ليس هناك جديد نقدمه حول قضية البلد الساخنة والحاضرة!! فالانفصال واقع لا محالة!! فكل تحليلات البشر «القاصرة» تقول ذلك ولكننا لن ننسى إرادة الله الغالبة على كل شيء وفوق كل شيء فسبحانه إن قال لشيء كن فيكون!! نحن كلنا نجهد أنفسنا في التفكير ونعذب «دواخلنا» كثيراً للقبول بالنتيجة القادمة والتي هي عندنا أبغض الحلال ونحن نرى جزءً عزيزاً من أرضنا وبلدنا يذهب بعيداً عنا في مجاهل بعيدة ومظلمة!! ü أنا زرت عدة مدن في الجنوب وأعرف ماذا يعني الانتماء للوطن!! قبل عامين أو ثلاثة ذهبنا إلى الرنك وتجولنا في أسواقها وقهاويها وخالطنا «ناسها» وهي لا تختلف في الشكل الخارجي و«الطعم »و«التمازج الاجتماعي» عن القضارف أو الضعين أو شندي.. وأمس في الشروق مرت من هنا قدم محمد موسى حلقة تاريخية في برنامجه الناجح والذي يطوف به في أحياء وقرى وفرقان ومدن بلادي وينقل كثيراً من الملامح السودانية العادية «والونسة» الراقية التي تعكس حيوية هذا الشعب. «أما» في الرنك فالصورة كانت مختلفة «تسعد» المرء و«تشقيه» في آن واحد!! تسعده فالوحدة مرت من هنا لأن الناس شماليون وجنوبيون يعيشون في وئام ويربطهم النسيج ذاته الموجود في بقية القطر.! وتشقيه لأن كل هذه الصور الجميلة سيمر بها بعد أيام «الانفصال» مر من هنا!! فبين «خلاطات» وبوتجازات وتلفزيونات محمد موسى و«كراتينه» الملونة فقد نجح في إرسال رسالة صادقة تقول من الصعب تحقيق الانفصال بين الشمال والجنوب.. وإن تم ذلك على أرض الواقع والسياسة والمؤامرات والدسائس!!. نعم واجبنا ينحصر في دعم التيار «الانفصالي» داخل الحركة حتى نستطيع الانتقال بسلاسة إلى مربع التعايش والاستقرار ويتطلب ذلك الإسراع في طي ملفات القضايا العالقة على أجندة التفاوض!!. أما إذا حدث غير ذلك فإن تيار الانفصال الذي يملك كل شيء فإنه يستطيع افساح المجال لدعاة السودان الجديد الذين سيصدرون كل الأجندات الأجنبية بما فيها دارفور فتتحول هذه المساحة من المليون ميل مربع إلى رماد لا تنفع فيه وحدة أو انفصال!! ذات الرسالة نوجهها لتيارات المؤتمر الوطني «المتلاطمة» الامواج ونقول لهم «هدو اللعب شوية». نعم علينا إرسال إشارات تطمئن بأن شيئاً لن يحدث بعد 9 يناير وسيعيش الشماليون في الجنوب في سلام وستمضي حياة الجنوبين في الشمال في هدوء كرعايا شعب مجاور وصديق وشقيق. ü وستعود الوحدة سالمة آمنة غانمة....! ولو بعد حين...!