رسالتي الأولى كانت شخصية إعجاباً بعمودك شمس المشارق وأتمنى أن تكون شمس عزك مشرقة.. استبشرنا خيراً بتكوين مفوضية الفساد إذا لم تكن حبراً على ورق.. وإذا لم تنبثق منها عدة لجان.. وأن يكون القائمون على أمرها من خارج المؤتمر الوطني ويا حبذا لو كانوا من القضاة.. وأتمنى أن تكون هذه المفوضية طوق نجاة للشعب السوداني وأن تتبعها مفوضيات بالولايات.. ما يهمني في هذه الرسالة وقد عهدناك ناصحاً وصحفياً مميزاً لا تخشى في الحق لومة لائم.. ولك قلم يرصد.. وأنامل لا ترتجف.. وقلب خاشع مؤمن بهذا الوطن وهذا الشعب المعلم الذي أعطى ولم يأخذ.. عهدناك وأن تطرق كل الأبواب بتلك العروسة المميزة أم الصحف ألا وهي «آخر لحظة» منبر كل السودانيين.. ومن هذا المنطلق قد فوضناك بهذه المفوضية وإن لم تكن شخصياً فقلمك ينوب عنا.. يفتح كل الملفات.. وبصفتي من عشاق السكة حديد ومن معاشييها أطالب بأن يفتح ملف السكة حديد وشركة السككيون التابعة للسكة حديد.. وبيع أراضي السكة حديد بولاية القضارف.. ومن الذين دمروا السكة حديد ولماذا.. ولمصلحة من؟ قرأت لك مقالاً عن الشاعر الكبير والدبلوماسي الرائع الحردلو.. وتلك القصيدة الرائعة والتي توحي بأن الحردلو وكأنه يعلم بالذي حدث في بعض الدول العربية.. وأنها حاسة سادسة.. فهذه القصيدة قد ذكرتني مقولة عام 1967م التي قالها الشاعر الفذ المرحوم محمد أحمد محجوب وأظنك على علم بها.. فقد خاطب الدكتور الترابي قائلاً: إنني لا أخاف على السودان من تبسمك ولا من أحلامك.. تبسم كما يحلو لك.. واحلم ما تشاء من أحلام.. ولكني أخاف على السودان أن تعتلي السلطة فيه يوماً ما أو أحد اتباعك.. وبذلك سوف يفقد السودان كلمته.. والمواطن أسباب عيشته ولا يجد لقمة العيش الكريمة.. وسوف يكون مبغضاً من أقرب الأقربين إليه. «انتهى». تمعن أخي مؤمن في هذه المقولة وكأنه يعلم ما سيحدث بالسودان وفعلاً حدث ما نحن فيه الآن. آسف لإزعاجك أيها المسكون بحب هذا الوطن وشعبه وأم درمان. لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا إبراهيم محمد أحمد طه القضارف- السكة حديد بالمعاش من المحرر الأستاذ إبراهيم.. لك التحايا والود وأنا لمثلكم أكتب.. أعني بهم الذين يحملون الوطن في تجاويف صدورهم حباً وصبابة.. وأراك تضع قلمك.. بل مبضعك في مكان الألم والوجع.. وصدقني.. إني كنت وما فتئت أعتقد جازماً.. أن السكة الحديد.. ومشروع الجزيرة.. والمخازن والمهمات.. هي ركائز،، بل هي عافية الوطن.. ثم وهن العظم.. عظم الوطن.. واشتعل الرأس شيباً.. رأس الوطن.. وحل السقم مكان العافية.. والوطن يتخلى عن تلك المنارات.. منارة إثر منارة.. ينزع هدومه قطعة قطعة.. وها هو بلا سكة حديد.. وبلا مخازن ومهمات.. ولا نقل ميكانيكي.. وباتت الدروب مشرعة وممهدة للفساد.. حفظ الله الوطن.. وأعاده كما كان.. مارداً.. صلباً صلداً.. جبلاً يقاوم عاديات الرياح. لك ودي مؤمن