اجتمع نفر من الإنس على مائدة للأنس بين جداول المياه وباقات الورد والزهور يتآنسون في أمور الدنيا الخاصة وما يرتبط بهم من ناس وأحداث، وطاف عليهم في جلستهم تلك راصد بيت الأسرار وهم لا يشعرون، وجاءت سيرة الرجل صاحب الملايين والاسم الرنان داخلياً وخارجياً خاصة بعد أن تعرضت إحدى منشآته إلى محنة انشغلت بها البلاد وما حولها والعالم، وقد أخذ صاحب الحق في ملاحقة ومقاضاة الذين تسببوا في كارثته المالية وطاردهم عن طريق مكاتب المحاماة في ما وراء البحار. الرجل المسكين تعرض لمواقف أبعدته عن وطنه أشهر اعدة وبدأ بفقد ممتلكاته شيئاً فشيئاً.. و.. فجأة راج على صفحات الصحف والإنترنت أنه كسب القضية والملايين بالعملة الصعبة . أصدقاء الرجل الذين اجتمعوا ذلك المساء الناعم قال قائل منهم إن الخبر غير صحيح وأنه (مكنة) أي لا أساس له من الصحة وان الذي حدث هو أن احد العاملين مع الرجل أطلق هذه المعلومات على شبكة الانترنت حتى تخفف من ضغوط الدائنين في الداخل والخارج على الرجل... ودعا له الجميع بأن يفرج الله همه ويزيل غمه. الكبير.. كبير..! ü راصد بيت الأسرار تجول قريباً من المبنى الضخم اللامع الذي تنعكس ألوان زجاجه الزرقاء والرمادية، شمال مجرى النيل الأزرق بالخرطوم قريباً من حدائق الشعب.. دخل راصد بيت الأسرار رغم الاجراءات الصارمة إلى المبنى ذي الحديقة الجميلة واستعان ببطاقته الصحفية وبطاقة اتحاد الصحفيين السودانيين، ودلف إلى المكاتب الخاصة حيث الملفات السرية والمعلومات التي تذخر بها أجهزة الكمبيوتر التي لا ينقطع عملها في هذا المرفق الحساس المرتبط بالمال المركزي.. ودون أن يشعر وجد راصد بيت الأسرار يده تمتد إلى أحد الملفات فوجد أنه ملف يحمل اسم الرجل الكبير الذي جيئ به بعد المدير السابق الذي قدم استقالته معتذراً ب(طول الخدمة) و(كبر السن).. وقد كانت المفاجأة أن المدير الجديد الذي شغل منصباً دستورياً في السابق لم يكن أصغر عمراً من المدير السابق ولا في مثل عمره حتى.. بل أكبر منه بثلاث سنوات كاملة.. والكبير.. كبير.