اتّهم ديك تشيني الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتلكؤ \ اتخاذ القرارات بشأن أفغانستان.. ويبدو أنه لو قرر الرئيس أوباما اجتياح بلد ما في وقت وجيز مرتكزاً على معلومات استخباراتية مشكوك فيها ليبرهن على شجاعته وحزمه للسيد ديك تشيني إذ أن يتروي ويدرس كل الخيارات ويراقب كيف تتطور الأمور في أفغانستان بعد الانتخابات وحينها سيكون قد إتّخذ قراراً صائباً وحكيماً بجميع المعايير. ترجمة:انصاف العوض السؤال الحقيقي الذي يجب أن تتطرق الإدارة الأمريكية إليه فيما يتعلق بأفغانستان ليس (هل تحتاج إلى زيادة عدد الجنود؟ إذ بلغ عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان في يناير من العام 2008م ( 607.26) ثم رفعت إدارة الرئيس السابق جورج بوش العدد إلى 250.48 جندياً ووصفها الرئيس بوش نفسه آنذاك بالزيادة الهادفة من أجل تعزيز القدرة على مكافحة التمرد إذ لم يكن على الجيش الأمريكي هناك محاربة طالبان فقط بل أيضاً حماية الشعب الأفغاني وتقوية وتدريب الجيش الأفغاني والشرطة والمساهمة في التنمية. وفي يناير من العام 2009م أرسلت إدارة أوباما في الأيام الأولى من رئاسته 000.3 جندي إضافي بأمر أصدره بوش أصلاً وفي فبراير وبطلب من القادة الميدانيين أمر أوباما بإرسال 000.17 جندي إضافي مما يعني زيادة عدد الجنود إلى ثلاثة أضعاف تقريباً وعليه فإن إرسال 000.40 جندي إضافي خلال الأشهر القليلة المقبلة يعني زيادة بنسبة 400% تقريباً في وقت بلغ فيه عدد الجنود الذين أرسلوا الى العراق 000.20 جندي فقط وعليه فإن محاولة الإجابة عن لماذا لم تكن الزيادة في عدد الجنود فاعلة؟ ولماذا قد تكون الزيادة الإضافية غير مجدية؟ لا يعد تلكؤاً !. ويقول الجنرال ستانلي ماكريستال الخبير العسكري بأفغانستان(إن المشكلة ليست في عدد القوات الموجودة في أفغانستان إن المشكلة تكمن في الحاجة الماسة إلى تغيير إستراتيجياتنا وطريقة تفكيرنا وعملنا. ولفهم الطريقة التي كانت تقاتل بها القوات الأمريكية في أفغانستان يجب تحليل ما حدث في معركة ونات في 13 يوليو من العام 2008م عندما أحاط عدد كبير من مقاتلي طالبان بقاعدة أمريكية في قرية ونات الواقعة في أقصى جنوب شرق أفغانستان وبعد بضع ساعات من القتال الضيق قتل تسعة جنود أمريكيين وهو أكبر عدد من القتلى في معركة واحدة منذ سنوات والسؤال الأهم ما الذي جاء بالقوات الأمريكية إلى قرية ونات الصغيرة والمحاطة بمنطقة جبلية قليلة السكان والذين يتصفون بعدائهم للأجانب ويعلق الخبير الدفاعي الأمريكي توم ريكس على معركة ونات قائلاً (لماذا نضع يدنا على وكر الدبابير أصلاً؟) ولقد قام الجنرال ماكريستال بسحب القوات الأمريكية من ونات بعد ذلك وكتب الصحفي غريق جارن مراسل صحيفة واشنطن بوست بعد عام من المعركة قائلاً (إن الانسحاب من منطقة لمصلحة حركة طالبان أكثر فعالية من الحفاظ على قوات صغيرة معرّضة للخطر في أماكن معادية).. وفي خلال الأسابيع الماضية لاحظ القادة الأمريكيون المتمركزون على بعد ستة أميال من القرية توتر العلاقة بين المواطنين وجنود طالبان الذين قاموا بالهجوم العام الماضي ليكتشفوا أن من الحكمة تمكين طالبان من إقامة قواعد في تلك المناطق النائية ذات السكان غير الودودين ومن ثم مباغتتها من أجل زرع الفوضى وسط مقاتلي طالبان. إن مؤيدي فكرة زيادة عدد الجنود يتصرفون وكأن الوضع في أفغانستان محدد ومدروس خاصة بعد أن أكد فريق الجنرال ماكريستال أن عدد الجنود يجب أن يكون 000.40 جندي دون زيادة أو نقصان حتى تنجح خطة مكافحة التمرد إلا أن الحقائق كلها تثبت أن عدد الجنود كان تماماً في الوقت الراهن على الأقل. ويبدو أن على الولاياتالمتحدةالأمريكية اتّباع خطة بترايوس لمكافحة التمرد في الأماكن السكنية وخطة بايرن لمكافحة الإرهاب في بقية أنحاء البلاد ويبقى على أوباما أن يكون أكثر حذراً وجدية في تقييم هذه الخيارات قبل أن يتسرّع في إثبات مدى حزمه لديك تشيني.