٭ وأنا أعلم وأتيقن وأجزم.. بل «وأحلف» أن هناك من أحبابنا الإسلاميين سوف يضحكون ملء أشداقهم وفيهم من يضحك، وكأنه «لأول مرة» يشاهد عادل إمام في «شاهد ما شافش حاجة» وأن منهم من يضحك حتى يستلقي على قفاه وكأنه الاسكندر الأكبر.. كل ذلك لأنني في نظره اتجرأ وأكتب عن الدين.. فالأحباب الإسلاميون يعتقدون في يقين راسخ وفي ثقة لا يخلخلها شك وإيمان لا يزعزعه شك إن الدين الاسلامي في هذه البلاد حكراً خالصاً لهم.. وأن أي «زول» وخاصة من أمثالنا لا يحق له أن يكتب حرفاً واحداً عن الدين، خاصة وبعضهم ينظر إلينا نظرته لأبليس مصرم وشيطان رجيم.. وحتى أصدقائي وأحبتي من الإسلاميين، وتحديداً من جماعة الأخوان المسلمين يراهنون، بل قد يقسمون أنني لن «أشم» «ريحة» الجنة وأن مثواي ومستقري هو الحشر في «الحطمة»، تلك نار الله الموقدة التي تضطلع على الأفئدة.. «عندك مثلاً أخونا وحبيبنا وصديقنا أنيق الحرف ثري المفردة جنرال العبارة حسين خوجلي كتب مرة في «ألوان» الأنيقة.. كتب وهو ينثر بدائعه وروائعه تحت عنوان عابث وإن كان مدهشاً وبديعاً.. كان العنوان هو «دراسة حالة في الرفيق مؤمنوف فاليتش» كان المقال أيام المفاصلة الزاهية، كان رداً على احتفالي واحتفائي وفرحي بالمفاصلة الذي كتبته تحت عنوان «إن شاء الله ما يتلم شتات» في أحشاء المقال وبعد أن رسم بالكلمات صورة مدهشة لشخص كتب «وفي جماعة قالوا لو مؤمن دخل الجنة حيطلعو مظاهرة.. وحبيب آخر.. وصديق عزيز.. وأستاذ نحمل له حباً ووداً وتوقيراً واحتراماً هو استاذي الجليل عبد الرحمن الزومة.. فقد كتب يوماً «مؤمن الغالي» «زول كويس» ذو خلق نبيل وكنا نتمنى أن يكون معنا «من أهل القبلة» ما هذا يا شيخنا.. هل وجدتموني في دار الندوة.. أم عابداً لهبل.. أم كنت أحد صناديد قريش. ٭ الآن يا أحباب انتهت المقدمة.. وستعرفون لماذا هذه المقدمة بعد أن تبحروا معي في لب وقلب الموضوع. ٭ الموضوع هو ذاك التصريح المزلزل.. الصارخ والصادق والساطع والصارم الذي أطلقه مولانا وشيخنا عبد الحي يوسف قبل يومين اثنين.. فقد قال الرجل وكان صادقاً في كل حرف نطق به وفي كل نقطة خطها بنانه وفي كل شولة سطرها قلمه قال نصاً «مافي حاجة في الدين الإسلامي اسمها التحلل». ٭ ونقول له شكراً مولانا وقد صدقت .. صدقت، وأيضاً ولأن الدين النصيحة نقول له.. لقد جئت متأخراً، رغم أنه: أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي أبداً. ٭ ونقول له شكراً يا مولانا.. رغم أننا من «العوام» أو إن شئت من «الدهماء» أو إن شئت من الحرافيش.. نعلم تمام العلم ونتيقن كامل اليقين أنه ليس في الإسلام شيئاً اسمه التحلل مطلقاً.. لا تندهش ولا تعجب يا مولانا فنحن عامة المسلمين البسطاء نعلم علم اليقين كل المعلوم من الدين بالضرورة.. عرفنا أنه ليس هناك شيء اسمه التحلل.. في قصة الإمام الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مع ابنه في موضوع الإبل خاصة ابنه، والتي كاد أمير المؤمنين أن يضمها كلها إلى بيت مال المسلمين ونحكي التفاصيل غداً.