لا شك أن عديداً من الأخطار تهدد أمن وسلامة المؤتمرات، سواء كانت أخطاراً عمدية وتحدث بتدخل الإنسان بسوء نية، أو تحدث عن طريق الخطأ أو الإهمال في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المؤتمر، ومن هذه الأخطار: الأخطار العمدية: ويتمثل هذا النوع من الأخطار في محاولات اغتيال الشخصيات المهمة التي تشارك في انعقاد المؤتمر أو التهديد بنسف المؤتمر للتأثير على قرارات الأعضاء أو التآمر على عدم انعقاد المؤتمر من أساسه مثلما تفعل إسرائيل بخلق العراقيل أمام انعقاد المؤتمر الدولي لوضع التسوية النهائية للقضية الفلسطينية. الأخطار غير العمدية: وهذه تحدث بسبب خطأ غير مقصود في تأمين المؤتمر، وقد تحدث نتيجة للتقصير في خطة تأمين المؤتمر وعدم تقدير مدى أهمية المؤتمر. عناصر أمن المؤتمرات: كما سبق أن أشرنا، فإن أمن المؤتمرات بمفهومه الشامل يشمل أمن الأفراد وأمن المكان وأمن المعلومات على النحو التالي: أ. أمن الأفراد: ويشمل تأمين أمن الفرد مشاركاً وزائراً وعاملاً في المؤتمر، ذلك منذ وصوله إلى البلاد وحتى جلوسه على مقعده داخل قاعة المؤتمر إلى مغادرة البلاد. ب. أمن المكان: ويشمل كل ما تخطو عليه أقدام المشارك في المؤتمر ويمتد ليتسع إلى مهبط أقدامه على أرض الدولة والوصول الى مسكنه، وفي قاعة اجتماعاته الجانبية على هامش المؤتمر ثم انعقاد المؤتمر. ج. أمن المعلومات: سواء تمثلت في حوار بالكلمات أو أوراق مقدمة أو محاضر أعمال أو بكل ما خرجت به أفكار المشاركين. ما هي القواعد العامة في خطة أمن المؤتمرات: يشترك في وضع خطة أمن المؤتمرات العديد من الأجهزة الأمنية المختلفة تبعاً لأهمية ونوع المؤتمر، فإذا كانت هناك المؤتمرات العادية والتي تكفيها قوة بسيطة لتأمينها، واحتمال تعرضها للأخطار بسيط، فإنه توجد أيضاً المؤتمرات المهمة والتي تحتاج في تأمينها لإجراءات خاصة، نظراً لتعدد الأخطار التي تحتمل تعرضها لانعقاد هذه المؤتمرات والتي سبق أن نوهنا إليها، ومن محاولات اغتيال المشاركين في المؤتمرات أياً كانت دوافع هذه الاغتيالات وكثيراً ما سمعنا عنها. ففي الأول من شهر حزيران يونيو 1963م اجتمع الرئيس الأمريكي جون كندي مع نائبه «جونسون» ودكونيالي محافظ ولاية تكساس، حيث تقرر في هذا الاجتماع زيارة الرئيس كندي لولاية تكساس في 22 نوفمبر 1963م، في ذلك الأثناء خطط المتآمرون لاغتيال الرئيس الأمريكي منتهزين هذه الفرصة، وهنا قام شخص يدعى «أوزوالد» بإطلاق الرصاص عليه أثناء زيارته لولاية دلس في وسط الموكب في شارع هيوستني، وهكذا نجد العديد من حالات الاغتيال لكثير من الشخصيات المهمة، وأحدثها اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض وهو في طريقه لحضور احتفال لبنان بالعيد الوطني لاستقلاله، وذلك في سيارته المصفحة، حيث قام المجرمون بتفجير كمية من المتفجرات تزيد عن 250 كيلو جراماً دسوها له في كوخ مهجور في الطريق، الأمر الذي أدى إلي مصرعه في الحال، وذلك في يوم 24/11/1989م، ولم يمضِ على توليه الرئاسة سوى سبعة عشر يوماً. والاغتيالات عندما تديرها المخابرات تستخدم فيها الرجال والنساء وكل الوسائل الممكنة، والمخابرات دقيقة وشرسة تتعامل مع الأبطال والخونة، وترشي وتفسر وتخطف وتقتل، تقبض على قوة الحياة والموت، إنها تستغل أسمى وأدنى العواطف، وتستخدم الوطنية حتى أعظم معانيها، والنزوات حتى أحط مداركها، وهي تبرر الوسائل التي تحقق أغراضها، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة. ومن هنا كان لابد أن تتعاون كافة الأجهزة بين مختلف دول العالم بصفة عامة، وعالمنا العربي والإسلامي بصفة خاصة.. في سبيل تأمين المؤتمرات التي قد يحضرها العديد من الشخصيات المهمة في خطة تأمين المؤتمرات ومنها: 1. أن تشتمل هذه الخطة على مواجهة كافة الأخطاء سالفة الذكر، والتي يحتمل تعرضها للمؤتمر وكذلك طرق الوقاية منها. 2. العناية التامة في اختيار الأشخاص القائمين بتنفيذ خطة أمن المؤتمر، فالفرد هو الأساس الذي يجب أن تقوم عليه الخطة، ولهذا يجب التأكد من ولائه ووطنيته خوفاً من تجنيده لمصلحة أي جهة أخرى. 3. ضرورة استخدام المباديء العامة في الإدارة من تخطيط وتنظيم للخطة، وذلك بحصر الإمكانات اللازمة لتأمين المؤتمر، سواء من أفراد أو معدات، ثم تنسيق التعاون فيما بين الأجهزة الأمنية المشتركة لعدم وجود ثغرات في الخطة، وأيضاً يجب اختيار أكفأ الأشخاص لقيادة تنفيذ هذه الخطة، أي أن يكون القائد المناسب، مستخدماً في ذلك أحدث وسائل الاتصال، وفارضاً الرقابة الفعالة، سواء في الإعداد أو أثناء تنفيذ الخطة. 4. يراعى دائماً أن تسيطر السرية على كل مراحل خطة تأمين المؤتمر. 5. يجب أن تقوم الخطة على أساس معلومات دقيقة واضحة لا تحتمل أكثر من معنى. 6. لابد من وجود خطة طواريء تشمل كيفية التصرف في حالة حدوث أي حادث معين، إلى جانب خطة بديلة في حالة اكتشاف الخطة الرسمية في التأمين. ü لواء معاش ومدير المباحث المركزية الاسبق