تحدثنا بالأمس... عن التصريح.. القنبلة.. الذي أطلقه مولانا الميرغني.. وهو يقول: إن وحدة السودان خط أحمر.. وخطر وخطورة التصريح.. إنه يصدر تعبيراً عن حزب أصيل وكبير.. له ماضٍ.. وحاضر... وغد.. وهنا نقول لمولانا.. نحن معك.. حباً.. وشوقاً وأملاً أن يظل السودان.. واحداً متحداً.. بحدوده.. المرسومة.. في العيون والصدور.. والأفئدة والخيال.. حدوده .. التي كم تغنينا بها.. وجداً... وفرحاً... وغناءً عاصفاً... تعدو به الريح... قالها فارس الكلمة.. صلاح أحمد إبراهيم ..وصدح بها وردي.. ورددنا خلفه النشيد كقسم.. لا نحثث فيه.. هتفنا ملء أفواهنا.. من نخلاتك يا حلفا وللغابات وراء تركاكا.. ولكن يا مولانا يبقى كل ذلك.. في طي الأحلام والأمنيات الشاهقة... هو لا خط أحمر ولا أبيض ولا أي لون... هي فقرة ملزمة.. في إتفاقية نيفاشا.. حقاً أصيلاً للأحبة في الجنوب.. أن شاءوا واصلوا معنا رحلة الإخاء وإقتسام الوطن والنيل والأمل والضياء.. وإن أرادوا.. أن يذهبوا.. بالجنوب دولة كاملة السيادة.. قابلة للحياة.. معروفة خطوط الطول والعرض.. مفهومة الحدود.. ليست هناك قوة في الأرض.. تجعل من اختيارهم خطاً أحمر... ومولانا يعلم.. وكلنا يعلم إنه ولأول مرة في التاريخ.. ولعلها تكون الأخيرة.. لأول مرة.. ينتقل مجلس الأمن بكامل هيئته وعضويته إلى ضاحية نيفاشا.. ويشهد توقيع اتفاقية السلام.. والتي من بين بنودها.. حق تقرير المصير... وهنا نقول: إن حق تقرير المصير بات فقط في أيدي الأحبة في الجنوب وحدهم ولا أحد سواهم.. فقد خرج الأمر من يد الحكومة.. والإنقاذ والمؤتمر الوطني.. وحكومة الوحدة الوطنية وكل شعب السودان في الشمال.. بات أمراً.. شهدت عليه كل عيون العالم.. وبهذا يحق للجنوبيين إن أرادوا الانفصال.. أن يتجاوزوا حتى خط (ماجنو) دعك من خط أحمر أو أصفر... ونزيد ونقول في أسى.. وحزن وأسف.. وموجات التشاؤم الهائلة تغرقني.. ورمال العواصف الهائجة تمطرني.. أقول إنه وعبر مسيرة الإنسانية وأحداث الكون.. إنه ما جرى أبداً على سطح الأرض استفتاء لمجموعة.. واختارت تلك المجموعة البقاء في الوطن.. وهاهو التاريخ يقول: إن أي استفتاء جرى على ظهر الكوكب كانت نتيجته هي الاستقلال الفوري والانفصال التام.. أكتب هذا.. وكلي أسف.. بل كلي خوف وهلع وفزع.. ولنبارك لمولانا الطيب مصطفى.. ورفاقه.. مقدماً.. لأنهم سوف يغنون في طرب يومها ذاك حققنا أحلامنا.. ولكن سنردد نحن عندها.. حتماً.. يا شمس تشرقي من جديد.. وندلف من هذا الدهليز إلى الانتخابات.. المرتبطة عضوياً.. وفي اتصال لا فكاك منه بأمر الإنفصال.. ونقول.. لابد للاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة أن يحدد سياسته منذ الآن في قلب برنامجيهما الانتخابية.. رأيهما.. وسياستهما.. لو تم لا قدر الله.. ذاك الانفصال.. كيف تكون العلاقة.. وكيف تكون الجيرة التاريخية والإنسانية والجغرافية بالجنوب.. فأمر آخر.. بل سؤال.. آخر من جملة أسئلة معلقة في الفضاء.. لقد عرفنا رأي المؤتمر الوطني وسياسته.. الاقتصادية.. والراكزة أبداً... والقائمة أصلاً على تحرير السوق... والاقتصاد الحر.. ورفع الدولة يدها تماماً عن النشاط الاقتصادي.. ونعلم بالضرورة.. أدبيات وبرامج ورأي اليسار عموماً في المشكل الاقتصادي وإدارة السوق.. وهنا نسأل الحزبين الكبيرين الأمة والاتحادي... هل نتوقع مواصلة في ذات النهج.. أي تحرير السوق والاقتصاد والأسعار؟.. أم ستعود الدولة كلياً أو جزئياً.. لإدارة الاقتصاد.. هل سيكون اقتصاداً حراً خالصاً متحرراً من كل قيد أو مختلطاً... لأن كل هذا ينعكس عميقاً في حياة الناس.. بل هو عيشة الناس والناس هنا هم جموع الناخبين.. وختاماً.. ولأن الوصية (بالمهلة) دعونا نرجو ونلح في الرجاء.. لكل الأحزاب مجتمعة.. من المؤتمر الوطني.. وحتى آخر حزب في الوطن.. أن يحذف من برنامجه.. تماماً.. نتمنى إلى الأبد.. وإن تعذر فليكن إلى حين... ودعونا نقول.. لمدة أربع سنوات.. بالله عليكم أحذفوا من برامجكم.. الانشغال (بالفاضي).. بقضايا الآخرين.. دعونا نوجه طاقاتنا إلى هذا الوطن الذي ينوء بحمل أثقال تئن من ثقلها الجبال.. دعونا من (فلسطين) ومقاتلي طالبان.. ومشاكل أفغانستان.. ومتمردي كشمير.. فقد بعدنا.. أصواتنا تظاهرات.. ومسيرات.. ونواح... وبكاء على الجدار العازل... والصلف الصهيوني، وكأن ذاك الجدار يمر بالدروشاب.. انتبهوا للسودان .. فهو أعقد مشكلاً من فلسطين.