٭ بعد حديث السيد وزير الإعلام وتهديد وزارته بسحب تراخيص الإذاعات والفضائيات الخاصة المخالفة لقوانين البث.. تحسس الكثير من مدراء هذه الإذاعات جيوبهم.. لأن الأمر كان عندهم مجرد تجارة لا غير.. لا يهم بعدها إن كانت المادة الإذاعية التي يقدمونها ذات قيمة أم لا.. والغالب هو الإعتماد على الأغنيات العربية والأجنبية بإعتبار أن لا أحد سيلاحقهم فيها أو يطالب بحقوق.. وأستمرأ آخرون هضم حقوق الشعراء والملحنين والمؤدين نهاراً جهاراً.. حقوقهم المادية والأدبية. ٭ نتحدى معظم الإذاعات الخاصة أن ذكرت أسم شاعر أو ملحن في أغنية قبل أن تبثها.. أو حتى بعد بثها وأتحداهم إن كانت لهم أقسام للملكية الفكرية.. تقوم بدورها على الوجه الأكمل. ٭ بعض هذه الإذاعات للأسف الشديد هي من رسخت وروجت للأغنيات العربية على حساب السودانية، وأثرت بدرجة كبيرة على الكثير من أبناء وبنات هذا الجيل.. فباتوا لا يعرفون محمد وردي ولا محمد الأمين.. ولم يسمعوا ب «عصافير الخريف» ولا ب «تتعلم من الأيام».. ويعرفون سعد الصغير وشاكيرا «مثلاً» ويحفظون أغنياتهم عن ظهر قلب.. حتى «بحبك يا حمادة». ٭ كل مقومات البرامج عند هذه الإذاعات هو فتح خطوط الهاتف للمستمعين مع مجموعة أغنيات.. والغالب هو ثرثرة على «الفاضي» لا معنى ولا مضمون ولا رسالة أو هدف لها.. وتسمى هذه برامج.. وبرامج منوعات «كمان».. والغريب أن هذه «الفوضى» تحظى برعاية كبرى الشركات وتدر على تلك الإذاعات «الملايين» ويبحث أصحاب الحقوق من الشعراء والملحنين عن «الملاليم» ولا يجدونها. ٭ حق لنا أن نقول إن هذا العهد إلى زوال.. وأن العهد القادم هو عهد المبدعين الحقيقيين.. وعهد الإذاعات والفضائيات التي تعرف معنى الرسالة التي تحملها.. فما نرجوه هو أن يستيقظ القائمون على أمر إذاعات «المسخرة» من نومهم ويوفقوا أوضاعم.. ويتحسسوا عقولهم قبل جيوبهم.. فالإعلام رسالة وليس تجارة. ٭ «معقولة».. غرفة صغيرة مع بعض الأجهزة مع بعض تسجيلات الأغاني.. تمثل إذاعة!.