لا تشوبه شائبة لكن بالطريقة الممارس بها الآن لا نملك إلا أن نقول فيه كما قال المرحوم الشريف الهندي، في أخته الديقراطية - التي أيضاً(بشَّعت بها) كممارسة الأحزاب (المتحورة والمتحاورة ومتكاجرة) اليوم - لسان حال كل الشعب السوداني (الفضل) يقول: الحكم الاتحادي بكل (هلولتو وجلولتو) كان شالو كلب ما في زول بقول ليهو جر!! فلستوب.