لأوّل مرة في تاريخنا السياسي يفشل المقربون من صناع القرار، والعارفون ببواطن الأمور في الوصول إلى ترشيحات الحقيبة الوزارية الجديدة. ويبدو هذه المرة أن الطبخة أُعدت على نار هادئة بعيدة عن وسائل الطبخ الآلية الاليكترونية.. وحُفظت بخزينة بأرقام ديجتال يعرف سرها أشخاصٌ لا يتعدون أصابع اليد الواحدة.. لكن يمكن التكهن والوصول إلى احتمالات من واقع الأحداث الجارية بعد الانتخابات.. وأداء الوزارة التي انتهت بإعلان نتائج الانتخابات والاتجاه إلى تشكيلة وزارية جديدة. المعروف في السودان منذ تكوين أول حكومة بعد الاستقلال، أن تتشكل الوزارات طبقاً لقطاعات وزارية أربعة- القطاع الاقتصادي والزراعي وقطاع الخدمات بجانب القطاع السيادي.. وكل قطاع يحوي عدداً من الوزارات لتكوِّن في النهاية وزارات مجلس الوزراء.. أو ما يسمى بالجهاز التنفيذي أو أجهزة السلطة التنفيذية.. في كل عهد وحقبة سياسية يختلف عدد الوزارات المركزية، حيث تبقى ثابتة وزارات السيادة بمسمياتها، وتتعدل أسماء بعض الوزارات أما عن طريق الإندماج أو تذويب وزارة مع وزارة أخرى لتأخذ مسمى آخر. وعبر مسيرة تاريخنا السياسي تعدلت وتبدلت أسماء بعض الوزارات الخدمية والاقتصادية مع ثبات فعلي لمسميات وزارات السيادة.. أما في عهد الإنقاذ لم يطرأ كثير من التغيير على مسميات بعض الوزارات ولكن ما أستحدث هو عدد من المؤسسات التنموية والمشروعات الاستثمارية نتيجة تغيير النمط الاقتصادي التقليدي إلى اقتصاد متطور بفعل ظهور البترول ودخوله مجال الاستثمار والتصدير.. المتابع للأحداث اليومية بدقة يمكن أن يتكهن بشكل الوزارة الجديدة ويتعرف على ملامح التشكيل الوزاري المرتقب.. حيث إن الشارع السياسي لا تغيب عنه الفطنة السياسية.. ومن يقرأ الصحف اليومية يستشف أن بعض الأسماء على مستوى القيادات السياسية أو التكنوقراط تركوا بصماتهم في المجالات التي يعملون فيها.. وبقراءة متأنية في عقلية الإنقاذ السياسي يمكن للمرء أن يتكهن أن بعض قياداتها السياسية أو المنتسبين إليها من المحتمل أن يعتلوا مناصب قيادية، سواء كان على المستوى الوزاري أو مستوى القيادات العليا.. المرحلة القادمة هي من أصعب المراحل التي ستمر على البلاد، حيث هنالك عدد من التحديات الجسام تتطلبُ قياداتٍ صلبة ومؤهلة للوقوف بصلابة أمام هذه التحديات، فمازال السودان يعاني من هجمات الأعداء بالداخل والخارج، وهنالك من القضايا الساخنة مازالت عالقة، ولابد من حسمها لضمان استقرار البلاد والانطلاق نحو التنمية المستدامة.. ولا يغيب عن الأذهان مشكلة دارفور التي تنتظر الحل وقضية وحدة البلاد شماله وجنوبه، وهنالك أيضاً المعارضة الهدامة التي تؤجج الصراعات الداخلية وتحاول تمزيق وتفتيت وحدة البلاد والنسيج الاجتماعي الداخلي. عموماً نقول: إن الشعب السوداني حبيبس الأنفاس الآن وحتى ظهور التشكيلة الوزارية الجديدة بعد أن يؤدي الرئيس البشير المنتخب اليمين الدستورية بعد أيام، وعقب ذلك ستُعلن الوزارة الجديدة لتنطلق مسيرتها، حاملةً النماء وبشريات الخير لأهل السودان جميعاً الذين قالوا نعم للبشير رئيساً وينتظرون منه الكثير لتلبية طموحاتهم وتطلعاتهم في ظل سودان واحد موحد.. وبدون شك فإن كافة المواطنين يتوقون الآن لإعلان الوزارة الجديدة ليقولوا نعم للسودان، وهم على ثقة تامة بأنّ من تأتي بهم الحقيبة الوزارية من وزراء وصناع قرار هم أهل لذلك،وسوف لا تدخر الجماهير جهداً للتعاون التام والتأييد لوزراء المرحلة القادمة لرِفعة راية السودان ولحمايته من كل معتدٍ أثيم.. نأمل أن يأتي الجديد بما تمناه الجميع.