- الولاية الشمالية بإرثها الحضاري وتاريخها العريق وأهلها الطيبين الصابرين تظل تنتظر حتى الآن دورها في التنمية الحقيقية لتصبح بالفعل كما نتوقع سلة غذاء السودان كله، وربما الإقليم من حولنا إن شاء الله. - الولاية الشمالية حمل أبناؤها في كل العهود لواء التغيير وهم يقودون المؤسسات التي استمرت تؤثر اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً في كل أجزاء السودان برؤية قومية متجردة لا تعرف التشرذم الإقليمي ولا الانتماء الأثني، بل ظل انتماؤهم للسودان كله. - ومرة أخرى أذكرك أخي الرئيس بحديثك لنا نحن وفد الشمالية في ذلك المساء بمنزل الضيافة عام 2004م عندما قلت لنا «إن أبناء الشمالية ومنذ قيام الإنقاذ ظلوا يمسكون معنا أخطر وأصعب الملفات، ونجحوا في إدارتها في تجرد، فليس أقل من أن نرد لهم هذا الجميل في أهلهم هناك». الحمد لله قام سد مروي العملاق وانسابت الكهرباء.. وسُفلتت الطرق وأقيمت الكباري، وكلها مقومات تمهد لتنمية مستدامة وحقيقية ولكنها ليست غايات، بل تظل وسائل. - لقد وعدت في اللقاء الجماهيري الحاشد بمدينة الدبة عند افتتاح الكوبري يوم 13من الشهر المنصرم، بأن الكهرباء سوف تدخل للمشاريع الزراعية.. وهي بالقطع نظرتكم الموضوعية التي سوف تترجم مردود الوسائل التي ذكرت إلى غايات، حيث لا تزال الولاية وفي كل اقتصادها وحياة أهلها، تعتمد على الزراعة.. والزراعة فقط حتى الآن على الأقل، والتي أصبحت بأوضاعها الحالية غير مجدية إلا إذا أُدخلت الكهرباء للمشاريع الزراعية الكبيرة والصغيرة.. ولتنفيذ توجيهكم الكريم هذا فقد تحركت بالفعل جهات الاختصاص ولكنها طلبت من المواطنين والمزارعين الصغار مبالغ طائلة لا حول لهم بها لإدخال الكهرباء لمشاريعهم الزراعية الصغيرة المعنية مباشرة بإنتاج القمح.. هذه المشاريع التي تعطلت لسنين عدداً بسبب عدم قدرة أهلها على تمويلها لارتفاع أسعار المدخلات الزراعية المختلفة، وقد دخل العديد من مالكيها السجون جراء مديونيات البنوك. - السيد الرئيس نحن نتابع سياسات الإنقاذ التي جعلت لكل منطقة أو ولاية نصيباً نسبياً من عائدات المشاريع الكبرى والمؤسسات ذات الناتج القومي مما ساهم في إحداث التطور والتنامي الاقتصادي في تلك الولايات والمناطق، وبما أن سد مروي والذي وصلت كهرباؤه المتوفرة إلى كل أنحاء السودان، وهو يقوم في الولاية الشمالية وبتضحيات جسام من أجل الوطن كله، اعتقد أن أقل ما يقدم لأهل الولاية الشمالية هو توصيل الكهرباء لمشاريعهم الزراعية مجاناً، وأقول التوصيل فقط ويمكن بعد ذلك أن يدفعوا قيمة الاستهلاك، لأنني على علم بأن أغلبية ملاك المشاريع لا يملكون الآن على الأقل وللكساد الذي ضرب الزراعة لمواسم سابقة، لا يملكون المال الذي قُرر عليهم لتوصيل الكهرباء للمشاريع. - الأخ الرئيس أهلنا في الشمالية في انتظار توجيهكم الكريم بتوصيل الكهرباء لهذه المشاريع مجاناً وتكون بذلك قد أنصفت أهل الشمالية وقد أوفيت لأبنائها الذين قادوا معكم المسيرة وأداروا خلالها أصعب وأخطر الملفات، وتكون قد يسرت لمزارع الشمالية المؤهل بالفطرة لأن يدخل وأسرته دورة النمو الاقتصادي وترتفع عنده نسبة دخل الفرد، ومن ثم تكون قد يسرت لكل أهل السودان لينساب عندهم جميعاً منتج القمح والذي تملك الشمالية كل مقومات الإنتاجية العالية منه، كما انسابت لكل أجزائه كهرباء سد مروي من الولاية الشمالية، بعد ذلك سوف يحس مواطن الشمالية وكل أهل السودان بمردود السد الذي وفر الكهرباء فارتفع إنتاج القمح وقامت مزارع البنجر لتقوم مصانع السكر في مناطق إنتاجه، وازدهرت حدائق النخيل والمانجو والبرتقال وينتعش ويتطور مصنع كريمة وتقوم مصانع أخرى للتمور والفواكه والصلصة.. ومن ثم يقوى اقتصاد أهل الولاية فيشاركون في نهضة السياحة وتطور التنقيب عن المعادن، وعندها أيضاً تكون الطرق التي امتدت من حلفا إلى الخرطوم، ثم إلى بورتسودان.. والكباري التي أنشئت موصلاً سريعاً للمنتجات الزراعية والصناعية،وعاملاً أساسياً لتسهيل وسرعة التسويق.. وبهذا يتكامل ويكتمل أمر التنمية في الولاية.