وتضاء الثريات الملونة في قاعة الصداقة.. وتتلألأ القاعة عروساً مرصعة بالنجوم.. وظلال من البهاء وصورة تتماوج مع موجات الموج تنعكس على «الأزرق» قبالة توتي. وكل السودان «معزوم» هناك.. عشرات الآلاف من «كروت» الدعوات تهطل كمطر العينة على الأحبة والأحباب والصحاب.. الكل مدعو.. الكل معزوم.. إلا أنا حتى حبيبنا وصديقنا.. وقائدنا في كنبة المعارضة أولئك الذين لا يعجبهم في الحكومة العجب ولا الصيام في رجب صلاح عووضة معزوم.. الآن يا صلاح يجب أن تراجع نفسك قليلاً وتحاسبها كثيراً.. لماذا أنت من كل أعداء الشعب من المارقين والمندسين والعملاء والطابور الخامس لماذا أنت «معزوم».. «غايتو» تكون الحكومة ويكون أحبابنا «الأخوان» قد وجدوا فيك «رخاوة» أو «هشاشة» فأرسلوا لك «كرت» الدعوة ذاك الأنيق.. المهم يا صلاح.. أنا الآن أكثر منك مصادمة.. وأشد صلابة.. وأعنف مقارعة.. فأرجو مخلصاً أن تجعلني في صفنا صف الجوع الكافر والرافض أن أتقدم وأنت أن تتأخر. ولأن الحوار يملأ الساحة والشاشة والإذاعة، ولأنه يزرع الفضاء ويشتل اللافتات واللوحات في السماء.. لأنه كذلك لابد أن أحضر، ولكن كما يأسف ويبكي وينتحب الجنرال مبارك المغربي و«كيف وصولي اليك وحولك الأسوار».. أنا مثله تماماً كيف الولوج إلى قاعة الصداقة وأبوابها المنيعة العصية.. وأمامها وحولها حراس غلاظ أشداء لابد من الدخول.. لابد من الولوج.. لا أحمل كرتاً.. ولا أعرف من هؤلاء «واسطة» إذا لابد من العودة إلى تلك «الحيل» والمحاوره والبراعة التي كنا وفي أيام الشباب والفتوة نفعلها عندما تسد أمامنا «الشبابيك» والأبواب في «الأستادات» وعند لقاء السحاب بين المريخ والهلال.. ونعيد الشريط شريط «الزوغان» وأنجح في التسلل خلسة إلى شرفة القاعة لأكون حضوراً وشاهداً على الحوار الوطني.. نعم كان لابد لي من «التسلل» والدخول خارج إطار القانون.. لأن انتظاري ل «دعوة» من الأحباب في 7+7 أو أولئك الذين يرسلون كروت الدعوات إن انتظاري سوف يطول بل استطيع أن أجزم وأتيقن و«أحلف» بأنه يمكن لابليس أن يدخل الجنة، وأن الجمل سوف يدخل من سم الخياط.. وأن الشمس سوف تشرق من الغرب، كل ذلك ممكن ولكن أن أتلقى دعوة من الأحبة الأخوان أو المؤلفة قلوبهم غير ممكن حتى في الأحلام. الآن أنا في الشرفة.. شرفة قاعة الحوار الوطني.. يعلن «المكرفون» أن هناك وداخل القاعة تسعين حزباً مشاركاً.. لحظة سماعي الرقم تسعين حزباً مشاركاً.. أردد في سري آلياً ومندهشاً.. «الكترابة» ثم أردد جهراً.. لا إله إلا الله محمد رسول الله .. تسعون حزباً مرة واحدة.. وهل هذا هو السودان وحده أم كل أقطار الدنيا وبلاد الدنيا من قطبها الشمالي وحتى الجنوبي.. ثم أسأل نفسي و«بآخر نفس» أين أنت صديقي «البروف غندور» أين أنت وكنت قبل أشهر معدودات وقبيل الانتخابات قلت إن العالم سوف يضحك علينا إذا علم إن في بلادنا ثمانين حزباً.. نعود إلى القاعة.. وأعود الى نفسي وأقول.. هل أول القصيدة كفر.. تسعون حزباً في الوطن.. «طلع» الآلة الحاسبة وأبدأ الحساب.. لو كانت عضوية أي حزب من هذه الأحزاب فقط خمسمائة ألف عضو يعني ذلك أن بالسودان وغير جماهير الأمة القومي والشيوعي.. وغالبية حزب الميرغني وحزب البعث يعني أنه بغير هؤلاء إن تعداد السودان يساوي خمسة وأربعين مليون مواطن، وهذا يجافي الحساب لأن تعداد السودان الحالي هو ثلاثة أو أربعة وثلاثون مليوناً من البشر.. وهذه أولى عجائب الدنيا.. بكره نواصل..