التحيات الطيبات الزاكيات.. التأمين الصحي هو إحدى إشراقات ثورة الإنقاذ الوطني، ولعله أكثرها وهجاً، فهو قد رفع عن كاهل الآباء عبئاً كان يرهقهم كثيراً، فالحمد لله، والشكر لمن حوَّل فكرة التأمين الصحي لواقع ملموس. جاء قانون التأمين الصحي بلوائح يهمنا منها في هذا الخطاب جزئية سقوط التأمين عن أبناء الضباط حال بلوغهم سن الثامنة عشر أو تخرجهم من الجامعات، وهو إجراء لا غبار عليه في الظروف العادية فالثامنة عشر هي سن التكليف القانوني وفيها يعتبر الحدث رجلاً مسؤولاً عن نفسه إعالةً وعلاجاً، ويفترض أن يعمل الخريج ويصبح مسؤولاً عن نفسه وأسرته في بعض الأحيان، ولأسباب خارجة عن إرادة الكافل والمكفول يبقى الخريج سنين عددا بلا عمل أو أمل في ظل الشح الواضح في فرص العمل وكثرة الخريجين، ويقيني أنك على علم بذلك. الضباط المتقاعدون سيدي الوزير أفنوا زهرة شبابهم في خدمة هذا الوطن، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، والمعاش لا يكفي متطلبات الحياة الأساسية ناهيك عن مرض الأبناء المفاجئ. الدولة بكل ولاياتها وولاة أمرها رفعت شعار أن يغطي التأمين الصحي كل المواطنين، وأبناء المعاشيين جزء من هذا الكل.. يعاني المعاشي مرتين، مرة وهو يرى ابنه الخريج عاطلاً بالسنين، ومرة حين يراه مريضاً ويعجز عن شراء الدواء ودفع قيمة التحاليل، وقد أصبحت تكلفة العلاج باهظة لا يقدر عليها العاملون، ناهيك عن من هم بالمعاش. الدستور وهو أقدس وأعلى وثيقة قانونية في الدولة، ومنه تستمد بقية القوانين يتم تعديله إذا اقتضت مصلحة البلاد والعباد ذلك.. وعليه أرجو من سيادتك، وأعلم أنك قادر على ذلك بحكم المنصب وبحكم أنك راع ومسؤول عن هذه الرعية المسماة بالمعاشيين، أن تسعى لتعديل هذا القانون ليشمل أبناء المعاشيين الذين لا تشملهم مظلة التأمين لحين ميسرة أو وجود فرصة عمل، علماً بأن معظم الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية تقوم بتأمين موظفيها ولا أظن أن هناك من المعاشيين من يمانع باقتطاع جزء من معاشه مقابل الأمن من خوف مرض الأبناء. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «خطوة في قضاء حاجة أخيك، قضيت أم لم تقضِ، خير عند الله من اعتكاف في مسجدي هذا»، ويقول أيضاً «من فرَّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة». أتمنى أن تجد رسالتي هذه ما تستحقه من اهتمام ولك الشكر من قبل ومن بعد.. ü عقيد ركن مهندس «م» أحمد عبد الله الخضر ü من المحرر.. الفريق عبد الرحيم محمد حسين.. وزير الدفاع لك التحايا.. وكان يمكن.. أن اكتفي بإفراد عمودي للعقيد مهندس أحمد عبد الله الخضر.. ولكن لأن هذه الرسالة.. قد هزتني في قوة.. رأيت.. أن أضم صوتي إلى ذاك الطلب العادل والضروري.. وذلك فقط لأن العسكريين نادراً ما يتكلمون.. إنهم من يهب الوطن طائعاً مختاراً.. بل سعيداً وفخوراً حياته.. إنهم من يرددون أبداً.. وإذا تناهى الحب واتفق الفداء فالروح في باب الضحية أليق.. أو لا يستحق من سكب العرق.. وقبله الدم.. ذوداً عن حياة وطن.. وصوناً لتراب أرض.. وحفظاً لحياة بشر.. ألا يستحق أن ينعم.. بحياة.. آمنة.. هو وأبناؤه.. في ظلال وفاء.. ورايات عرفان.. وآيات تكريم.. سيدي الوزير.. لا أشك مطلقاً في سريع استجابتك.. لهذا الطلب الملح والعادل.. والمعقول.. انحيازاً.. لأحد رفقاء السلاح.. ثم لك مسبقاً عاطر الشكر وخالص السلام.. مؤمن