لا لأنني من المكرمين فيه- ولا لأنني قد نلت جائزة وشهادة التميز البرامجي وسط آلاف المشاركين.. ولا لأنني أحد أبناء أسرة الإذاعة منذ عقود من الزمان.. ولا لأن برامجي بدأت مع القناة التي جاءت منها الجائزة والتكريم منذ يوم 14 يوليو 1962، حيث سجلت أول برنامج لها في صور من القرية مع صالح بانقا صالح (ابن البان).. لو لم يكن كل هذا لكتبت أكثر من هذا عن ذلك الاحتفال المهيب الذي أقامته الإذاعة السودانية وهي تحتفل بسبعينيتها والتي بدت فيها أكثر ألقاً وشباباً وحيوية ونضارة.. فهي جميلة زاهرة سبعين مرة.. بل سبعون ألف مرة.. وهي تفتح مكتبة أرشيفية باهرة تضم آلاف الساعات من التراث الحي الزاخر الذي يجعلها بحق ذاكرة الأمة بما حوت من التراث الخالد في الفنون والعلوم والأداب والفكر والثقافة والغناء والموسيقى والفنون التمثيلية والبرامج المتخصصة.. وما حوت من أصوات وحناجر.. ومن تاريخ وسياسة ومواقف تنوعت بين لسان العرب والتفسير الواسع النادر لآي الذكر الحكيم.. وبرامج الأسرة والمرأة والطفل.. وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره.. وفي هذه العجالة لابد لنا من تقديم التحية والإشادة بربانها الماهر الإذاعي والإعلامي القدير رئيسها معتصم فضل الذي أكد جمهوره الذي يعمل معه منذ نعومة أظفاره كإذاعي قدير جمع إلى جانب فنون الإذاعة عبقرية الإدارة المتميزة وهو يسير على خطى الآباء الأوائل متولي عيد ومحمد عبد الرحمن الخانجي ومحمد صالح فهمي وعلي شمو إلى أن نصل إلى جيل محمد خوجلي صالحين ومحمود أبوالعزائم وصلاح الدين الفاضل وصالح محمد صالح ومحمد سليمان وحديد السراج وعوض جادين، الذين مهدوا الطريق لعهد النهضة والتطوير، تلكم الرسالة التي حملها معتصم فضل فأكملها على أحسن وجه وأضاف إليها عطاءه المشهود الذي تمثل في عشرات الإنجازات التي تمت في ذلك اليوم.. التحية والتقدير للأخ الكريم معتصم فضل ولأركان حربه الإخوة الطيب قسم السيد وصلاح التوم وعبد العظيم عوض وعوض أحمدان.. وأقول لهم لا شلت أياديكم ولا فُضَّت أفواهكم.. وطالما كانت إذاعتنا بأياديكم فهي في ألف خير.. أما التحية الواجبة فهي للأخ الصديق الدكتور كمال عبيد الذي قاد هذه المسيرة.. وللسيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه راعي الاحتفال وراعي الإذاعة، والذي جعل بوقوفه معها ومعهم كل ذلك ممكناً.